أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - قصيدة - جائلٌ في سوق الصفّارين -














المزيد.....

قصيدة - جائلٌ في سوق الصفّارين -


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4825 - 2015 / 6 / 2 - 17:38
المحور: الادب والفن
    





وأنت تدخل سوق الصفّارين
ضع سبابتك اليمنى عامدةً على شفتيك
يباح لك ان تنطق بحرفين " أ ش " وتسكت
لاتنسَ ان تصمّ دبرَ مؤخرتك
لئلا يتناثر ريحُها وتُفسد مشوارك .
في سوق الصفّارين
هناك من يسمع صوت القشّة عندما تتساقط
الهواء يحسب دبيب أطراف أصابعك
عليك ان تربط مُسكِّتة آليّة على وقع أقدامك
فالسكون هناك طقس علّم المقابر طرائق الخرس
الكلّ نيام في هيأةً كهَفيّة
بلا كلابِ حراسة
لك فرصة واحدة للزعيق والعويل
استثناءً في مواسم الاعياد الباكية
عند تقديم التعازيّ الى مزارات الشهداء
إياك ان تصرخ الان مهما بلغَ الألمُ أشدّه
صه ، حتى وأنت في حالات الطلق والمخاض
فالهدى بطنٌ منتفخة تعاني ولادة عسيرة
سينجب لنا " عتاگة " و" صكّاكة " و " علاّسة "
من أرحام الملائكة الزانيات مع أمراء الحروب
في سوق الصفارين ؛ لامطارق تصدع الرؤوس
الأواني مخرومة في قعرها
رمياً لآنيةٍ لاتحفظ سائلها
الأباريق تخسّفت بفعل الرصاص
الطست جفّ ماؤه ، صدأ نحاسُه
فليبقَ الدمُ عالقا في جسد الوليد
يباح البكاء الصامت حصريا في سوق الصفّارين
لا عزاء لمن يجرّ أذيالَهُ صوب القبر
انت في معرسٍ لأبداء المواساة
فانصب سرادقَ بأعمدة من الدمع
ارفع سقفاً من نفايات وأنقاض السلف الصالح
لتحتمي فيه من اعاصير التحضّر الكافر
ابعدْ خِرَقَك العتيقة عن مطر يريد تطهيرك
ايها اليابس الاجرد
لمَ تخاف من بللِ يلاحق أوساخك ؟؟
اسقِ المريدين فواجع من كأس مزاجها كافور
وليشمّوا بخورا شُحنت من السماء
بصفقة مريبة لبواخر تتسكع في الهواء الخانق
كثرَ البحّارون والملاّحون والدفّةُ واحدة
قتلوا نوحاً عاصما
وحده الشعر همسَ في أذني في سكون النحاس
قال وهو يرجف لسانَه :
أما من مطرقة كونيّة تنهال على رؤوسنا
وتطيحُ بنا واحدا واحدا

" ضراطُ السياسيّ فيهِ سعَةْ --- وضرط الحراميّ ما أوسعهْ
فيـضـرطُ هــذا على رِجـلهِ --- ويـضرط ذاك على أربـعـة
إذا ما تـضارط هــذا وذا ----- سمعتُ رعودا لها قـعقـعة "

جواد غلوم
[email protected]

هوامش
----------------------------------------
1) سوق الصفارين يقع وسط بغداد كان يضجّ بالصخب والجلجلة بسبب مطارق صانعي النحاس ويتندّر البغداديون بمثَل دارج في قولهم " ضرطة ضائعة في سوق الصفارين " لاستحالة معرفة مصدرها
2) العتاگة هم بائعو العتيق من الآثاث ظاهرا لكن بعضهم يحيكون المكائد اثناء تجوالهم بين الاحياء والصكّاكة والعلاّسة هم القتلة المأجورون الغادرون ، وقد ظهروا جليّا في ايامنا الحالكة هذه بسبب الانفلات الامني وهوان القانون
3) الابيات الثلاثة الاخيرة مستوحاة من هجائيات ابن الرومي بعد تحويرها من قبلي





#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة بعنوان - كلّنا عقلٌ تهاوى -
- لماذا تصوّبُ السهامُ على اليمَن غير السعيد ؟
- ثاني أوكسيد الداء في ضيافتي
- هدأةٌ مشتعلة
- ألوان الحب كما رسمتْها امرأة للثامن من آذار
- اختناقٌ وموتٌ على صهوة جواد
- والشعراء والمثقفون والصحفيون يتّبعهم السارقون
- هل تعيدُ الصناعة العراقيّة نهوضها ؟؟
- علامَ الخوفُ من الاخلاقِ العلمانيّة
- عواصفٌ وأعاصير
- وثنية المال في النظام الكولونيالي
- إعمار الأرض أم تخريبُها ؟؟
- التسفير القسري للعراقيين والتهجير من أرض الأجداد
- طوافٌ حول تضاريس الشعر
- حواضر العراق وضياع التراث المكانيّ
- ماذا تبقّى من عراقة الموصل ؟
- لماذا لاتكون داعش صناعة اميركية ؟؟
- وللديمقراطيةِ حميرها
- هل من إعادة فحصٍ للربيع العربيّ ؟!
- انقلاب الصورة


المزيد.....




- بعد 6 سنوات من وفاة زوجته.. رحيل سيناريست مصري شهير بأزمة قل ...
- بعد -فيلم نتفليكس المرعب- عمدة باريس تسبح لتبديد الخوف
- أسبوع النشر بموسكو يستقطب اهتمام كتاب وناشرين مصريين (فيديو) ...
- تحت مجهر الأدب السويسري: دور المساعدات الإنسانية في أفريقيا ...
- قبيل أولمبياد باريس.. فيلم يهدد بخطر -السين نهر الدم-
- ليس في أمريكا بل ببلد خليجي.. مصور يوثق شغف خيالة بثقافة رعا ...
- جاهزين يا أطفال؟.. اضبط تردد قناة سبيس تون على القمر نايل وع ...
- ثبت الآن”.. تردد قناة ناشونال جيوغرافيك National Geographic ...
- المزيد من الـ -Minions- قادمون في فيلم جديد
- موسم أصيلة الثقافي يعيد قراءة تاريخ المغرب من خلال نقوشه الص ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - قصيدة - جائلٌ في سوق الصفّارين -