أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب عبد السلام - خطوات بأتجاهِ ما بعد الحداثة














المزيد.....

خطوات بأتجاهِ ما بعد الحداثة


الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي

(Altaib Abdsalam)


الحوار المتمدن-العدد: 4828 - 2015 / 6 / 5 - 18:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمة ادانة مبدائية المحها لامعة في اعين قراء هذه الخاطرة الفلسفية و هي ادانة انا نفسي اراها تجاه نفسي بعيني،و لكن العقل الذي نحتكم اليه لا يلقي بالاً لمشاعرنا او عواطفنا بقدر ما هو مهموم بالبحث و التشكيك المستمر في نتائج بحثه و تقديم بحوث جديدة مطورة لنتائجه الاولى.

مر العقل البشري بثلاث مراحل اساسية معروفة و مفهومة هي العقل التقديسي "لا اجتهاد مع النص" و عقل لاهوتي تاؤيلي "أن هذا القرأن حمال اوجه" و عقل نقدي رافض لابوية النص و سلطويته، و العقل النقدي كخلاصة نهائية للالم الطويل للبشرية من جراء النص و مع اراء جاليليو و كوبر نيكس حول دوران الارض حول الشمس تحول الى عقل نقدي تجريبي،و هذه التجريبية في ظني هي اولى لحظات التورط الجديدة في فكرة "تقديس المعمل" و تقديس "النص الرياضي" و النظر الى كل ما خلا ذلك على انه "تهويمات" و امور "غير علمية" و بالتالي اجراء قتل مبكر
و وأد لاي طريق اخر يمكن للعقل النقدي ان يسلكه خارج جدران المعبد الجديد المسمى معملاً.

ان العقل النقدي هو عقل اداتي تجريبي علموي،فتحول الفعل التجريبي بين يوم و ليلة الى تعريف نهائي و الوجه الوحيد لذلك العقل،فأنقلب السحر على الساحر،لأن العقل التجريبي الذي على ضوئيه حرر العقل النقدي الشعور الالتجائي لدى الانسان من نمطية الطقوس و قداستها،تحول هو نفسه الى طقس نهائي للعقل النقدي مفرزاً لاهوتاً جديداً و انغلاقاً جديداً امام العقل بمصادرة كامل طاقاته و مصادرتها و طقسنتها في رموز رياضية و معادلات فيزيائية، لا تسمح لاي عقل أخر بمحاولة ابداء تعريفات اخرى للعقل، بل جعلت من بقية العقول كالقطط الضالة على هامش الحياة.

هذا المأزق الذي تنبه اليه فلاسفة كبار على رأسهم "كانط" ذو اللغة العسيرة و الصعبة و الفلسفة المحتاجة لعقل يفكر بموازاة ما يقوله كانط،اي عقل يفكر بما كان يفكر فيه كانط لحظة كتابته لكتاب "نقد العقل العملي" و ليس التفكير باللغة للوصول الى مغزى المقولة الكانطية،بل التفكير بكانط للوصول الى مغزى اللغة.

على اية حال فأن الدين الرياضي الجديد الذي انتجه العلم التجريبي بالرغم من النجاحات الباهرة التي قدمها لنا طيلة ثلاثميئة عام من تمكنه من ممارسة مهامه الا انه الغى امكانات اخرى للاستفادة من هذا العقل الذي تخبرنا الابحاث العلمية بأننا لا نستخدم غير 6% فقط من امكانياته.
اذا كيف نستفيد من هذه الطاقات الجبارة المخبؤؤة به و نحررها؟؟
أن اولى خطوات هذا التحرير هي توجيه النقد الصريح الى تقديس العقل التجريبي الحديث بغرض اتاحة الفرصة الوسعى للعقول الاخرى و الطرق الحبيسة الاخرى لضمان اكبر فرصة لاستثمار الطاقة الجبارة لدى الانسان التي لا يمكنه عقله التجريبي سوى الاستفادة الدنيا منها.

أننا لا ندعو ابداً لاعادة الماضي او اساطير العصور المظلمة الى الحياة مجددا،لكننا ندعو الى عدم السقوط في فخ كنيسة جديدة اسمها المعمل.

و لكن يبدو أن البشرية لا تريد التعلم من مأزقها القديم الذي دخلته حينما قدست العقل العاطل و كنائسه و هاهي تتجه باغواء غريب نحو تقديس العقل النقدي و معامله.
بين ليلة و ضحاها صرنا مهووسين بايجاد تفسير "علمي" لكل حادث من حوادث حياتنا و العلم المعني هنا هنا العلم التجريبي و حسب!! فأن وقعت في الحب فأنك وقعت فيه لأن غدة ما افرزت هرموناً ما تولدت عنه رغبة ما، ناهيك عن علم النفس الذي بات يبحثُ في المعمل و كتالوج السموم عن اي الم نفسي او انهيار عصبي!!

