سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 4821 - 2015 / 5 / 29 - 10:23
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كنت جالسا مع الأهل في دارنا ، وإذا بشخص يطرق الباب علينا ، خرجت من فوري وإذا هو طالب الحسن أحد أعضاء حزب الدعوة السري ، ثم محافظ ذي قار بعد الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003 م .
طلب مني طالب أن ألقي قصيدة في حفل يريدون إقامته في الجامع الكبير من مدينتنا بمناسبة ميلاد الإمام الحسين ، لبيت طلبه وقلت له ستكون القصيدة جاهزة ساعة قيام ذلك الحفل ، وبعد أن غادرني باشرت بكتابة القصيدة ، وفي اليوم الثاني وبعد أن شارفت على إنهاء كتابة تلك القصيدة إذا بطالب يطرق الباب ثانية ، وجاء ليخبرني من أن مسوؤل منظمة حزب البعث في مدينتنا المدعو داود محمد يريد الاطلاع على قصيدتي قبل أن اقوم أنها بإلقائها ، وذكر لي طالب بأنه سلم الى مسؤول منظمة حزب البعث جميع مواد الحفل للاطلاع عليها من قبل ذاك المسؤول ، رفضت أنا طلب طالب باصرار وقلت له عليك أن تقول لداود محمد ، مسؤول منظمة حزب البعث ، أنه لا يمكنني أن أسلمه قصيدتي ، فأنا لا آخذ إجازة من أحد على ما أقول من شعر ، كما أنني أتحمل مسؤولية كل كلمة سترد في قصيدتي تلك ..
في ساعة بدء الاحتفال حضر الكادر القيادي لمنظمة حزب البعث ، ويبدو ان الهدف كان ارهابي ، أو منعي من إلقاء قصيدتي ، ولكن بعد أن انتهى الحفل ، وهممت بالخروج من الجامع تقدم نحوي مسؤول منظمة حزب البعث قائلا : (جعلتنا تتارا هذا اليوم) ! رددت علي : أنت سمعت القصيدة وسمعها الاخرون وعليك وعليهم أن يفسروا معاني ابياتها بالطريقة التي يراها كل واحد منكم ..
البيت الذي أثار البعثيين ، وراحت القصيدة من أجله الى دوائر الأمن الحكومية هو :
رداءة ُ الفكر لآفلاطون خالقة ٌ... رداءة َ الحرب حين اجتاحنا التتر ُ
ومما علق في الذاكرة من أبيات تلك القصيدة هو :
أبا علي ّ وذاك الظلم تعرفه ُ ... فقد رمتك َ بأصناف له زمـر ُ
وقسمتنا فهذا سيد ُ ألق ُ ......... وآخر ُمن صعاليك ٍ بهم خور ُ
وفاتهم أننا من معدن ٍ فرد ٍ ........ وأننا باختلاف كلنا بشر ُ
رداءة ُ الفكر لآفلاطون خالقة ٌ... رداءة َ الحرب حين اجتاحنا التتر ُ
لقد أضعت أنا هذه القصيدة رغم أنني أعلم أن هناك أكثر من جهة قد سجلتها واحتفظت بها خاصة دائرة أمن الناصرية وأملي اليوم أن أعثر عليها عند أحدهم بعد غياب طويل فأنا قد أضعت الكثير من قصائدي بسبب المعترك السياسي في العراق الذي تواصل على مدى سنوات ، ولا يزال متواصلا ، وقد طرحت مرة سؤالا على صديق عزيز ، هو أمين قاسم فيما إذا كان يحتفظ ببعض من قصائدي ، فأجابني أنه يحفظ مطلع القصيدة التي كتبتها أنا وقرأتها في حفل خطبته لفتاة جزائرية تدعى مريم ، تلك الخطبة التي جرت مراسمها في بيت أسرة الفتاة ، ومطلع القصيدة تلك كان :
أأخي أمين وأي ّ شيء أعظم ُ ... من أن تنام على ذراعكَ مريم ُ !
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