أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - شيلوا الميتين














المزيد.....

شيلوا الميتين


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 12:25
المحور: القضية الفلسطينية
    



القرار الذي إتخذه "جبريل الرجوب" رئيس الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم بسحب الطلب الفلسطيني لطرد إسرائيل من عضوية "الفيفا"، أثار موجة عارمة من السخط في الشارع الفلسطيني الذي تأهب مع الأصدقاء في العالم لتنفيذ هذه الخطوة الضرورية والتي يجب أن تتسع كمعركة دبلوماسية في كل مكان يستطيع الفلسطينيين تحقيق إنتصار فيه، أو يمكنهم من تسجيل إدانة سياسية وأخلاقية للإحتلال الإسرائيلي وعنصريته واستيطانه التوسعي، واجرامه المتواصل بحق الشعب الفلسطيني.

وما زاد الطين بلّة هو إعلان الرجوب السابق لدعم الفاسد "جوزيف بلاتر" لرئاسة "كونغرس الفيفا في مواجهة الأمير على بن الحسين مرشح المملكة الأردنية الهاشمية للرئاسة، الأمر الذي سيؤثر بالقطع على مستوى العلاقة التاريخية التي تربط بين الشعبين الأردني والفلسطيني، بما يشكله ذلك من طعنة "عباسية" للموقف القومي والمصالح المشتركة التي تربط البلدين، فمن المؤكد أن "جبريل رجوب" لا يتخذ مثل هذه المواقف بمفرده وبمعزل عن التنسيق والإقرار من الرئيس محمود عباس.

محاولات تبسيط المسألة وتبريرها من زواية رياضية لا يمكن أن تعفي صانعي هذه الأزمة من المسؤولية عن هذا الخطأ التاريخي المتزامن مع جملة أخطاء على مدار عمل القيادة السياسية الفلسطينية منذ أن جاء عباس إلى الحكم حتى الآن، فالمواقف لا تتجزأ والقضايا الفلسطينية مترابطة إلى حد كبير وفي كل شيء، وجذر المشكلة الفلسطينية ليست مع الفرق الرياضية التي تمثل المستوطنات، بل مع دولة الإحتلال بكل ما تمثله من إستيطان وقتل وترويع وحصار وجرائم إقتصادية وعنصرية، فالإستيطان والمستوطنات وفرقها الرياضية هي نتيجة سياسات تتخذها إسرائيل كدولة كاملة الأركان، وبالتالي فمن الغباء والإستعباط السياسي التعاطي مع فكرة الفصل بين فريق رياضي تابع لمستوطنة ما وفريق آخر يأتي من تل أبيب، فجميع هذه الفرق تمثل إحتلالاً عنصرياً قائم على النهب والبطش والتنكيل والقتل.

في الواقع أن موقف جبريل الرجوب غير مستبعد ومتوقع، فهو مكمل لنهج بدأه الرئيس عباس وما زال مستمراً فيه، يعلن عن الخطوة ولا يكملها، يهدد ولا ينفذ، يطلق تصريحات ويتراجع عنها في اليوم التالي، والذاكرة الفلسطينية حافلة بعشرات المواقف المهزوزة التي لا تستند إلى أي خطة أو إستراتيجية، مثال الموقف الذي أعلنه عباس "بتسليم مفاتيح السلطة لإسرائيل"، والقرار الذي إتخذته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومجلسها المركزي"بوقف التسيق الأمني مع إسرائيل" وقرار القيادة السياسية "بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية" وشرط "وقف الإستيطان قبل الذهاب إلى المفاوضات" وعشرات المواقف المرتبكة والمتناقضة التي تكشف عن ضعف وعجز القيادة السياسية الفلسطينية، وجعلت الشعب الفلسطيني والعالم يبحث بصعوبة عن موقف سياسي واحد واضح مجمع عليه فلسطينياً يتم تبنيه والعمل من أجل إنفاذه.

