أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ذكريات مدرسة كمال جنبلاط














المزيد.....

ذكريات مدرسة كمال جنبلاط


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4821 - 2015 / 5 / 29 - 23:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تقع مدينة سيدكان قربَ المثلث العراقي التركي الايراني وفي الطريق اليها من ناحية ديانا وحتى سيدكان تشق عجلة الايفا الطريق صعودا ونزولا بين مرتفعات رأس العبد وكلاو حسن وغيرها من الجبال الذي دعينا الى رباياها كجنود احتياط بعد أن كنا نعيش احلام القراءة الخلدونية في مدرسة البواسل في قرية من قرى اهوار الجبايش.
هناك انتقلت راحلة ابن بطوطة لتؤدي خدمة الاحتياط .
من أم شعثه الى ناحية سيدكان ، يا لهذه المسافة الشاسعة ، وكأن الجغرافية التي تحدث عنها أبي بقوله : حتى الخطوة الواحدة تحتاج الى خارطة جديدة ، تمنحكَ دهشة هذا المكان النائم في السهل المتشح بغابات كبيرة فيما تلوح القمم البعيد وتبدو مثل قبعات هائلة كالتي يرتديها رجال افلام الكابوي .
يسكنكَ الشَعر ، وأنت تتجول في الشوارع النحيفة للناحية وهي تستظل بأشجار الكمثرى والخوخ والجوز ، تشعر براحة ابدية في روحكَ وتتمنى للوجوه الغريبة التي تتأملك في ثوب الجندية أن تفهم أن دهشتكَ امام يافطة المدرسة الابتدائية المسماة ( كمال جنبلاط ) هو تساءلكَ من اطلق هذا الاسم الدرزي على مكان نأي في اقصى جبال العراق ، وما علاقة جنبلاط بالناس هنا فربما أغلبهم لايعرفون الرجل الذي اغتيل برصاص الحرب الطائفية في بلده .
أكثر من شخص اسأله . فلا أجد سوى اجابة مقتضبه من شاب عابر قالها واختفى امام وجهي مسرها : لأنه ثوري ويساري.
لا أدري أن كان تعريف الشاب صحيحاً , غير أننا ايام مدرسة البواسل في اهوار الجبايش كنا نناقش حادثة اغتياله ، ولم نصل الى جواب سوى أن الرجل يدافع عن طائفته ، وديانته ، وبلده .
كل يوم حين اذهب الى سوق المدينة الصغير الذي اغلب حوانيته مبنية من جذوع الاشجار وسقوفها من أوراق اغصان الشجر اليابس ، اختار مقهى صغيرة ، احاول أن اسرق بعض المفردات الكردية غير صباح الخير وفي امان الله وشكرا ، وكم تمنيت أن اعلمهم شيئا من لهجة معدان الجنوب لتكون جغرافية ابي امينة في حدس متغيرات الخطوة المسافرة ، لكنهم هنا لا يريدونَ أن يتعلموا ، بل الجنود هم من يتعلمون ، وكأنهم يهمسون لك : تذكرْ جواميسكَ هناك واذهب اليها لتكمل منهجك الدراسي ، فقد بقيت ثلاث فصول من درس الجغرافية لم تكملها لتلاميذك ودعوك الى خدمة الاحتياط ودعْ تلامذة مدرسة كمال جنبلاط لمعلمي يعلمون الاطفال جغرافية احلامهم ليكونوا رعاة دون أن تسقط في الحقول التي يسرحون فيها مع ماشيتهم قذائف مدافع تأتي من هنا أو من هناك.
يوم انتهت اشهر الاحتياط ، وقفت اخيرة أمام يافطة المدرسة ، أمسك جفن الذكريات ، واتخيل كيف يكون الفرق بين جنتين ، واحدة تنتج الخوخ والكمثرى واخرى تنتج الخريط والقيمر ، وبين الجنتين اتخيل عيون جنبلاط الحزينة وقت ما قرروا اغتياله .
في الطريق لم يبقْ من اشهر الجغرافية تلك سوى طيف قصيدة نسيت اوراقها هناك:
( ( طاغور هندي .
والملا مصطفى كردي.
عمر الخيام فارسي
واراغون فرنسي ....
وكمال جنبلاط لبناني
وأمي مسماية عربية ...
وشفتيكِ...
جنسها غير مُعرفٌ في التفاصيل .
غير أن المكان هنا ( سيدكان ) .
مثل مخفر حدودي
حراسهُ يمتلكون وهم الاشباح فقط...!))



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غوايات الخبز الحافي
- عاشق جرمانا
- ليلة تشاجر السياب والبياتي
- جان جينيه ( العرائش والجبايش )
- عاطفة الموسيقى الأرمنية
- قمصان الخريط
- حفاةٌ يعلمون الرواة
- أغاني الغربة
- لا صابئة في دهلران
- جنوب حسين عبد اللطيف
- البعير يستجير بجاموسة
- الجسد المغطى بالقيمر
- دِيكُ المُشرفُ التَربويُ
- ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ
- حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم
- عربة فضاء ( دَكْ ) النجف
- قبر عقيل علي
- مشاتي بلاد شغاتي
- صحون القيمر الطائرة
- حقول الرز وحقول الألغام


المزيد.....




- مشاهد توثق انفجار أجهزة -البيجر- اللاسلكية في عدد من المتاج ...
- مصادر عسكرية رفيعة: تناقض شديد بين الجيش ونتنياهو ونخسر حرب ...
- ألمانيا تتعهد بتقديم 100 مليون يورو إضافية لأوكرانيا في الشت ...
- مصرع 4 أشخاص وإصابة 40 جراء حرائق الغابات في البرتغال
- وزير القوات الجوية الأمريكية: روسيا ستواصل تهديدنا بغض النظر ...
- قيس سعيد: جهات أجنبية تسعى لإفشال حركة التحرر الوطني في تونس ...
- البرلمان الجورجي يتبنّى مشروع قانون حظر الدعاية للمثلية وتغي ...
- مالي: مسلحون يهاجمون مقرا للقوات المسلحة في العاصمة والجيش ي ...
- عاجل: عدد من الإصابات في حدث أمني غير واضح في الضاحية الجنوب ...
- تطوير صمام قلب جديد لتفادي مشاكل عمليات استبدال الصمامات


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ذكريات مدرسة كمال جنبلاط