أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - هلال محمد - العمق الإفريقي : مستقبل التنمية الاقتصادية للمغرب















المزيد.....


العمق الإفريقي : مستقبل التنمية الاقتصادية للمغرب


هلال محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 21:21
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


منذ استقلال المغرب، شكلت القارة السمراء خيارا استراتيجيا مهما بالنسبة للمملكة. هذا الخيار أخد بعدا آخر يرتكز على التعاون جنوب-جنوب على المدى البعيد في إطار مبدأ " رابح-رابح "، وذلك منذ تولي الملك محمد السادس العرش سنة 1999. فقد عرف التعاون المغربي الإفريقي عدة محطات بارزة. أولا، التعاون على المستوى العسكري، ثم على المستوى السياسي، ليدخل التعاون مستواه الاقتصادي في عهد جلالة الملك.
فتاريخيا، يعتبر المغرب إلى جانب كل من مصر وجنوب إفريقيا (ومؤخرا نيجيريا بالإضافة إلى أنغولا والموزمبيق كدول صاعدة )، من الدول الأكثر تأثيرا في القارة الأفريقية. ويبدو أن انسحابه من الاتحاد الأفريقي سنة 1984؛ احتجاجا على اعتراف المنظمة وقبولها عضوية الجمهورية الصحراوية، رغم كونه عضوا مؤسسا له، لم يؤثر على علاقاته وتأثيره في الدول الإفريقية. وهو ما تؤكده الجولات التي قام بها، ولا يزال، العاهل المغربي إلى عدد من الدول الأفريقية، والتي شملت مؤخرا كل من السنغال، ساحل العاج، الغابون وغينيا بيساو، والتي تعكس جليا البعد الأفريقي الحاضر بقوة في السياسة الخارجية، وتعد هذه الجولة الثالثة لملك البلاد في ظرف ثلاث سنوات فقط، ما يدل على الاهتمام البالغ الذي تحظى به هذه القارة في الأجندة الدبلوماسية المغربية. وجدير بالذكر أن اهتمام المغرب بالعمق الإفريقي ظهر جليا سنة 2000 حيث تم إلغاء ديون البلدان الإفريقية الأقل نموا، وإعفاء منتجاتها من الرسوم الجمركية لدخول السوق الوطنية.
يعد التوجه المغربي الحالي للدول الأفريقية بديلا حتميا، إن صح التعبير عن التوجه المغاربي، بغض النظر عما يوفر هذا الأخير من مقومات . فالمغرب الكبير يعيش انغلاقا وركودا اقتصاديا رغم الإمكانيات الضخمة التي تتوفر عليها الدول الخمس للاتحاد والناتج عن:
- أولا؛ تخاذل الدولة الجزائرية الشقيقة عن التوافق لإيجاد حل وسيط لمشكل الصحراء رغم المجهودات التي يقوم بها المغرب في هذا الاتجاه. والتي أشاد بها التقرير الأخير لمجلس الأمن الدولي. والتي تهم بالأساس الإنجازات في مجال حقوق الإنسان بينما ترفض الجهات المتنازعة الأخرى مطلب مجلس الأمن بإحصاء سكان مخيمات تندوف. فالصراع بين المغرب والجزائر يؤثر بشكل أساسي على الدولة الموريتانية. أما تونس، فتعتبر " دولة جديدة " تبحث عن الاستقرار.
- ثانيا؛ الأزمة الأمنية التي تعيشها ليبيا والتي تؤثر على استقرار الدول المغاربية، وخاصة كل من تونس والجزائر اللتان تتقاسمان الحدود معها.
- ثالثا؛ مشكل الإرهاب العابر للحدود الذي يخترق الصحراء الكبرى، الممتدة ما بين مالي والجزائر وليبيا وموريتانيا.

