أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حزب النور... على أبواب التمكين














المزيد.....

حزب النور... على أبواب التمكين


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 08:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اشتعلت ثورة 1919، فتوحّد المصريون، مسلمون ومسيحيون، تحت راية واحدة وهدف واحد هو تكريس دولة مدنية علمانية تحترم جميعَ العقائد وتقف على مسافة متساوية من جميع الأديان ولا تتحيز لمواطن لانتمائه العقدي على حساب مواطن آخر، إنما كل المواطنين أمام الدولة سواءٌ، مادام احترم ذلك المواطنُ الدستورَ والقانونَ والتزم واجباتِ المواطنة.
واشتعلت ثورة 2011، فتفرّق المصريون شعوبًا وقبائلَ لا تعارفوا، بل تعادوا وتباغضوا وتعنصروا وتشرذموا وتشتتوا وتقاتلوا. وبدأت الأحزابُ الدينية في التكّون وبثّ لهيب الفُرقة والفتنة بين المواطنين، بعدما كانت ممنوعة قبل 2011 بموجب القانون رقم 40 لعام 1977.
كيف أصبح هذا، ولماذا كان ذاك؟
كان ذاك، لأن أوائل القرن الماضي كانت هناك نخبةٌ فكرية وطليعية وسياسية محترمة وجادة وجسور لا ترتعد فرائصُها من حملة السيوف، ذوي اللحى الزائفة. تحمل تلك النخبُ مشاعلَ التنوير وتجوب دروبَ المجتمع غير عابئة بصراخ الظلاميين ذوي الحناجر الغليظة والأنياب المسنونة والعقول المعتمة والقلوب التي سوّدتها المصالح والمطامعُ بسديم الجهل والبغضاء. تلك النخبة كانت تدعمها سلطتان. حكوماتٌ لا تدعم الإرهاب، وشعبٌ يصبو للتنوير.
وأصبح هذا، لأن المجتمع اليومَ، في مجمله صار أُميًّا، ولا أستثني للأسف خريجي الجامعات، فكانوا صيدًا سهلا للظلاميين الغيبيين الذين يقتاتون من جيوب البسطاء وإن كانوا فقراء، لأنهم يشترون، بقروشهم النحيلة، قصورًا في الجنّة بوهم إرضاء مشايخ التغييب بما لم ينزله الُله لا في كتاب ولا في سُنّة. وبمَ يحتمي أولئك الظلاميون؟ يحتمون بسُلطتين. حكومةٌ تدعم الإرهاب الفكري، وإن زعمت مجابهتها للإرهاب المسلح، وكأنها لا تدري أنهما صُنوان، وشعبٌ أصبح، بعد عقود من سموم التجهيل الممنهج، ينتهجُ النهج الوهابيّ الصحراوي.
كأنما لا تدري حكومةُ مصر، وحاكمُ مصرَ، أن "حزب النور" هو داعش "منزوع السلاح”. ينتظرُ فقط سلطة "التمكين" ليحوز السلاح الذي يطيح في الرقاب والجماجم والأفئدة! كأنما لا تدري حكومةُ مصر، وحاكمُ مصر، أنه حزب غير دستوري، يخالف المادة 74 من الدستور المصري، وإن احتمي بحكم قضائي يدعم بقاءه! كأنما لا تدري حكومةُ مصر، وحاكم مصر، أن تمكّنَ حزب النور من البرلمان القادم، وهو أمر بات مرتقبًا، يعني هلاك مصر ونفوق ثورتين عظيمتين قامتا ضد الفساد وضد الإضلال باسم السماء، حاشاها! كأنما لا تدري حكومةُ مصرَ، وحاكمُ مصر، أن وجود حفنة من المسيحيين داخل حزب النور ليس إلا لونا من ذرّ الرماد في العيون التي تهوى العماء، حتى ننسى أنه حزبٌ ديني رجعي يدعو للطائفية والإقصاء والفرز الديني وتقسيم المجتمع المصري شيعًا وفرقاءَ وقبائلَ متناحراتٍ! وكأن حكومةَ مصرَ، وحاكمَ مصرَ، لم يقرأوا، ويُقرّوا، المادة 53 من الدستور المصري التي نصُّها: “التمييز والحضّ على الكراهية جريمةٌ، يعاقب عليها القانون"! وهل يفعل أعضاء حزب النور غير الحض على الكراهية والطائفية آناء الليل وأطراف النهار على المنابر وعلى شاشات الفضائيات؟! فهل عوقبَ منهم أحدٌ؟! البتّة! إنما يُكافئون ويغنمون كل يوم أرضًا جديدة وتمكينًا جديدًا، ودعمًا سياديًّا جديدًا!
وجاءت دعوةٌ طيبة من الرئيس السيسي لتوحّد الأحزاب تحت قائمة موحّدة في الانتخابات القادمة. دعوة طوباوية طيبة، لكنْ ليس كلُّ طيبٍ، ممكنًا، ولا كلُّ طيبٍ واقعيًّا. فهو لم يستثن الأحزاب الدينية واجبة الحلّ، وعلى رأسها حزب النور، القنبلة التي سوف تنفجر غدًا في وجه مصر الطيبة!
وجاء السيد نادر بكّار ليقول: “حزب النور السلفى لا يُمانع مطلقًا من وجود حزب سياسى باسم الشيعة والملحدين...”، وأسأله بدوري: “ألن يُمانع من قيام حزب مسيحي"؟ وأردُّ عنه لأقول: “نحن نمانع، والمسيحيون يمانعون، والمصريون بكافة يمانعون، مثلما نمانعُ جميعًا قيام حزبكم الذي يحمل في جوفه كل معالم العنصرية والطائفية وركائز التقسيم المجتمعي.”
داعش الدموية لا تنتظر تأشيرة دخول إلى مصر، كما يظنُّ الطيبون. لأن داعش موجودة في مصر وتحمل الجواز المصري، فقط ينقصها السلاح الذي سوف تحوذه عما قريب بمقاعد البرلمان.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد منتصر... أهلا بك في وكر الأشرار
- تمرّد... وكتابُ التاريخ
- بذورٌ فاسدة
- انتحارُ الأديب على بوابة قطر
- حزب النور وحلم التمكين الداعشي
- سلّة رمان ..
- حكاية حنّا وعبد السلام
- هل تحب الغُراب؟
- “بَسّ- اللي فيها كل العِبر
- هل قرأ وزيرُ العدل -أفلاطون-؟
- ميكي يجيدُ العربية
- والله وبكّيت فاطنة يا عبدُ الرُحمن
- سَحَرةُ الكُرة … وفرسانُها
- النسخةُ الأجمل منك... في المرآة
- المايسترو صالح سليم
- لستُ يهوديًّا ولا مسيحيًّا ولا مسلمًا
- هل جئتَ في الزمن الخطأ؟
- أصول داعش في جذور مصر
- هاني شاكر، الطائر الحزين
- غدًا تتحرر سيناء


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حزب النور... على أبواب التمكين