أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - يكد أبو كلاش 00 و ياكل أبو بشت














المزيد.....

يكد أبو كلاش 00 و ياكل أبو بشت


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 09:36
المحور: المجتمع المدني
    




مثل شعبي عراقي قديم ، يفيض حكمة ويقطر أسى و سخرية مرة لاذعة ، يرى كل مراقب للساحة العراقية ، البون الشاسع والواسع بين طبقات الشعب العراقية ، فالمواطن البسيط يقاسي الويل والفاقة ، شعب يعيش قرابة النصف منه تحت خط الفقر ، تتسول أطفاله على أكوام النفايات فيتصارعون مع الكلاب السائبة والقطط من أجل الحصول على كسرة خبز أغفلتها بغير قصد ربة منزل فكانت نصيب الغالب من المتصارعين ، أرامل يفترشن الأرض ويلتحفن السماء بلا مأوى كريم يأويهن وأيتامهن ، رجال يجوبون الشوارع والمقاهي والمحطات بحثا عن فرصة عمل وليس شرطا أن يكون العمل مناسبا ، فلقمة الخبز في فم طفله بلا هوية ، ملايين المهجرين الذين سلب الإرهاب أعراضهم ، وكرامتهم وكبرياءهم ، قبل أموالهم وبيوتهم ومصادر رزقهم ، آلاف الشهداء والجرحى ، وأكثر منهم من العوائل المنكوبة بشهيد أو جريح معاق فقد أهليته للعمل ، جيوش العاطلين عن العمل من غير المؤهلين إلى المهمشين أوالمفصولين ، من القوات العسكرية والأمنية من النظام السابق ، عشرات آلاف المسجونين من الأبرياء ضحايا حملات الاعتقال الكيفية العشوائية ، قوافل العجزة من المتقاعدين الذين قدموا زهرة أعمارهم في خدمة البلد ، ولا يجد في راتبه التقاعدي ما يؤمن له سكنه ، ناهيك عن علاجه وما تقتضيه مصاريفه الشخصية لا سيما وهم كبار السن بحاجة إلى العناية الخاصة في كل المفاصل الحياتية ، مئات الآلاف من الخريجين الذين يعملون ( إن وجدوا فرصة العمل ) في أعمال تخدش كرامتهم وكبرياءهم ، وبقيت الطبقة الأكبر أهمية وتأثيرا ، فهم صفوة الله في أرضه ، المسؤولون الحكوميون ، والسياسيون ، والتجار الطارئون أدوات غسيل الأموال القذرة ، الذين أصبحوا ينافسون التجار الأصلاء ، ويضيقون عليهم منافذ أرزاقهم .
بعد هذا العرض الذي شمل جزءا من طبقات الشعب العراقي الذي صار المثال الحي للتمايز الطبقي الذي كنا نسمع عنه في ما مضى ، كل تلك الطبقات المسحوقة التي ذكرناها وغيرها ممن فاتنا ذكره لضيق المقام أو عن غير قصد ، كل هؤلاء هم النتيجة الحتمية للسياسات الخاطئة ، والفساد المالي والإداري والسياسي ، فالقرارات المالية الخاطئة والفاسدة ، من تخصيص الرواتب والمخصصات الفلكية للمسؤولين والهوة الواسعة بين رواتبهم ورواتب صغار الموظفين أو المتقاعدين ، خلقت سقفا يغطي رؤوس الطبقات المسحوقة لتستلقي فوقه نخبة المرضي عنهم من المسؤولين الحكوميين والسياسيين الذين حرصوا وبكل ما أوتوا من قوة ونفوذ على توسيع وتعميق تلك الهوة السحيقة بدلا عن ردمها أو انتشال المسحوقين منها . وما ذاك إلا أن في بقاء تلك الهوة واتساعها ديمومة عز ومجد وانتفاع أولئك المسؤولين النفعيين ، وبناء وتأسيسا على ما تقدم ، يحق لنا أن نشخص هذا الوضع الطبقي الشاذ في المجتمع العراقي ، أكبر عقبة في طريق تحقيق مصالحة وطنية حقيقية منصفة تعيد لكل مظلوم حقه وتعوضه عن الحيف الذي حل به ماديا ومعنويا حتى لا يبقى في نفسه درن من حيف أو حقد ، وقبل كل تلك المآسي التي ذكرناها آنفا ، تقف مأساة المهجرين من المسيحيين ، و الآيزيديين الذين تعرضوا لأبشع تطهير ديني وطائفي ، فمأساة الآزيديات المسترقات في أيدي مغول العصر الحديث ، داعش الإرهابي البغيض ، تبقى مأساتهن جرح العراق الغائر الذي يجب أن يشفى ويندمل كشرط أولي ليتمكن العراق من الشروع في لملمة أشلائه الممزقة ، ولا يكون ذلك بلا تضافر الجهود بين مكونات الشعب العراقي العريق ، للقضاء على هذا المسخ اللعين ، وطرده من أرض العراق إلى الأبد ، ومن أهم شروط تحقيق هذه الأحلام المشروعة ، في المصالحة الوطنية الحقيقية وعودة كل المهجرين إلى أرضهم معززين مكرمين ، تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفوارق الاجتماعية ، والظلم البين الواضح . وإنصاف المستحقين ، وإطلاق سراح الأبرياء وتعويضهم ماديا ومعنويا .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة وطن تأكله الذئاب
- الفسيفساء العراقية معين الثروة الحقيقي الذي لا ينضب
- أراد أن يضرنا فنفعنا
- جيش العراق 00 بيت الأخوة والمحبة
- ثقافة الانتماء وقبول الآخر
- العفو العام أهم لوازم المصالحة الوطنية
- المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه
- الهوية الجامعة العامة وأبهى ألوان الهويات الخاصة
- شمائل لا ينبغي لها أن تضيع


المزيد.....




- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - يكد أبو كلاش 00 و ياكل أبو بشت