أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حيدر علي - ثقافة التغييب















المزيد.....

ثقافة التغييب


حيدر علي

الحوار المتمدن-العدد: 357 - 2003 / 1 / 3 - 02:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



                                                                                         
                                                            

ليس من المستغرب أن تسود الضحالة على  الخطاب السياسي في هذه الظروف ، أو أن يسود نمط معين من الخطاب لا يعبر إلا عن ضحالة الفكر الذي أنتجه ، وهذه ناتجة في النهاية عن التخبط والعشوائية التي تسود الساحة السياسية وهي بدورها تأتي من المراهنة العمياء على الدور الأمريكي في التغيير القادم وما يستتبعه  هذا التغيير من ظروف تبيح إلى هذه القوة  أو تلك الانطلاق أو السيادة مما لم تحلم به سابقا ,فالغزو الأمريكي القادم لابد له في النهاية من إيجاد قوة تحكم العراق وفق سياسة معينة ترسمها أمريكا ووفق مصالحها الذاتية ،،، إن التذبذب الأمريكي بين ترشيح هذه القوة أو تلك  للحكم المستقبلي ينتج بدوره تذبذب من الأطراف المعنية لإرضاء أمريكا وكسب ودها، وبالتالي  يستتبع بلبلة، وتخبط  فكري وقعت فيه كل الأطراف المعنية، وأضحى  من المقبول جدا وجود شخصيات معروفة بتاريخها القبيح ودمويتها داخل أروقة المعارضة بل ومرشحة أكثر من غيرها إلى الحكم ،، وتجد من يطبل لها ويصفق ,  إن الطابع البرجوازي الرث الذي ينتظم فرق المعارضة يظهر اشد الوضوح في سلوكياتها أولا فهي تستسيغ قتل مئات آلاف العراقيين من اجل مصالحها وكذلك تستبيح كل النتائج المدمرة التي ستنشأ عن الحرب ، من تدمير للبنية التحتية ، وانتشار الإشعاعات ، والخراب الاقتصادي ، وتتجاهل بالكامل الموقف الآخر القائل بحتمية التغيير والثورة ، وان صح  القول دور القوى الحقيقة داخل العراق في التغيير أو دور الشعب ، فالشعب العراقي الحاضر بالاسم والغائب بالفعل عن مجمل العملية ،، أو إن صح القول هو الغائب الأكبر  عن الطبخة وهي تجري باسمه ،  فهنا يبرز السؤال الأهم   والأكبر  لم هذا التغييب ؟؟؟    ولم تستوي من تدعي نفسها بالمعارضة مع الطاغية في السلوك !!!؟؟؟؟ وكيف حدث إن التقى من يدعي بكونه ضحية مع الجلاد!!!!؟؟؟؟                           
إن الإجابة عن هذه الأسئلة ليس من السهولة بمكان دون أن تمس  الواقع وجذوره التاريخية من جهة ودون المساس بما اصطلح على تسميته بالمقدسات أو المساس بكل التوابو والطواطم التي احتواها تاريخ  المنطقة عامة والعراق خاصة  فقدسية  الحكام والنظم القبلية والعشائرية هي سمات تطفو على سطح الواقع وتكاد تشد  بخناقه  بل تهوي به دون رحمة إلى الحضيض ،،،إن  نمط الطاغية العادل أو المستبد الرحيم  وكذلك المستبد الفاجر، أو الفاسق، أو الظالم كلها تسميات لشيء واحد  الجوهر ألا وهو الاستبداد فالحكم في رأي ابن خلدون لا يستقيم دون العصبية  فهي تدعم الحكم وتسنده وترسخه     [ ولما كانت الرئاسة أنما تكون بالغلب  وجب أن تكون عصبية ذلك النصاب أقوى من سائر العصائب ليقع الغلب بها وتتم الرئاسة  لأهلها] ص103، فهذا القول لابن خلدون يبين بوضوح  حركة الحكم والآلية التي يتم من خلالها الحكم ,فالعصبية هي سمة استفاد منها الحكم الحالي في العراق ، وهي تستوجب بدورها تغييب كل الأطراف الأخرى < دلالة ديمقراطية > وذلك عن طريق تغييبها أو تمييعها وسط العصبية السائدة ، وهو شيء قد  حدث إذ بان خلافة عمر بن الخطاب فنفس بن خلدون يشير إلى ذلك  , فتراه يقول [ أين علوم الفرس التي امربمحوها عمر عند الفتح ] ص36  ولا يخفى إن عمر بن الخطاب  كان طاغية عادل وفق نفس الوصف للطاغية العادل والظالم ,, ،فالتغييب هو السائد  كقانون عام لجميع النظم  التي ظهرت على الساحة  وقد استخدمته جميع النظم من ملكية إلى جمهورية , وبالأبعد الخلافة السلامية بجميع  عصورها وأشكالها فكيف نفسر إن تاريخ حركة كالقرامطة لم يصل إلا بشكل مشوه ,  وتغييب  شخصيات كالحلاج ,وبن الري وندي واعمالهما، أن لم يتم استخدام هذا القانون فحتى أعمال هؤلاء حرقت وأجداثهم نثرت في دجلة ،، إن  الأسس التاريخية لثقافة التغييب موجودة عبر امتداد زمني طويل ويطول ما دام هناك من لازال يمارس دور أجهزة الأمن والقمع الفكري  بل والمتحدث الرسمي باسم جميع العراقيين ويطالب بمازوخية صارخة بجلد أبناء جلدته لا لسبب سوى لأنه خارج العراق ولمصالحه الشخصية ،، أن اغلب المدافعين عن مؤتمر المعارضة الأخير إما أن كانوا في يوم من إتباع الجلاد الدموي القابع في بغداد , أو إنهم يتمنوا إن ينالهم من نفاية الوليمة شيئا يلحسوه ،وفي أحسن الأحوال من القوى التي صادرت نضال الشعب العراقي لتأتي في الأخر وتفرض نفسها وصية عليه ، ففي الوقت الذي تترى فيه التقارير الأمريكية عن احتلال العراق ، والخسائر المحتملة لمعركة بغداد , واستعدادات الأمم المتحدة وجهودها لإغاثة ملايين المشردين  ، نراهم يطبلون ويزمرون للحرب على اعتبارها نزهة أمريكية ، !!!!!!  إن النظام في بغداد ساقط لا محالة وأمريكا خير العارفين بهذا الأمر لذلك تركض مسرعة لإيجاد بديل عنه يروقها وما أدامت الحصار إلا إدامة للنظام نفسه وأمريكا تعرف ذلك أيضا  ،، فالركض الأمريكي للحرب لا يبرر إلا بذلك  وبالضرورة الاقتصادية لأمريكا بعد إحداث سبتمبر ،،،، ا،، إن ما تفعله الفرق التي تدعي إنها معارضة هو الوجه الآخر لسياسة القهر والتغييب التي مارسها جلاد بغداد ولا يزال يمارسها وسيمارسها البديل الأمريكي القادم إلى بغداد على صهوة دبابة أمريكية ،،أما الذي يقول منهم انه سيمنع الديكتاتورية من الظهور مرة أخرى ففي رأي انه أما أن لا يرى الشمس في النهار أو انه نائم في العسل فديكتاتورية صدام لم تمنع في حينها من البروز في وقت كانت هناك جبهة وطنية وأحزاب تعمل في الساحة فكيف إذا سيطرة الدبابة الأمريكية! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

     المصدر : مقدمة ابن خلدون                                                               



#حيدر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حيدر علي - ثقافة التغييب