أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - شيرين الضاني - هل لا تزال الجنة تحت أقدام الأمهات؟














المزيد.....

هل لا تزال الجنة تحت أقدام الأمهات؟


شيرين الضاني

الحوار المتمدن-العدد: 4822 - 2015 / 5 / 30 - 01:49
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


كثيرة هي الكتب والمقالات التي تناولت مكانة الأُم، وحنانها، ونعمة غريزة الأمومة، وتحدثت عن فضل الأم في تربية النشء ورعايتها لهم بالسهر على راحتهم. وتعددت أبواب فضل الأم برضاها وبدعائها لأبنائها إلى الدرجة التي جعلتها تتبوأ منزلة خاصة في القرآن الكريم؛ حيث يكرمها الله تعالى في قوله: "وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً" (سورة مريم، آية 32)، و"ولا تضار والدة بولدها، ولا مولود له بولده.." (سورة البقرة، آية 133(، وكذلك في السنة النبوية الشريفة؛ فهناك العديد من الأحاديث النبوية التي أكدت فضل الأم ومكانتها السامية، فيقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "الجنة تحت أقدام الأمهات" فهل هناك أعظم من تلك المكانة التي حظيت بها الأم ووضعت الجنة تحت قدميها!!
وستبقى الكتب الأدبية والدينية والثقافية والاجتماعية والتربوية تتناول الدور العظيم للأم بغض النظر عن عقيدتها الدينية أو لونها أو ملامحها أو جمالها أو حسبها أو نسبها أو مالها أو ثروتها. ولكن.. ما نشاهده ونسمع عنه من سلوك يومي تمارسه العديد من الأمهات مع أبنائهن من قسوة، وعنف، وشتم، وغضب الدعاء، وإنزال أشكال مخيفة من العقوبات بحق أبنائهن رغم صغر أعمارهم حتى دون أدنى محاولة لتفسير سبب العقاب لأبنائهن، ودون محاولة لفهم حقيقة الأسباب وراء السلوك السلبي لأبنائهم. كل ذلك يدفعنا لطرح بعض التساؤلات:
هل الأمومة مفهوم وصفات تنطبق على كل من تلد وتنجب!!؟ وهل كل من تنجب طفلاً تقوم بالضرورة بإكمال دورها كأم في رعاية طفلها!!؟ هل تقوم كل أم بالدور المنوط بها من تربية وتنشئة لأبنائها وفق القيم الإنسانية وفي ظل نظام تربوي سليم!!؟ أم يقتصر دورها في تربية الأبناء على الرضاعة، وإعداد وجبات الطعام، وبعض الأعمال المنزلية، والواجبات المدرسية، وإنزال العقوبة الجماعية عليهم حين يلهوا ويلعبوا بحرية في المنزل!!؟ ولعل السؤال الأهم هنا: هل تم إعداد هذه الأم قبل تزويجها وتوعيتها بما سيترتب عليها القيام به من مسؤولية تربوية بالدرجة الأولى تجاه ما ستنجبه من أبناء قبل تزويجها!؟ هل اكتسبت القيم الذي ستتولى مسؤولية نقلها لأبنائها! أم اعتبر والديها مجرد اكتسابها لمهارات (الطبخ والعجن والغسل والمسح والكنس وإعداد الحلويات والفطائر) كافي كمؤهل للحصول على زوج وتكوين أسرة عملاً بقاعدة "أسرع طريقة للوصول إلى قلب الرجل معدته"!!؟ بعد أن نقدم أجوبة صادقة مع النفس على ما سبق من تساؤلات.. نعود لنطرح سؤالنا الرئيس: هل الجنة لا تزال تحت أقدام كل الأمهات!!؟ أم أن الأم التي تقصدها الأحاديث النبوية تمتاز بصفات مختلفة لأمومة حقيقية تكون فيها الأم الراعية والمسؤولة عن واجباتها التربوية التي لم يعد بقدرة العديد من النساء محاكاتها واكتسابها!!؟ ثم هل كان من قبيل الصدفة أن يوصي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الآباء على أبنائهم حين قال: "أعينوا أبنائكم على بركم"..!! إذاً فالأبناء بحاجة إلى عون من آبائهم ليبروا بهم، ويكون ذلك بالإحسان إلى الأبناء وعدم تكليفهم بما لا يطيقون، وبالتغافل عن هفواتهم، وبشكر إحسانهم، وبعدم التقصير في حقوقهم، فكما أن للوالدين حقوق على أبنائهم؛ للأبناء حقوق على آبائهم أيضاً؛ فمتى كان الوالدين غاويان جافيان جرا أبنائهم إلى القطيعة والعقوق..
أخيراً.. أيتها الأم، وأيها الأب..
ادعوا لأبنائكم بدلاً من الدعاء عليهم..
اسمعوهم كلمات تعبر عن حبكم لهم بنفس قوة غضبكم عليهم..
ضموهم إلى أحضانكم بنفس قوة تعنيفكم لهم وقسوتكم عليهم..
تحدثوا إليهم بنصف ما تقضونه من وقت في توبيخهم..
أصغوا إليهم بثلث ما يقضونه من وقت في الاستماع إليكم..
حاوروهم.. ناقشوهم قبل أن تدينوهم لعلكم تحتفظوا برصيد من البر لديهم حين يكبرون وتضعفون، وتحتاجون ويستغنون..



#شيرين_الضاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور وسائل الاتصال الجماهيري في تنمية الوعي الاجتماعي (دراسة ...
- الشباب الجامعي والعمل الاجتماعي التطوعي في فلسطين
- أين نحن من الديمقراطية؟
- عمل المرأة في الإسلام
- أزمة اليسار في الحقل السياسي الفلسطيني
- المشكلة الكردية في الشرق الأوسط
- مكانة المرأة على مر العصور
- العنف في المجتمع العربي والفلسطيني
- الأمن القومي ومشروعيته في الإسلام


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - شيرين الضاني - هل لا تزال الجنة تحت أقدام الأمهات؟