محسين الشهباني
الحوار المتمدن-العدد: 4825 - 2015 / 6 / 2 - 00:17
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
آليات تحليل الصورة وابعادها الدلالية
بقلم : محسين الشهباني
الصورة هي انعكاس للواقع غالبا ما تكون فوتوغرافية او صورة تشكلية مرسومة باعتبارها تحاكي الواقع وتنقله بصريا جامدا لكن بعيد التصور السطحي لها فهي القدرة على تجميع للعناصرالمكونة لها وقد تجسد واقعا او ظاهرة او قضية او متخيل ما واقعي -افتراضي- عشوائي و من خلال التحليل يتم إعادة تشكيل العالم الخارجي في ذهن (المتلقي -المسقبل) والتاثير فيه عير الصور البصرية المستقبلة للصورة
ان استعمال الصورة المخالفة للذوق العام تؤدي وضيفة الاستفزاز لاعادة تصحيح مفاهيم سابقة لتعويضها باخرى جديدة او بالاحرى احداث رجة داخلية خلخلة البنية السابقة بموجبها يعاد ترتيب الصور النمطية المستهلكة من قبل قصد ترتيبها من جديد ذهنيا لاننا نمتلك ذاكرة تحتفظ باي صورة تمر على اعيننا وعندما تتلقى صورة غير مالوفة تحدث رجة داخلية تؤثر حتى على نمط التفكر .
والصورة تحتاج الى التحليل والتذوق مثل القصيدة للبحث في دلالاتها العميقة فلا شيء اعتباطي (تاثير الصور الاشهارية في توجيه الاستهلاك وفق خطة معدة مسبقةتعتمد على دراسات سيكولوجية واجتماعية )
ولا يخلو تحليل اي صورة من مجموعة اسس لان طبيعة بنية المشكلة للصورة و ارتباطها بمجموعة عناصر اهمها ( الشكل و اللون )من اجل استخلاص الابعاد الدلالية التي يتوخى صاحب الصورة الايحاء بشيء معين عبرها وهنا ياتي دور المتلقي المستقبل في تفسيرها وتحليلها قصد تاويلها من خلال التركيز على دراسة التدرجات الضوئية و التموجات الظلالية وتبدا الاسئلة في تناسل :
لماذا استعملت ألوان بعينها دون سواها؟
وما هو مدلول كل لون على حدة ؟
……
ويمكن من خلال التحليل بروز صور جديدة ضمنية ودلالات جديدة منبثقة من تفسير ومبررات مختلفة كل حسب منطلقاته والتراكماته وثقافته وكذا من خلال خلفيات وتمثلاته المشكلة سابقة تعيد بناء الصورة ذهنيا والتعرف على الغايات التي كان يروم صاحب الصورة مقاربتها والرسالة المتوخاة من ذلك بالنسبة للفرد والمجتمع و الاهداف المتوخاة من وراء ذلك معرفيا وفنيا واديولوجيا دون الاغفال للقيمة الفنية المكونة لها
ولا تخلوا اي صورة مهما كان شكلها او نمط انتاجها من المتخيل الاجتماعي والثقافة الجمعية الخاصة بكل مجتمع على حدة التي تعكس ترسبات اجتماعية وتربوية وعقدية ..الخ
ومن تم وجب التعامل مع الصورة بنوع من الحذر ونشر الثقافة البديلة لن تخلوا من استعمال صور للتاثير في المتلقي لكثافة المضامين التي قد تحملها صورة معينة دون الاطناب في الثرثرات والنقاشات الفارغة والجدل العقيم لتوصيل فكرة معينة فالصورة كفيلة للبلوغ الى اقصى بل تتجاوز ذلك الى الاحتفاظ بها في الذاكرة البصرية لا شعوريا .
#محسين_الشهباني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