إن الخيرات والثروات التي تتوفر عليها القارة السمراء كانت من أهم أسباب هجمات الأطماع الاستعمارية الغربية عليها في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين. فالقارة تتوفر على عدة موارد طبيعية وبشرية كفيلة بتنمية اقتصادها. فبشريا، تمتلك القارة احتياطيا ضخما من الموارد، فمن المتوقع أن تضم %22 من الساكنة النشيطة عالميا سنة 2050 وأن يصل عدد سكان القارة لأكثر من 2 مليار نسمة خلال نفس السنة. أما على المستوى الطبيعي، تحتل القارة موقعا استراتيجيا مهما بين قارات العالم، وتشرف على أهم الممرات العالمية (برزخ السويس، مضيق تونس صقيلية، مضيق جبل طارق، ...). بالإضافة، وحسب معطيات منظمة الوحدة الإفريقية، إلى أنها تتوفر على أكبر احتياطي من الفوسفاط في العالم (أكثر من نصفه مغربي)، %85 من الاحتياطي العالمي من البلاتين، %97 من احتياطي الكروم، %74 من احتياطي الذهب، %50 من احتياطي المنغنيز، %25 من احتياطي اليورانيوم، %14 من احتياطي النحاس، %20 من احتياطي الطاقة الكهربائية، %70 من احتياطي الكاكاو، ثلث الإنتاج العالمي من البن، %12 من إنتاج البترول العالمي، ... إضافة إلى وفرة المياه وإمكانية استغلال الطاقة الشمسية على نطاق واسع.
وتشير الأبحاث إلى إمكانية وجود ثروات في القارة لم يتم اكتشافها لحد الآن. لذا فالتعاون مع الدول الإفريقية، وخصوصا المتواجدة في غرب القارة، يعد خيارا استراتيجيا في السياسة الخارجية المغربية إلى جانب الخيار العربي في دول الخليج.
انتبه المغرب لمشكل ارتباط اقتصاده الوثيق بالاتحاد الأوروبي (الشريك التجاري الأول للمغرب)، والذي يعد من أحد النقاط السلبية لاقتصادنا حسب آخر تقرير لوكالةStandard & Poor’s ، وبدأ بتوجيه استثماراته الخارجية للدول الإفريقية منذ تولي العاهل الملكي العرش؛ حيث تم توجيه %51 من إجمالي الاستثمارات الخارجية المغربية إلى البلدان الإفريقية خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2003 و 2013 بنسبة %52 في قطاع الأبناك و %32 في قطاع الاتصالات، أما القطاع الصناعي، فلم يتعدى معدل الاستثمار %3. وتعد كل من اتصالات المغرب، الخطوط الملكية المغربيّة، البنك الشعبي المركزي، التجاري وفا بنك، يينا هولدينغ والبنك المغربي للتجارة الخارجية، من أكبر الشركات المغربيّة المستثمرة بالبلدان الأفريقية.
ففي غضون العشر سنوات الأخيرة، تم إبرام أزيد من 3000 اتفاقيات ومعاهدات بين المغرب وشركائه بالدول الإفريقية والتي دخلت حيز التنفيذ وتخص المجال العسكري، الديني والاجتماعي (بالأساس التغذية والصحة)، السياسي نظرا للاستقرار الذي تعم به البلاد وكذا المجال الاقتصادي. هذا الأخير، وبالنظر لمعطيات مديرية الدراسات والتوقعات المالية ، سجل نموا ملحوظا. ففي الفترة الممتدة بين 2003 و2013، ارتفع المبلغ الإجمالي للتبادلات التجارية بين المغرب والقارة السمراء بنسبة %13 كمتوسط سنوي لتصل ل 36 مليار دولار. خلال نفس الفترة، ارتفعت صادرات المغرب نحو الدول الإفريقية بنسبة %16 كمتوسط سنوي لتبلغ 16،3 مليار دولار. وعرفت الصادرات أيضا تزايدا ملحوظا وصل ل %12 كمتوسط سنوي بين سنتي 2003 و2013 ليصل ل 19،8 مليار دولار سنة 2013.
فرغم ما يحققه المغرب من نجاحات على المستوى الاقتصادي مع جيرانه بالقارة السمراء إلا أن المملكة بعيدة كل البعد عن كونها الشريك الأول للقارة إذ تحتل الرتبة 46 وراء كل من الجزائر (41) وتونس (38) وذلك نظرا لضعف البنية التحتية الإفريقية الذي يعد من أبرز معيقات تطور العلاقات التجارية بين المغرب ودول القارة وخاصة البرية والبحرية التي تزيد من تكلفة نقل السلع وتطيل مواعيد تسليمها مما يؤثر بشكل مباشر على التنافسية. فمحور الطريق البرية الرابطة بين طنجة وداكار وكذا البحرية الرابطة بين طنجة، نواكشوط وداكار ساهموا، لا محالة، في تطوير التبادلات التجارية بين البلدان الثلاث. لكن، يجب تكثيف المجهودات لبناء بنية تحتية (برية، بحرية وجوية) قصد تطوير العلاقات التجارية خاصة مع دول أفريقيا الوسطى وغربها. أضف إلى ذلك ضعف الإطار المؤسساتي الذي يحكم العلاقات التجارية والذي يجب إعادة النظر فيه وتقويته، الصادرات الغير متنوعة المتجهة نحو الدول الإفريقية والتي تنحصر في التبغ، الطاقة، زيوت التشحيم، المنتوجات النصف المصنعة والمنتوجات الخام النباتية والحيوانية. وأخيرا خدمات التأمين التي تخص التصدير والتي لا تزال غير محفزة للشركات المغربية.





#هلال_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشنقوا آخر ملك بامعاء آخر رجل دين


المزيد.....




- وفد إقتصادي تركي يزور غرفة تجارة حلب لأول مرة منذ 13 عاما
- تيراهابتكس النيجيرية لصناعة الدرون تكسب مليوني دولار في عامه ...
- وفد اقتصادي تركي يزور غرفة تجارة حلب لأول مرة منذ 13 عاما
- الإدارة الجديدة في سوريا تصدر لائحة أسعار بيع المحروقات والغ ...
- مديرية الجمارك في سوريا تلغي 10 رسوم أرهقت المواطنين خلال نظ ...
- الإعلان عن إجراءات جديدة في المصارف والجمارك السورية
- موردو قطاع السيارات في أوروبا يعانون.. مأساة تاريخية لصانعي ...
- ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما
- استقرار كميات الغاز المتدفق من أوكرانيا إلى سلوفاكيا
- الكويت.. التضخم السنوي يرتفع خلال نوفمبر الماضي


المزيد.....

- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - هلال محمد - العمق الإفريقي : مستقبل التنمية الاقتصادية للمغرب