هل الكتاب المقدس وحي إلهي ؟!

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4831 - 2015 / 6 / 8 - 13:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في مقالة سابقة لي تطرقت بإيجاز إلى تبيان الفرق بين مصطلحين هما الوحي ، والموحى به ، من حيث الفرق في المعنى والدلالة والغرض من التقسيم العبثي !! ، وأيضا تحدثت عن الفرق بين العهد القديم في المفهوم للوحي الإلهي عنه في العهد الجديد ، وبالطبع كباحث لا يعنيني الأراء والتي تكاثرت للخروج من مأزق أو تناقض إلخ ،
بل ولا يعنيني أيضا مزاعم الروحانيات أو الرموز ، فالعقائد وما يترتب عليها من مصير أبدي تقتضي الوضوح التام والقطع في النصوص ، وإلا عبث صياغتها ،
فالنصوص التي تترتب عليها مصائر أبدية لابد أن تكون واضحة بالمطلق وقاطعة وفاصلة بين اليقين والشك ، وإلا فلا طائل منها ،
بل ياسادة إن الخلاف الجوهري في تحديد ماهية الشيء يفقده ماهيته ويطمس حقيقته ويعضد من يتهمه بالتبديل والتحريف والتغيير ، ولعل خير برهان وأوضح دليل يثبت ما قلناه آنفا هو العهد الجديد ، فنجد تخبطا وتناقضا وتعدد أراء وأقوال ولن أبالغ إن قلت نظريات !! تحتمل اليقين والشك !! وتحمل الصحة وعدمها !! بل وتجمع المتناقضين في آن واحد !! ، فأي وحي إلهي هذا مزعوم والحالة هذه ؟! ،

وحتى لا أطيل ولا أكرر ما سبق لي قوله ، عندما أتناول مسألة الوحي الإلهي في الكتاب المقدس بالدراسة الموضوعية والبحث العلمي فإني أفصل ابتداءا بين العهدين ، العهد القديم والعهد الجديد ، ثم أقوم بالمقارنة بين ما يسمى العهد القديم والتوراة الكريمة والتي يؤمن بها أتباع النبي الكريم موسى ، وأبدأ بدراسة التوراة أولا ثم أقارن بين النسخ المختلفة بين الطوائف التي تؤمن بها من أتباع النبي الكريم موسى ، لأعرف مكامن الاختلاف والخلاف ، ثم بروية أقارن وبعدها أصل لنتيجة بعينها ،
وبعد ذلك أقارن بينها وبين العهد القديم في الكتاب المقدس والذي يؤمن به المسيحيون لأحدد نقاط اختلاف وخلاف لا حصر لها بين العهد القديم وبين النسخ إياها التي بين أيدي الطوائف التي تؤمن برسالة نبي الله الكريم موسى ، حينها وبسهولة أعرف نقاط الاختلاف ، ونقاط الإتفاق ، ثم أعكف على دراسة النقاط المتفق عليها ، وأحلل نقاط الاختلافات ، وبمؤازرة ما أرخه المؤرخون وكتبة التأريخ عبر العصور ، أجمع وبشكل عقلاني بين الأمرين ، وحينها أعرف ما كان كلاما من الإله وما كان كلاما من البشر ،
وأنبه لأمر مهم : لابد أن يكون البحث بمراجع من لغة هذا النبي الكريم أو ذاك عبر العصور القديمة ،
إذن عرفنا الطريقة والمعنى المراد من الوحي الإلهي في العهد القديم ،

فماذا عن العهد الجديد ؟! ، في الواقع أن القوم متخبطون بين خمسة أقوال في ماهية الوحي ومعناه وحقيقته وكيفيته !! ، وهذا الاختلاف وحده كاف لإسقاط زعمه ابتداءا عند العقلاء !
ومن المضحك ما سبق لنا ذكره بمقالة سابقة عن زعم بعضهم أن الكتاب المقدس يحمل صفتين ! كلام إلهي وكلام بشري !! على نسق الإله الإنسان أو المتأنس !! ، بالفعل ياسادة التخبط يقود لتخطيط آخر وكذلك التناقض ! كما فعلوا بالعدل الإلهي حينما أسقطوه بزعم تناقضه مع محبة ورحمة الإله ! ،
المهم حتى لا نتشعب نذكر أبرز الأقوال عندهم في الوحي أي نظرتهم ونظرياتهم في الوحي ،

النظرية الطبيعية !! ويقصدون الإلهام الطبيعي على غرار الإلهام الذي يصاحب الشعراء !! ، النظرية الثانية النظرية الإملائية ! وتعني أن الإله قام بطريقة أو بأخرى بإيصال كلامه لكاتب الوحي فكتبه تماما كما وصله إملاءا فحسب ، النظرية الثالثة النظرية الموضوعية وهي خلاف النظرية الثانية لكن بينهما قاسم واحد مشترك ! أن الإله أوحى بالفكرة أو المضمون والكاتب صاغها بنفسه وبعباراته هو وبأسلوبه الشخصي !! ، والقول الرابع أو النظرية الرابعة هي النظرية الجزئية وتعني ما سبق لي قوله على غرار الإله المتأنس ! ، أجزاء من الكتاب المقدس موحى بها !! وأجزاء أخرى غير موحى بها !! ، النظرية الخامسة وتقارب الرابعة هي النظرية الروحية !! ، بمعنى أن الإله أعطى الوحي بالروحانيات دون سواها من الأمور التأريخية والعلمية !! ،

والحقيقة صديقي القارئ الكريم والعزيز أن التناقض والاختلاف بل والخلاف في النظريات مكمنه الوحيد هو تناقض الكتاب المقدس بأمور كثيرة لا تحصى ! ولكثرة تناقضاته تعددت الأراء واختلفت النظريات حوله ، وحول مفهوم الوحي الإلهي نفسه وإن كان الكتاب المقدس معصوما أم لا ؟!!! ،

والغريب أن البعض عندما يتناول مفهوم الوحي عند الآخر إما أنه يتغافل عن قصد وسبق تعمد عن هذا كله !! ، أو يتعمد أن يسقط إحدى مفاهيمه في الوحي ونظرياته المتناقضة فيه على الآخر !!

وتأريخ الآخر قبل إيمانه واعتقاده يخلو تماما مما هو في كتابه وتراثه وتأريخه !!! ،

ملاحظة :
تعدد النظريات تقطع يقينا للباحث المبتدئ أن الكتاب المقدس خليط بين كلام الإله وكلام البشر
وهذا مبحث آخر.

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات