عصام عبد الامبر
الحوار المتمدن-العدد: 4826 - 2015 / 6 / 3 - 09:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تضخم الذات وأزمة العقل الشرقي ج2
أن الشعوب تقوم بالثورات وتندفع لا شعوريا للاطاحة بأنظمة الحكم المستبدة التي تحكمها عندما تصل الظروف الحياتية والواقعية الى حال لا تستطيع تلك الشعوب السكوت عنها أنها حالة غضب وأنفجار طبيعي لسوء الاحوال المعيشية ( بطالة ,فقر ,تفاوت طبقي ,فساد أداري ومالي سوء الخدمات بمختلف أشكالها الصحية والتربوية والسكنية وغيرها )
من الممكن بل التأكيد على أن الثورات وتحت أي مسمى أو شعار ترفعه فأن العامل الاقتصادي هو الاهم في أشعال تلك الثورات وكما سألت ماري أنطوانيت ماذا يريدون الناس الثائرون فأجابوها أنهم جياع يريدون الخبز أما ماالذي حدث في الشرق وبالتحديد الشرق الاوسط فأن القادة والزعماء السياسين الذين جاؤوا الى سدة الحكم سوى عن طريق الانقلابات العسكرية أو نتيجة لثورات شعبية أو أنتخابات أغلبهم مصابين بتضخم الذات الذي تحدثنا عنه في الجزء السابق فهؤلاء بمجرد الجلوس على كرسي السلطة وبدل أن تتوجه جهودهم لحل الازمات الداخلية والمشاكل التي تعاني منها الشعوب وبدل من أستخدام العقلانية في تشخيص أسباب التدهور والتخلف الذي أصاب دولهم والبدأ بعملية وفق الاسس العلمية في البناء والتنمية البشرية والاقتصادية وبدل من أحترام حجومهم الجغرافية التي جاؤوا من رحمها بدل من كل ذلك هم يستجيبون تلقائيا الى حالة تضخم الذات التي يعانون منها مما يؤدي الى تجمد وتوقف العقل وذلك بطغيان أحلام الذات التي تستمر بالانتفاخ وتدفع ببصر صاحبها نحو خارج الحدود حلما وخيالا بوحدة لامة مجزءة أو اعادة مجد تليد لامة مهزومة والبطل الاسطوري لاعادة الحقوق المغصوبة قد جهزه التأريخ لاداء المهمة المستحيلة وها هو الفارس يمتطى جواده ويرفع سيفه ويجيش الجيوش لمواجهة أعداء الامة
#عصام_عبد_الامبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