ما هذا اللون الفسفوري الجديد الذي نتجه لطلاء حياتنا به؟؟ ما هذا الدين العلماني الجديد الذي نسعى عبره لتفسير ابسط انفعلاتنا وصولاً الى اعقدها؟؟
هل استبدلنا اللحى و العباءات و العمائم و الصلبان ب"افرولات العلماء البيضاء"؟؟

اليس ثمة من سبل اخرى لتفجير المعارف المخبؤؤة و اختصار المسافات المهولة بدلاً عن هذه الطريقة التجريبية السلحفائية التي نسيرُ بها حزو النعل بالنعل باسلافنا العلماء الذين دخلوا المعامل؟
الا يمكن احداث ثورة علموية جديدة للوصول الى الاجرام البعيدة و للسفر عبر الزمن؟؟

أن مسافة الذكاء التي تفصلنا عن ابن عمومتنا الشيمبانزي هي محض" 2%" و الفرق واضح بين ما حققه قريبنا الشيمبانزي من تطور حضاري و ما حققناه نحن بفضل هذه "2%" !!
ربما و لا بد ان ثمة اعين اخرى تحدق بنا و لا شك هي فاعلة ذات يوم يفوق معدل ذكائها الانسان بذات "2%" و تخيلوا كيف ترانا!! و تضحك من تقافزنا بين فروع الغابات الاسمنتية للوصول الى اماكن عملنا بينما هي قادرة في ثواني من الانتقال الى المكان الذي تريده عبر الانتقال الجزيئ الذي ما زالت معاملنا بكل جبروتها تتهجى اللكتروناته بروتوناً بروتوناً.
يقول انيستاين ان العلم التجريبي يأخذك من "اي" الى "بي" بينما يأخذك الخيال من "اي" الى "زت"

لقد أن الاوان لتحرير العقل النقدي من قدسية التجريب!! أن الاوان لحدوث ثورة لاهوتية في هذا العلم التجريبي و هذا هو عنوان خاطرتنا القادمة".

أنني لا شك واثق من ان ثمة طرق اخرى!!طرق نادرة يسلكها القلة قادرة على قطع المسافات بصورة اسرع من العمل العلمي التجريبي، وحتى تجد هذه الطرق بيئتها المناسبة لظهورها لأبد من احداث هزات عنيفة داخل دين التجريب الجديد الذي اؤمن انا شخصياً به من دون ان اصادر او اجعل ايماني ذاك عائقاً عن التفكير و التنبوء بأنبلاج عصرٍ جديد للعقل ينظر فيه الى الطرق التجريبية على انها محض "ميثيلوجيا" و "خرافات" قديمة ساعدت اسلافهم في القليل و اعمتهم عن الكثير.
و حتى ندرك تلك المرحلة الجديدة للعقل البشري لا بد من العبور بمفازة لاهوتِ العقل التجريبي ذلك اللاهوت القادر على النظر الى المعادلات العلمية بشئ من التاؤيلية و العمل الفكري المصاحب بما يبئ لعقلنا الخارق المرتقب لحظة رفضه لمعادلات التجريبِ الرياضية.



#الطيب_عبد_السلام (هاشتاغ)       Altaib_Abdsalam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ارتد الأتراك ؟؟
- نظرات جديدة في الميتافيزيقيا
- لاهوت العقل التجريبي
- لا بد ان تبقى و لا بد ان تتمدد
- خمس دقائق في عالم الواقع...مقال في العزلة الجديدة
- الهوية القلقلة
- تثوير الليبرالية
- المرأة و عبودية المنزل
- ليبرالية العقل و ليبرالية النقل
- الاطروحة الحضارية للتقنية
- عيد العمال و ليس عيد الشيوعين
- هتلر الصحراء
- محاولة النفاذ من عنق النص
- على من اُنزلتِ الديموقراطية ؟؟؟
- على من ازلت الديموقراطية ؟؟؟
- في نقد الليبرالية
- مقاربة بين الالحأد و التصوف...
- فض الاشتباك بين الدين و الاحلاق
- مافيا ام مسلمون ؟؟؟
- في التخفيف عن هبرماس


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب عبد السلام - خطوات بأتجاهِ ما بعد الحداثة