أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - فلتأتوا بالشّمس من المغرب














المزيد.....


فلتأتوا بالشّمس من المغرب


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4833 - 2015 / 6 / 10 - 08:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فلتأتوا بالشّمس من المغرب

الدّين يتلاعب بعقول النّاس البسطاء والجهلة، فيُغرقهم في مغالطات منطقيّة لو حلّلناها وفصلنا بين كلّ مكوّناتها لوجدناها مبنيّة على الوهم والكذب. ومن هذه المغالطات ذاك التّحدّي الفارغ الذي حفظه المسلمون والذي يردّدونه كالببّغاوات ويعتبرونه حجّة على وجود ربّهم وعلى عجز الإنسان على مجاراة قدرات ذلك الشّبح العظيم: "الله يأتي بالشّمس من المشرق، فلتأتوا بها أنتم من المغرب".
أوّلا، اللّغة نتيجة إتفاق وهي من إنتاج الإنسان. النّاس إتّفقوا على تسميّة طلوع الشّمس في الصّباح شروقا وعلى أن إختفاءها في المساء غروب. وإتّفقوا على أنّ جهة طلوع الشّمس شرق أو مشرق وجهة إختفائها غرب أو مغرب. ولو أنّ العرب إتفقوا على العكس لقيل: "الله يأتي بالشّمس من المغرب، فلتأتوا بها أنتم من المشرق"، ولكانت الجملة عاديّة لا لُبْس فيها.
ثانيا، منذ أن وُجد الإنسان على الأرض والشّمس تشرق من الشرق وتغرب في الغرب، ولم يحدث أن رأى الإنسان العكس. وشروق الشّمس وغروبها، علميا، لا يعني شيئا، فظاهرة الشّروق والغروب مرتبطة بالإنسان وهو يراقب السماء من نقطة محدّدة على سطح الأرض، وهذه الظّاهرة تُصبح غير ذات معنى حين نأخذ الكرة الأرضيّة بأكملها. فالشمس لا تشرق ولا تغرب، بل الأرض هي التي تدُور حول نفسها، فيحدث بذلك تداول النّور والظّلام، أي ما إتفق العرب على تسميتهما بالليل والنهار. ولكنّ العقلية الدّينية أبعد ما تكون عن العلم والتّفسيرات العلميّة ولها نظرة بدائيّة ومتخلّفة للشّمس على أنّها هي التي تدور حول الأرض. إذن، من المنظور العلمي، الشّمس لا تأتي ولا تذهب أصلًا لكي يزعم أحدُهم أنّ ربّه هو الذي يأتي بها من المشرق ويغيّبها في المغرب.
ثالثا، لنفترض أنّ الله الذي يتحدّثون عنه ليس خرافة بل حقيقة وأنّه موجود فعلًا. نحنُ نرى الشّمس تطلع علينا كلّ يوم من الشّرق وتغرب في الغرب ولم نر أيّ تغيّر لهذه القاعدة وليس هناك أيّ دليل يُثبت أنّ هذا الله هو الذي، بإرادته أو بيده، يُحرّك الشّمس بهذه الطّريقة. فإذا كان من يزعمون ذلك يريدون تحدّينا، فيجب عليهم أن يُثبتوا لنا أنّ ربّهم هو الذي يحرّك الشّمس بهذه الطّريقة. ففي غياب هذا الله الذي لم يره أحد وفي غياب دليل ملموس على تأثير هذا الشّبح في الشّمس، يمكنني أن أقول مثلا أنّ وحش الإسباجيتي الطّائر هو الذي يتحكّم فيها ويسيّرها كما يريد ويشتهي دون أن يستطيع أحدٌ من المؤمنين بالخرافات الدّينيّة تكذيبي.
عندما نحلّل المقولة بهذه الطّريقة، نتبيّن زيفها وتهافتها، وأحسن ردّ يمكن قوله لمن إعتادوا على ترديد هذه الحجّة الزّائفة هو الآتي: أطلبوا من ربّكم أن يظهر لنا وأن يأتي بالشّمس من الشّمال أو من الجنوب لنعرف أنّه موجود وأنّه هو الذي يتحكّم فيها... فإن فعل فيمكنكم وقتها تحدّينا بأن نأتي بها من الغرب.
فهل هناك من سيحاججنا بعد اليوم بهذه الخرافة الفاشلة؟

-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر لمن يعقلون - ج66
- خواطر لمن يعقلون - ج65
- خواطر لمن يعقلون - ج64
- خواطر لمن يعقلون - ج63
- خواطر لمن يعقلون - ج62
- خواطر لمن يعقلون - ج61
- خواطر لمن يعقلون - ج60
- خواطر لمن يعقلون - ج59
- نظرة على حدّ الزّنا في الإسلام على المذهب المالكي
- خواطر لمن يعقلون - ج58
- المثليّة الجنسيّة والمجتمع التّونسي والإسلام: حول بلاغ ديوان ...
- خواطر لمن يعقلون - ج57
- بين المسلم الإرهابي والمسلم الوسطي المعتدل
- هل كان محمّد بن آمنة الوحيدَ الذي نكحَ عائشة أم كان هناك رجا ...
- هل كان محمّد بن آمنة الوحيدَ الذي نكحَ عائشة أم كان هناك رجا ...
- الإسلامُ ينهى عن الشّرك بالله ويحثّ على السّرقة والزّنا وشرب ...
- خيرُ أمّةٍ أُخرجت للنّاس؟ وعجبي...!
- أوّلُ الشّعر عيناكِ
- لا ينفع العقّار في ما أفسده الإسلام
- بعض الأمثلة عن إنحطاط الله الإسلامي، من صحيح مسلم


المزيد.....




- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - فلتأتوا بالشّمس من المغرب