أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - هيرقليطس ، ديالكتيك الماء والسماء














المزيد.....

هيرقليطس ، ديالكتيك الماء والسماء


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4828 - 2015 / 6 / 5 - 18:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(( هذا العالم الشاسع بكل المسافات والممتلئ بكل شيء لم يصنعه أحد الآلهة ولا الناس، لكنه هو دائماً وسيكون كذلك أبداً : ناراً حية دائمة البقاء، أشعلت بمقاييس وأطفئت بمقاييس)).
هيرقليطس

لا اعرف متى اكتشفت العلاقة الروحانية بين الفيلسوف الإغريقي هيرقليطس والمعدان ، ولكني في قراءاتي المسائية على حواف الاهوار حيث لزوجة الطين وحركة الموجة الهادئة في خلسة المشي بين اعواد القصة والتي بنى هيرقليطس على حركتها لب فلسفته في ديالكتيك المتغير في حياتنا عندما قال : أن الموجة التي تراها في النهر لن تبقى تترنح في ذات المكان بل تمشي الى ما لانهاية .
وحيث ينقضي الدوام ويداهمك فراغ المكان واغتراب المقهى تكون الكتب ونشرة اخبار البي بي سي واغاني سلمان المنكوب في اذاعة القوات المسلحة هو من بعض سلوى قضاء الوقت.
هناك عاش معي ذلك الغامض في رداء جمله والذي يقول في كتابه منارات ("سموني الغامض، وكان حديثي عن البحر.) ، واقصد الشاعر الفرنسي سان جون بيرس الشاعر المضيء بدهشة كل النباتات والمياه الفيروزية والامطار التي تتحدث بكل اللغات القادمة من تحت أبط خط الاستواء أو من قرى تقع في اطراف كوكب زحل . وسان جون بيرس هو من جعلني أنتبه الى هيرقليطس.
شيء غريب أن تحملَ غموض رائيتين تهابهما كثيرا الذائقة المثقفة والحضارية في القرن العشرين ، هيرقليطس وسان جون بيرس ، تغامر أنتَ وتجمعهما في قراءات مساء اهواري وتحاول فيه ان تكتشف الشاعر الغامض والفيلسوف الغامض مع وضوح هذا المكان حيث لن تكون اللغة معقدة في الجملة التي يقولها عاملي الخدمة في مدرستنا ( شغاتي أو ريكان ) او تلك الأفكار التي يجيب فيها تلاميذ الصف الثالث الابتدائي حول مشاعرهم وهم ينتهون من حفظ وكتابة القصة الموجودة في كتاب القراءة والتي عنوانها ( القرد مقطوع الذنب ) .
هذه الغرابة هي واحدة من اجمل متع تلك الأيام حيث يسكنكَ الخوف من أن ترتدي معطف هذا الفيلسوف الذي لا يعرف عنه الكثير سوى أنه لا يعطي الفكرة المحددة للرؤيا بل يترك المطلق المتخيل هو من ينشئ لحياتنا المعنى ، وكذا هو المكان الذي يحتفي بقرى القصب وهدوء الجواميس الغافية في الماء والبشر الذين لا يدركون في ماهية مصائرهم سوى ذلك الشعاع الخفي من الاسئلة التي لا يبحثون عن اجاباتها سوى في الصمت حين يجيء الليل ويوقدون النار للدفيء ولقتل ما يعتقدون انه المس أو الجن الذي يسكنهم جراء تعديهم على ممالكه حيث يتركون دوابهم تأكل القصب ولفالاتهم ان تصيد السمك من مياه ومزارع قصب هي ملكه.
وهذا تلتقي رؤية المكان ( الماء والسماء ) وفي ذهن خيالي ثمة خيط سري بين غموض الفيلسوف ( هيرقليطس ) وبين ما كان يتحدث عنه شغاتي بفطرة العبارة وما تقصد : أن الماء لايطفيء النار بل يؤجل اتقادها الى وقتٍ آخر ، وان الموجة لن تكون عشا لسمكة واحدة ،بل هناك سمكة في مكان ما تنتظرها لتكون عشها الجيد ، ولهذا يقولون :السماء توزع رزق الماء من خلال حركة الموجة والسمكة.
تعجبت من منطق الرجل وهو الذي لم يرى نور الحرف إلا عندما علمته انا وبجهد حروف الهجاء وقد يكون قرأ بعض الكتب في مكتبتي ولكنه حتما من الصعب عليه أن يفهم بيرس وهيرقليطس حين يقرأهمها.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوسلدورف و كرمة بني سعيد..!
- أيتماتوف وجميلة إبِحيدر
- مؤتمر السرياليون في الاهوار
- الحلقوم الاحمر
- داحس من دون الغبراء
- ذكريات مدرسة كمال جنبلاط
- غوايات الخبز الحافي
- عاشق جرمانا
- ليلة تشاجر السياب والبياتي
- جان جينيه ( العرائش والجبايش )
- عاطفة الموسيقى الأرمنية
- قمصان الخريط
- حفاةٌ يعلمون الرواة
- أغاني الغربة
- لا صابئة في دهلران
- جنوب حسين عبد اللطيف
- البعير يستجير بجاموسة
- الجسد المغطى بالقيمر
- دِيكُ المُشرفُ التَربويُ
- ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - هيرقليطس ، ديالكتيك الماء والسماء