أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر يونس - إسلام البحيري في عش الدبابير














المزيد.....

إسلام البحيري في عش الدبابير


ياسر يونس
شاعر ومترجم وكاتب

(Yasser Younes)


الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 02:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دخل إسلام البحيري عش الدبابير وهو يعلم لا شك ما هو مقدم عليه في مجتمع لرجال الدين فيه سلطة وصلت إلى حد أن الدستور المصري ما كان ليرى النور إلا بموافقتهم وطبعا كانت المادة الثانية في الدستور السابق هي محور تركيزهم لأنها منفذ الإسلام السياسي إلى الحياة السياسية ووسيلته للوصول إلى الحكم مجددا مهما طال الأمد فهم يدركون تماما معنى وجودها في الدستور. وفي هذا المناخ هناك رئيس منتخب بأغلبية كاسحة ولكن في الحالة المصرية لا أحد في مأمن من الإطاحة به فأية أغلبية لا تساوي شيئا إذا غضب الناس وهم فعلوا ذلك من قبل مع الرئيس الإخواني حين شعروا بخطره على كيان الدولة المصرية رغم أنهم هم من أتوا به إلى سدة الحكم. إذا التوازن هنا توازن هش بالفعل ويخشى الرئيس الذي انتخب لإنقاذ كيان الدولة من العصابة الإرهابية التي تسللت إلى الحكم في غفلة من الشعب أن يتهم بمعاداة الإسلام كدين. وهذا عامل من عوامل الاختلاف في أزمة إسلام البحيري عما تعرض له الدكتور سيد القمني والراحل فرج فودة والراحل نصر حامد أبو زيد. ففي حالتهم تعرضوا للتكفير من المتطرفين ولم تفلح القضايا التي رفعت عليهم في إصدار حكم بالسجن وكانت الحالة الخاصة هي الحكم بتفريق الدكتور نصر عن زوجته في سابقة غريبة وشاذة وتثير ألف سؤال لا مجال له هنا. أما إسلام فصدر الحكم بحبسه خمس سنوات من أول جلسة. هذا في زمن كره فيه المصريون جماعات الإسلام السياسي ويطرح ذلك معضلة فكيف في ذروة تغييب عقل المصريين من هذه الجماعات لم يفلح أنصارها في استصدار حكم كهذا واليوم يفلحون؟. أظن أن حالة الخوف من الاتهام بمعاداة النظام للإسلام جعلت من أصدر الحكم مطمئنا وهو يصدره بالرغم من أني لا أعتقد أن النظام تدخل في هذا الحكم على الإطلاق. وهناك عامل آخر مهم هو أن إسلام عبر عن نفسه من خلال برنامج تليفزيوني مخصص له وهو الأمر الذي لم يتح للأساتذة المذكورين بل كان ظهورهم على أية قناة تليفزيونية كضيوف أمرا شبه محظور من باب مزايدة نظام مبارك على الإسلاميين وهي المزايدة التي دفع الوطن وما زال يدفع ثمنها غاليا. إن الظهور التليفزيوني لإسلام كان العامل الأخطر لأن المصريين يحصلون معرفتهم من التليفزيون ويكونون وعيهم منه أيضا وهذه كارثة في حد ذاتها ولكن لا مجال لمناقشتها هنا كي لا نخرج عن الموضوع . فهنا وجد الكهنة والسدنة أنفسم في خطر داهم فملعب الفضائيات كان ملعبهم دون منازع لكن الآن ظهر إسلام البحيري وأصبح كثيرون ينتظرون برنامجه والماء الراكد يتحرك وقد يدخل كتاب آخرون الساحة فتبور بضاعة الكهنة وتتآكل سلطتهم خصوصا مع نفور الناس من الإسلاميين ولو قياسا بذي قبل نتيجة ما فعله بهم الإخوان المسلمون. فالأمر ليس مجرد دفاعهم عن البخاري وابن تيمية وغيرهما ولكن هو دفاع عن أنفسهم. إن إسلام البحيري لم يأت بجديد على الأقل بالنسبة لي فكثير مما قاله موجود في كتابات سابقة للقمني وخليل عبد الكريم وغيرهما. ولكن التليفزيون وما أدراك ما التليفزيون في مصر المحروسة هو ما جعل الهجوم عليه بهذه الشراسة. ويبقى أمر أخير هو أن دعوة السيسي إلى الإصلاح الديني والتي وجهها للأزهر علما بأن الأزهر لا يريد ولا يستطيع القيام بهذا الإصلاح لم تحقق أي شيء ولو شكليا فخشي القائمون على الأزهر إن ترك موضوع إسلام البحيري يمر دون أن يجعلوه عبرة لمن لا يعتبر أن يصير تياره هو القائم على الإصلاح الديني فتكون تلك نهايتهم. وكالعادة لقي إسلام نفس الخسة والنذالة التي وجدها القمني وفودة وأبو زيد ممن يسمون بالنخبة المثقفة ومن الصحفيين والإعلاميين إلا قليلا. عموما نحن في انتظار بقية حلقات القضية لنعرف أين نسير هل إلى دولة مدنية عصرية تقوم على الحرية والعدالة أم إلى نفس الصيغة المباركية التي زايدت على الإسلاميين إلى أن سقطت الدولة وأحيتها 30 يونيو وهي رميم. ولكن السقطة القادمة إن حدثت ستكون الأخيرة.



#ياسر_يونس (هاشتاغ)       Yasser_Younes#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة الإرهابي الدجال
- التعددية اللغوية والتواصل بين العرب
- قصيدة سقطت كل أقنعتك آخر قصيدة في المخلوع الإخواني محمد مرسي
- من يمسك البقرة من قرنيها
- في جوف حمار
- الوصايا العشر كي تصبح كاتباً إسلامياً
- مفسر القرآن صاحب الكتب الماجنة
- قصيدة إلى الدكتور سيد القمني
- الحقائق الغائبة في قضية الدكتور سيد القمني
- قصيدة خرطوم الفيل من ديوان لاتُعارض الصادر عن مركز الحضارة ا ...
- قصيدة لا تُعارض من ديوان لا تُعارض الصادر عن مركز الحضارة ال ...
- الكل يصفق للسلطان
- السقوط 2003
- من المتناقضات في التارخ الإسلامي-9
- من المتناقضات في التاريخ الإسلامي-8
- (من المتناقضات في التاريخ الإسلامي 7 - ( بطرس المصري
- عن المرأة والحجاب
- من المتناقضات في التاريخ الإسلامي 6
- من المتناقضات في التاريخ الإسلامي 5
- من المتناقضات في التاريخ الإسلامي 4


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر يونس - إسلام البحيري في عش الدبابير