بولس الرسول بين شراكة إنجيل وإتقان كذب !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 15:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

سبق لنا التحدث عن شاول الطرسوسي الفريسي المتدين والمتشدد والذي اشتهر بعمالته للرومان واضطهاده لأوائل المؤمنين برسالة المسيح ، وأيضا أشرنا في السابق إلى نظريتين علميتين حول شخصيته ، ورجحنا النظرية العكسية ، أما الآن وتبعا لكلام شاول والذي أصبح بين ليلة وضحاها القديس بولس الرسول !! ، الآن سنتحدث عن نقاط أخرى لم نتطرق إليها سابقا أو أننا سنسلط الضوء على بعض ما كان يتسم به هذا الرجل بإقراره هو وكما يقال : من فمك أدينك ،
بولس الرسول القائل : فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ! ، رومية 3 : 7 ،
طبعا البعض تفنن في التعليل والتبرير رغم أن سياق كلامه سابقا لهذا ولاحقا يظهر حقيقة إقراره واعترافه ! ، وبدليل أن المبرر والمعلل ومن يتصنع الدفاع عن إقرار بولس الصريح بالكذب من أجل مجد ربه لا يتجرأ بذكر ما قبل هذا من أعداد وما بعده !!
فالسياق واضح وهو كاف لدحض مزاعم تبريراته الواهية ،
بل إن من يحاول تصنع التبرير يتغافل بالكلية عن أقوال كثيرة وبلسان بولس نفسه تؤكد مقولته بشأن الكذب لأجل مجد ربه ،
لكن قبل هذا أشير لمسألة مهمة وسنسلط الضوء عليها في الموضوع القادم ، حقيقة الوحي المقدس بالنسبة للكتاب المقدس وعلى وجه الخصوص العهد الجديد محل خلاف جذري وقديم ، وهناك خمسة أقوال بشأنه ستصيب بعضكم بالدهشة من قوة التناقض وشدة الاضطراب وكثرة الاختلاف !! ،

نعود لبولس وسأنقل قولا واحدا لرجل لاهوت غربي وهو القسيس وليم ماكدونالد أستاذ بمعهد عمواس للكتاب المقدس يقول : بولس وهو يتكلم كإنسان يقول : إن كانت خطاياي تجلب مجدا لله وكذبي يبرر حقه ويحول غضب الإنسان إلى مدح الله ، فكيف إذا يستطيع أن يجد في كخاطئ عيوبا بإستمرار ، انتهى النقل ، ولاحظ التالي : ليس أحدا صادقا إلا واحد وهو الله ، رومية 4 : 3 ،
فهل من يتصنع الدفاع عن بولس يتجرأ ويعادله بالإله؟!! ،
وتمعن بتناقض بولس نفسه الذي أسقط المؤدب وهو الناموس ! ، وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية !!! ولكن حيث كثرة الخطية ازدادت النعمة جدا !!! رومية 20 : 5 ، تناقض !! ، ما علينا ،
وفي موضع آخر يقر بولس بالكذب أيضا ! : فليكن أنا لم أثقل عليكم !! لكن إذ كنت محتالا أخذتكم بمكر !! ، 2 كور 16 : 12 ، الرجل يعترف بأنه بالحيلة والمكر تعامل معهم !! والأدهى أنه لم يثقل عليهم ! طبعا أسقط الناموس والشريعة !!! ،
بل ويعلنها مدوية بقوله التالي : صرت للكل كل شيء ، لأخلص على كل حال قوما !! 1 كور 22 : 9 ، يقصد تلونه وكذبه ونفاقه بإقراره أنه صار يونانيا أمام اليوناني ويهوديا أمام اليهودي وأمام الذي بلا ناموس بلا ناموس وهكذا ،

والمصيبة التي أختم بها أن بولس يفعل ذلك من أجل أن يكون شريكا في الإنجيل !! لا مبشرا به ومكرزا !! ، 1 كو 9 : 23 : وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه !!! يقول القديس أغسطينوس : إن كان بولس يحفظ هذه الأسرار بنظام !! - أي أسرار ؟! ما علينا - فيتظاهر كيهودي لكسب اليهود ! فلماذا لم يشترك مع الأمم في الذبائح الوثنية مادام بالنسبة لهم كان كمن هو بلا ناموس لكي يكسبهم أيضا !!!!

فهل بعد كلام العلامة القديس أغسطينوس تبرير يقال ياهذا ؟!!!! .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات