|
صنم الثورة وصنم الدولة وصنم المقاومة !!!
عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)
الحوار المتمدن-العدد: 4822 - 2015 / 5 / 30 - 07:44
المحور:
القضية الفلسطينية
صنم الثورة وصنم الدولة وصنم المقاومة !
" إلى الزاحفين غداً على جبال الجليل وقمة الكرمل .. هنا صوت فلسطين "
" من البحر إلى النهر .. الرسول في طريقه إليكم الله معكم "
" من الصقر إلى النسر الجارح .. وصلت الأمانة "
-------------------------------------------------------
" طوعني معاك .. طوعني معاك .. يا رايح تتطوع طوعني معاك جيت أودعك .. جيت أودعك .. يا رايح تتطوع جيت أودعك "
---------------------------------------------------------
" طل سلاحي من جراحي يا ثورتنا طل سلاحي ولا قوة في الدنيا تقدر تاخذ من إيدي سلاحي " --------------------------------------------------------- " ولعوا النار بهالخيام .. وارموا كروتة التموين لا صلح ولا استسلام بسلاحنا نحرر فلسطين .. ثورة على الصهيونية " ---------------------------------------------------------
لكن شاعر العروبة أحمد مطر لاحظ شيئاً آخر:
هرم الناس وكانوا يرضعون عندما قال المغني عائدون يا فلسطينُ وملايين اللحون في فضاء الجرح تفنى واليتامى من يتامى يولدون وأرباب النضال المدمنون ساءهم ما يشهدون فمضوا يخوضون النضالات على هز القناني وعلى هز البطون عائدون ولقد عاد الأسى للمرة الألف فلا عدنا ولا هم يحزنون ! --------------------------------------------------------
وهكذا كانت واستمرت الثورة .. تعبئة .. أناشيد .. أشعار .. أغاني حماسية .. مهرجانات دعائية .. تهريج .. شعارات كبيرة تحلف أغلظ الأيمان أن الهدف هو تحرير فلسطين كل فلسطين !!!
لكن الراحل أحمد مطر لاحظ أن ثمة محترفي نضال، وممتهني كفاح، ظلوا يساومون ويناورون حتى تم بيع الانتفاضة الأولى وتضحياتها الجسام بمرتب فخم وفيلا من الحجر القدسي وسيارة دون جمرك وسفريات ونثريات وبدلات وبطاقات VIP !!
سقط من سقط .. قاوم من قاوم .. سجن من سجن .. جرح من جرح .. هدمت آلاف المنازل .. جُرفت مئات الدونمات .. تشرد من تشرد .. صدّق الأغاني والأناشيد من صدّق .. لكن التجار المتبرقعون بالشعارات كانوا دوماً هم الأكثر حرصاً على ذواتهم ومصالحهم !
اخترعوا لنا صنم دولة .. علم ونشيد وسجادة حمراء وأمن وطني وشرطة وتلفزيون وطني وإذاعة وطنية .. لكن على الأرض جرافات المستوطنين استغلت التنسيق الأمني لكي تعربد وتتمادى وتصادر وتقتل وتشرد .. ثورة مهزومة حتى النخاع .. لماذا ندفع لها الضرائب الطائلة ؟ ولماذا ونحن تحت الاحتلال بحاجة إلى رتب اللواء والعميد والعقيد ؟؟؟ ما فائدة الوزير الذي يوقفه أصغر جندي احتلالي على حاجز بالضفة ؟؟ كيف تم التوقيع على اتفاقية باريس التي أفقرت الشعب ؟؟؟ هل يعقل أن ندفع ضرائب مثل الإسرائيليين ونشتري جميع السلع بنفس أسعارها في إسرائيل بينما يصل متوسط دخل الفرد في إسرائيل إلى 40 ألف دولار وفي غزة 350 دولار ؟؟؟؟!
الشركات " الوطنية ؟ " تنهش رواتب الموظفين، فلم نعد قادرين على دفع الفواتير .. الكهرباء، الماء، خدمات البلدية، الاتصالات، الإنترنت، جوال .. لم يعد الناس قادرون على دفع ضريبة القيمة المضافة ال 16 % على المشتريات من إسرائيل .. لا يمكن دفع ضريبة السطو والبلطجة المسماة زورا " تكافل " !
ومثلما اخترعت فتح صنم الدولة وعيد الاستقلال، اخترعت حماس صنم المقاومة .. صواريخ وراجمات وطائرة دون طيار وضفادع بشرية وقوات نخبة .. وكلها مجتمعة لم تنقذ عائلة مثل عائلة الدلو أو عائلة السموني أو البطش .. لم تمنع شطب عائلات بريئة بأسرها من السجل المدني .. كلها مجتمعة لم تمنع دمار الشجاعية أو بيت حانون أو رفح أو خانيونس أو الزنة .. لم تمنع تدمير آلاف المنازل والشقق فوق أجساد ساكنيها، ورغم ذلك خرجت حماس تحتفل بالنصر المؤزر !!
والآن، وبعد أن وعدونا بتحرير فلسطين، جاع المقاومون بفعل الحصار المالي المشدد، فانقضوا على خبز الفقراء بفرض المزيد والمزيد من الضرائب حتى تم اعتبار الفواكه واللحوم والملابس من الكماليات، فأين ما تبقى من حياة للناس في غزة البائسة ؟؟! وكيف تنظر سلطة رام الله وسلطة غزة إلى قوافل الهاربين من جحيم الوطن إلى أمواج البحر المتوسط ؟؟! ألم يتبقى لديهم ضمير أو حس إنساني ؟ هل ماتت مشاعرهم إلى هذا الحد ؟؟ هل هذا جزاء المسيرات الضخمة التي كانت تهتف للمنظمة في الانتفاضة الأولى " PLO Israel NO " ؟؟! أهكذا يكون جزاء عشرات الألوف من الحناجر التي كانت تصرخ " الانتقام الانتقام يا كتائب القسام " ؟؟!
لا توجد ثورة في التاريخ القديم ولا المعاصر يعمل فيها الأفراد " ثوار " لقاء رواتب وامتيازات .. الثورة مباديء سامية وعمل طوعي لمكافحة الاستغلال والقمع والفساد والثراء غير المشروع .. النصب والاحتيال والخداع والتضليل باسم تحرير فلسطين وصلت إلى نهايتها .. فنحن اليوم أبعد ما نكون عن تحرير فلسطين، وأبعد ما يكون عن عودة اللاجئين، بل نحن أبعد ما يكون حتى عن توفير الأمن للصيادين في بحر غزة أو للمزارعين شرق خانيونس أو شمال بيت لاهيا ! نحن عاجزون عن السفر والتنقل، عاجزون عن العمل، عاجزون عن البيع والشراء .. عاجزون عن الحياة !!!
لا يعلم أحد أن الناس قد اشتكوا للثوار بأن يحرروا لهم فلسطين، أو أن يتسببوا في هدم غزة على رؤوس ساكنيها، أو يغامروا بتشريد عشرات الآلاف من المساكين .. نحن لم نشتكي لأحد، فيا فتح ويا حماس حلوا عن هذا الشعب لكي يعيش مثل باقي شعوب العالم .. قوموا بحل السلطتين العاجزتين معاً، وسلموا غزة والضفة للأمم المتحدة أو للاتحاد الأوروبي أو فلتتحمل دولة الاحتلال مسؤولية حياة الناس الواقعين تحت الاحتلال وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحقوق المدنيين تحت الاحتلال !
دمتم بخير
#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)
Abdallah_M_Abusharekh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن البقرات الحلابات في حظيرة الاتصالات !!
-
إسرائيل ليست يهودية بل عنصرية !
-
الشعب يريد العودة إلى ما قبل الانتفاضة الأولى !
-
اللجوء لفتح أو لحماس خطأ تاريخي والعصيان المدني هو الحل !
-
جامعة بيرزيت من ديكارت وديفيد هيوم إلى سيد قطب وابن تيمية !
-
يا حماس ارفعوا أيديكم عن قطاع غزة !
-
اليسار الفلسطيني واليسار الإسرائيلي – الطفلة ملاك الخطيب موق
...
-
مع الدولة الواحدة: ضد العنف وضد القتل بشكل مبدئي!
-
الدولة الواحدة وضريبة القيمة المضافة !
-
هل نحتاج إلى تيار فلسطيني ثالث ؟؟!
-
هل يمكن حقاً اعتزال السياسة ؟!
-
هل تعاني غزة من احتلال ثلاثي ؟؟!
-
ماذا تريد حماس من داعش ؟!
-
حول خطيئة طرد عميرة هس من جامعة بيرزيت !
-
حماس ليست داعش وأبو مازن ليس خائناً !!
-
بريطانيا منحت الصهاينة فلسطين وليس ( ياهو ) !!!
-
أعطونا حقوقنا وخذوا السلاح !!
-
استهداف الأطفال: جرائم لم يفكر بها النازيون !!
-
الصهيونية هي الأب الشرعي للإرهاب !
-
لماذا لا يثور الفلسطينيون على حماس ويعزلوهم ؟ رد على مقال سا
...
المزيد.....
-
نجاة طيار بعد تحطم طائرته المقاتلة إف-35 في ألاسكا.. وقائده:
...
-
مسؤول أمريكي يجري أول زيارة إلى غزة منذ 15 عامًا
-
تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا للجمهورية العربية السورية بش
...
-
الجزائر.. تبون يلتقي باتروشيف
-
إسرائيل تستعد للإفراج عن 110 أسرى فلسطينيين مقابل ثلاثة محتج
...
-
كوريا الجنوبية: حريق في طائرة إيرباص قبل الإقلاع ونجاة الركا
...
-
ماذا حدث في مهرجان -كومبه ميلا- الديني الهندوسي في الهند؟
-
هل تهدد خطط ترامب حول قطاع غزة استقرار دول الجوار؟
-
الشرع يلقي خطابا هاما ينتظره ملايين السوريين
-
غرينلاد.. توجس أوروبي من نوايا واشنطن
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|