أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 2














المزيد.....

الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 00:47
المحور: المجتمع المدني
    


2
بعد التحولات الأجتماعية الكبرى التي صاحبت أنهيار الدولة العراقية الحديثة التي تأسست بمنطق الدولة المركزية الواحدة منذ عام 1921 ولحد عام 2003 ظهرت للعلن الكثير من الأمراض والأعراض التي كانت تسكن الواقع الأجتماعي العراقي في الضل وأحيانا على الهامش الفكري تطالب بتغيير الصورة النمطية للمثال العراقي وتحويله لنمطية أخرى تتجاوز صورة الوحدة المركزية وتتعدى على أصل فكرة الوطن , كان السلاح الذي أشهر في وجه المجتمع العراقي هو سلاح التنوع والتعدد بأعتبار إنهما إشكالية لا يمكن حلها إلا بالتفرق أو التجزئة وكأن المجتمعات العالمية ومنها المجاورة والأقليمة عامة هي مجتمعات النوع الواحد والتوجه الواحد والأصل المشترك ,كان الأمر القيادي والذي يرسم الصورة القادمة هو بيد عنصر خارجي لم يفهم تماما النفسية العراقية ولا ميولها الشخصية وأعتمد على الظواهر الخارجية التي تبنتها دراسات أستخباراتية وليست بحوث علمية رصينة تبحث في عمق الظاهرة وجذورها بدل التعاطي مع السطح الخارجي لها .
صحيح أن التطبيق نجح في جعل الهوية العراقية في محل تشكيك وأهتزاز لكنه لم ينجح وبعد مرور أكثر من أثني عشر عام على المباشرة في فدرلة المجتمع العراقي في طريق التقسيم لكنه ما زال يعمل وبكل قوة على تجذير المنطلقات التي ستؤدي كما يظن على مقبولية الفرض أولا .ومن ثم العمل على تحويل المقبوليى إلى سعي ضروري مستفيدا من التناقضات التي أفرزنها عملية التحول القهري وتحطيم أركان الدولة الواحدة وأعلان موت الجمهورية العراقية ككيان ذو طبيعية محورية حساسة وفاعلة في أستقرار السلام والأمن الأقليمي والدولي ,هنا لا بد من وجود عوامل مساعدة وإن كانت غير ذات مستقبل في الصورة المرسومة لكنها تعجل من العوامل الصانعة والمهيأة للفكرة ,فظهرت على سطح الواقع نغمة الدولة الإسلامية (عودة الخلافة) لتزيد من حدة التناقضات العرقية والدينية والطائفية تمهيدا للتسليم بأمر واقع يعيد رسم الخارطة المجتمعية العراقية قبل الخارطة الجغرافية ,مما يعني مزيدا من التناقضات والتعارضات وتحطيم لكل القيم الوطنية والأجتماعية الراسخة لمصلحة مجهولية المستقبل .
المشكلة ليس بمن يخطط ويرسم فطالما تعرضت فضية الوحدة الأجتماعية للكثير من اللعب والتخريب لكنها صمدت من خلال الشعور الشعبي المشترك بأن عراق واحد متعاون ومتشارك وضامن للمستقبل أفضل بكثير من كيبانات هزيلة لا تملك الحد الأدنى من القدرة على التعامل بإيجابية مع القوى المحيطة أقليمية وعالمية ومع التناقضات والصراعات التي تجتاح المنطقة وترثر سلبا على قضية الأمن والأقتصاد , لذا كان الشعور العام أن أهمال وتجنب الدعوات التجزيئية هو الجواب على ما يثار , بعد عام 2004 وفي ضل صراعات وتنازع وأستقطاب متعدد الواجهات والأساليب والفعل والتوجه لم يعد الفرد العراقي قادرا على التمييز بين الأبيض والأسود , ومما زاد من حالة السوء هذا الأجرام والتدخل والعنف وقوة الأعلام الموجه والمنفذ لأسوء الخيارات والتحريض على وحدة العراق وتأريخه ووجوده من قوى كانت نغمورة ولا تمثل في جوهرها أي قدرة على التأثير بمفردها لكن قوى ومؤسسات خارج وداخل المنطقة هي من سمحت ومكنت لها أن تلعب دورا تخريبيا مؤثرا .
من الزوايا الرخوة والخواصر الغير متينة في الوضع الأجتماعي العراقي ضعف البناء القانوني وضعف المؤسسة السياسية بشقيها الفكري والتنظيمي لصالح مؤسستين تديران بقوة وفاعلية شؤون المجتمع وهما المؤسسة الأجتماعية العشائرية المتخلفة والرجعية في معظم رؤاها وخطوط تفكيرها وبين مؤسسة دينية متعملقة وتفرض حضورا قداسيا خاليا من المعارضة والنقد مستغلة التخلف الثقافي والتوجس من مواجهة التطور الحضاري بعناوين وأحتمالات واهية تحافظ من خلالها على الهالة القداسية المزيفة ,لذا كان المجتمع هنا في تشتت وتيه بين الخضوع لغول التخلف والقداسة أو المجازفة والبحث عن مستقبل لا يخلو من وجوبية التصادم مع النظام الاجتماعي العشائري والديني بقوة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح14
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح15
- أحتضان
- أفتراضات
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح12
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح13
- مناجاة حائرة
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح10
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح11
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح9
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح8
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح6
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح7
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح5
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح4
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح3
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح2
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح1
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح44 , الخلاصة العملية


المزيد.....




- بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
- رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا ...
- بوليتيكو: -حقا صادم-.. جماعات حقوق الإنسان تنتقد قرار بايدن ...
- منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي ...
- بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 2