الرجوب هو التمثيل الحقيقي لما تبقي من نظام سياسي فلسطيني هيمن عليه العجائز والمأزومين وعصابات البزنس، نظام شائخ سياسياً وزمنياً لا ينتج سوى الأزمات الداخلية والخارجية ويلحق الأذى بالموقف الوطني والقومي العربي، ويساعد في تمكين الإحتلال من الشعب الفلسطيني بشكل أو بآخر.

لا يمكن لأي عاقل فلسطيني وفي العالم أن يغض البصر عن الفجوة الزمنية ما بين الشعب وقيادته، يكفي أن نعرف أن متوسط أعمار أعضاء المجلسين الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية هو 80 عاماً، ويحكمهم رئيس عمره أيضاً 80 عاماً، ويرأس مجلس الشباب والرياضة رجل تجاوز ال 81 عاماً، ويقود إتحاد كرة القدم فيه جبريل الرجوب، هؤلاء يحكمون قبضتهم على مجتمع فتي يمثل فيه الشباب والفتية الأغلبية الكبيرة، شباب يسكنهم الطموح الدائم بالحرية والأمل والعمل، لديهم رغبة عارمة بالمشاركة في صناعة القرار، وعشرات الأحلام تقف هذه القيادة حائلاً أمام تحقيقها في زمن الثورات والحريات والديمقراطية التي أوصلت نواب ووزراء ورؤساء حكومات لم تتجاوز أعمارهم أربعة عقود.

غياب الثقة بين الشعب وقيادته في معظم الإستطلاعات والأبحاث له ما يبرره، فالشعب الفلسطيني تحت قبضة قيادة لم تعد تلبي طموحاته ولا حتّى تعبّر عنها، قيادة تجمعها المصالح الفردية على حساب المصلحة الوطنية، قيادة صادرت الحق في التظاهر، والحق في التعبير، والحق في العمل والسكن والتعليم و ........إلخ، وأغلقت الأفق أمام فرص التطور الديمقراطي والإنتخابي، ومصممة على التمسك بالحكم مهما كانت النتائج.

منذ زمن لم يعد الإحتلال الإسرائيلي هو الخطر الوحيد الذي يواجهه أبناء الشعب الفلسطيني، ولم تعد مقارعة الإحتلال والخلاص منه هي المهمة الوحيدة الماثلة أمام الفلسطينيين، فالأوضاع الداخلية الفلسطينية فرضت نفسها بكل قوة، وتستدعي العمل والعمل من أجل التغيير، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون حكم العصابات ممراً للخلاص من الإحتلال، ولا يمكن أن يقوم ديكتاتور صغير يقود زمرة شائخة تربطها المصالح الخاصة بحماية مصالح الشعب الفلسطيني والدفاع عنها، وما جرى في كونغرس " الفيفا" هو أحد مظاهر الشيخوخة وليس كلّها، وبات لزاماً على الفلسطينيين المتضررين والقادرين والطامحين أن يدفنوا الميّتين.

[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنك الدولي من صناعة الفقر إلى صناعة الفتن
- رهانات فاشلة لرئيس فاشل
- بيرزيت تنذر الحركة الوطنية الفلسطينية
- القضاء الفلسطيني يتمرد على هيمنة وإستغلال الرئيس عباس
- نحو عاصفة حزم نخبوية عربية مشتركة
- محاكمة دحلان آخر غزوات عباس من أجل السلطة والمال
- عن دولة غزة وغيبوبة الفصائل مع بعض المثقفين
- مطلوب عقلانية حمساوية ومسؤولية وطنية
- عباس يواصل الحجل في دائرة النار
- عباس يحرّض على ذبح غزة ولبنان
- قطاع غزة بين المسؤولية الوطنية والسياسات الثأرية
- تشاوتشيسكو فلسطين
- من جديد فزّاعة هيئة مكافحة الفساد
- خطة فاشلة لقيادة عاجزة
- لا تعايش مع الإحتلال وشركات الحراسة الفلسطينية
- توافق اللص والحاكم
- مصيبة السياسة الفلسطينية في محاضر إجتماعات قطر
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- الرئيس المسكون بالهواجس والمؤامرة


المزيد.....




- أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل ...
- الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر ...
- الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب ...
- اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
- بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701 ...
- فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن ...
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - شيلوا الميتين