أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - أحلام يقضة سياسية














المزيد.....

أحلام يقضة سياسية


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 4822 - 2015 / 5 / 30 - 21:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قالو وقيل في العراق انه بلد العجائب والعجاب لكن ما يحصل فوق تصور البشر ولولا العقل وبعض العقلاء لأصبح الخطأ هو الصواب ولكان كل ما فينا خراب في خراب.
بداية فأن الخراب اصاب النفوس التي تغيرت بعد عمر عاشه العراقيين في بيوت لا تعرف فيه من السني ومن الشيعي ولا حتى المسيحي ولا الكردي ولا اليزيدي ... لكن السياسيين جاءوا بالصحوة المزعومة والديمقراطية وبحجة المضلومية التي كانوا يعيشوها لسنين من اجل ان يستولوا على مقاليد السياسة والحكم والقيادة تبعا للمذهب والتبعية ... وهي عقدة يعيشها اغلب السياسيين في العراق نتيجة عجزهم عن مواجهة السياسيين في حزب البعث الذي تسلط على العراقيين دون منازع وانفردوا اعضائه بالسلطة رغم ان فيهم (البعثيين) الكثير من الشيعة الا انهم انقلبو بلمح البصر الى المضلومية وتركوا العقائدية الحزبية وانخرطوا مع عامة الناس الذين لا يهمهم امر الوطن و لا المذهب بقدر ما يهمهم امر البحث عن الكسب السريع للعيش الرغيد والرفاهية.
لقد كان تلاقي وتوافق مصالح هذه الفئة السياسية صاحبة قصة المضلومية مع مصالح القوى الخارجية من اجل هدم نظام الدولة البعثي الذي عاش سنواته الاخيرة في ضعف شديد ووهن كبير في معظم جوانب حياة الحصار الاقتصادي ومواجهة العزلة في السياسة الخارجية والانقطاع عن العالم الخارجي الدولي والعربي ، كل تلك الامور عجلت في انهيار الدولة العراقية في حرب عسكرية اذهلت العالم في احداثها السريعة والمتتالية لأنهيار العراق بكل مؤسساته بسرعة لم يكن يتوقعها احد.
ومع بروز السياسيين الجدد اصحاب مذهبية المضلومية التي جاءت كبديل جاهز تهافتت عليه فئات الشعب كبديل للعقائدية الحزبية المنهارة لحزب البعث حيث فقد البعث مقومات وجوده بحكم خسارته للقوة والسلطة ، واصبحت المرجعيات الدينية هي البديل السياسي والهوية التي ضمت فئات الشعب وعدم تشتتهم لوجود المرجعيات وتاريخها الطويل في طرح الحلول والفتاوي لقيادة مجتمعاتهم بينما بالمقابل لم يكن للمذاهب الاخرى مرجعيات يستندون اليها ويقتدون بها كبديل للدولة المنهارة لأنها (الدولة المنهارة) كانت هي مرجعيتهم وقدوتهم وشريعة فتاويهم الدينية والسياسية والاجتماعية.
والامر المؤلم ان هذا الاتغيير والانقلاب عم على كل الموسسات السياسية والدينية وتعداها الى مؤسسات الدولة وبزت على شكل تكتلات ومجاميع اخذت بالانحسار والتقوقع لحماية نفسها من الفئات والتكتلات الاخرى التي اخذت طابعا عدائيا لحماية نفسها وامتد هذا القلق والخوف ليصل الى الروابط الاجتماعية والاسرية وعلاقات القرابة والى علاقات الصداقة بين الافراد .
هذا النوع من التفكك لن يعالج بسهولة وسيلجأ الكثير من المعتدلين الى نبذ هذه الظاهرة ومحاربتها لكنهم في النهاية يعودون الى كتلتهم للشعور بالامان والقوة والحماية . والمرحلة الحالية هي مرحلة الانضمام والانغلاق للفئات على بعضها من اجل الشعور بالامان ومحاربة الفئات الاخرى لأنها مصدر قلق واذى وهذا ما جناه وما حققه السياسيين العراقيين الجدد الذين راهنو على المذهبية بدل الحربية والاستحواذ على السلطة والمال والنفوذ والجاه الذي نافسوا من اجله وقارعوا كل ما يمكن حتى الاستعانة بالاجنبي .
من المتوقع ان العراق سيتفكك اجتماعيا وسينغلق مذهبيا وسيعيش في عزلة دينية الا مع ايران ويسعى الى تحقيق الوجود المذهبي الجغرافي للمنطقة بهدف الحصول على الامن والاستقرار ، واذا ما توصلت ايران الى اتفاق بشأن البرنامج النووي لصالحها مقابل وعود ترضي بها الدول العظمى صاحبة القرار فأن منطقة الشرق الاوسط ممثلة بالهلال الخصيب ويتبعها دول الخليج والجزيرة العربية وافريقيا ، ستكون باللون الايراني للمذهب الحزبي الديني السياسي . وهو حلم وهدف للسياسيين الجدد في العراق وقد بات هذا الحلم قريب التحقق جدا .
وفي الختام نقول ان هذا الحلم اذا ما تضارب مع مصالح الكبار فأن هناك سيناريو كارثي لن يتوقعه احد سيحصل لينهي كل هذه الاحلام ويعود بالمجتمعات العربية (العربية بالذات) الى عصور ما قبل الحضارة كما حصل في مناطق وازمان سابقة.



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ... دولة ام دول
- ذل الاستعانة بغير الله
- ليلة عازب في بغداد
- مكانك ام مكانتك
- اشتاق الى العراق
- أخطار الدكتوقراطية
- وليد النظام العالمي الجديد
- اللعب على المكشوف
- بين ما يتوجب الحدوث وما يحدث
- شذرات من الليل 0110
- رسم المشهد السياسي
- نازح ومباريات بطولة اسيا
- مقارنة في الديمقراطية
- الاختيار الكبير
- متى تصبح النميمة صنعة
- الثالوث السياسي العراقي
- الربيع العربي والحاجة للديمقراطية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - أحلام يقضة سياسية