أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الطفولة العراقية والحرمان














المزيد.....

الطفولة العراقية والحرمان


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4821 - 2015 / 5 / 29 - 06:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إطلعت اليوم على مجموعة من الإحصائيات عن أوضاع الطفولة في العراق والتي أصدرتها منظمة ( أطفال الحرب ) و ( اليونيسيف ) .
في تقرير منظمة ( أطفال الحرب ) أكدت هذه المنظمة على أن العراق هو من أسوأ مناطق الشرق الأوسط في علاج مشكلة الطفولة , وتبلغ نسب الأطفال والشباب 56% تقريباً من مجموع السكان , كما ترتفع نسبة عمالة الأطفال , ويُستغل بعض الأطفال بحدود سن 14 في العمليات الإنتحارية ! .
في مسح أُسري تعاونت فيه الحكومة العراقية مع منظمة اليونيسيف جرى تشخيص أن 32% من أطفال العراق قد حُرموا من الخدمات الصحية والإنسانية مع أن مجموع الأطفال الذين هم دون سن 18 يبلغ 16,6 مليون نسمة وهذا يعني أن شعبنا نصفه من الأطفال ؟ .
تؤكد التقارير الحكومية على أن 99% من الولادات هي مسجلة لكن معدل الوفيات للأطفال الحديثي الولادة هو 32 لكل 1000 , أي أنه يموت سنوياً 35000 ألف طفل حديث الولادة , بالإضافة ألى أن 1 من كل 4 من الأطفال يعاني من تخلف جسدي أو عقلي بسبب نقص التغذية والظروف الصحية والبيئية المتردية ! .
إعترضت منظمة اليونيسيف على نسبة المتعرضين للعنف الجسدي في المدارس , وتبلغ نسبتهم تقريباً 3,3 مليون تلميذ مع أن العراق قد صادق على وثيقة حقوق الطفل , لكن العنف لا زال يمارس في داخل المدارس وخارجها , ونلاحظ أن أكثر من ربع الأطفال بعمر 2 – 14 ونسبتهم 27,7% يتعرضون إلى العنف الأسري كأسلوب للتربية , كما يتعرض الطفل للقسوة من قِبل الأسر الريفية بنسبة 75% أكثر من الأسر الحضرية , ويتعرض الذكور أكثر من الإناث ! .
بجمع هذه المعلومات ثم تسليط الضوء عليها نجد أن الطفل العراقي يعيش في حالة مزرية من الحرمان المادي والمعنوي , الجسدي والنفسي , ويتصل هذا بحرمان الأمهات من الرعاية الصحية الجسدية والنفسية وبسبب التلوث الحاصل للغذاء والهواء والماء مع نقص التوفير اللازم للغذاء الصحي والماء , ولا ننتظر بعد هذا إلا ولادات مشوهة أو ناقصة ومريضة ومع حاجة العراق إلى أجيال بناء تساهم في عملية التنمية وترميم البناء الفوقي والتحتي للمجتمع لكن النتيجة هنا هو ليس ما يحتاجه العراق وما نزرعه نجنيه , وإلا لماذا يرمي الطفل العراقي بنفسه في أحضان الإرهاب ليوزع لحمه على السماء والأرض , ولماذا يصل الطفل إلى هذا القرار اليائس فالموت هنا لديه هو أفضل من الحياة , ولماذا أيضاً لا يجد الطفل العراقي الرعاية والحنان في المدرسة أو في البيت بل يصبح الطفل هنا لضعفه متنفساً يتنفس من خلاله المعلم المريض والوالد المهووس في القسوة والعنف ليخرجان من داخلهما الغضب الإجتماعي الذي لا يستطيعان أن يسقطانه إلا على من هو أضعف منهما , وبالمحصلة يتخرج من بيوتنا ومدارسنا من يمارس العنف مستقبلاً أينما كان وتتحقق القاعدة المعروفة العنف يولد العنف .
تنتشر الآن في أحياء العراق مظاهر جديدة للفساد الإجتماعي يمارسها الأطفال والشباب , فهم بالإضافة ألى إستخدامهم لأنواع الحبوب المخدرة والمهلوسة تستخدم الآن أنواع من السكائر المخدرة ( والنركيلة ) والتي أخذت تدخل إلى البيوت العراقية بعلم الوالدين أو بدونه حيث أن منطق القوة يفرض نفسه وعلى نفس الأسس ولا يستطيع الوالدان هنا إلا السكوت مرغمين . كما ينتشر ليلاً الشباب المتصيد , وإنفجار الشباب هنا هو شكل منطقي ونتيجة للضغط الإجتماعي , وقد يساهم هذا الإنفجار في تحطيم بنية المجتمع العراقي , وتساهم أنواع المخدرات في خلق جيل غير مبالِ بالموت والحياة ولا حدود فاصلة بين الشر والخير ولا خطوط حمراء لمجتمع يسهل فيه القتل والسرقة والإحتيال والرشوة , وعلى هذا تصبح القيم الخيرة مجرد ملصقات جدارية لا يقرأها أحد لأن كثير من أطفالنا قد تربوا في مدارس هبط فيها المستوى الدراسي وإنعدمت فيها القدوة ومن أُسر تفككت فيها الأواصر الأُسرية بسبب إرتفاع نسب الطلاق وعودة تعدد الزوجات , ولم يعد القاعدة أو القيمة القديمة والتي هي ( العطف على الصغير وإحترام الكبير) معلقة في مدارسنا أو على جدران بيوتنا , وأصبح الدين واحداً من القيم الخيرة التي يمر عليها الطفل أو الشاب وعلى فمه ألف إبتسامة ساخرة وحائرة لأنه وببساطة يرى أن البعض يقتل والآخر يسرق والثالث يرتشي ثم يذهب ليتوضأ للصلاة .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أصبحنا قتلة محترفين
- العراق هو الأسوأ صحياً في منطقة الشرق الأوسط
- أغصان بلا جذور ... قصة واقعية قصيرة
- حرامية بغداد
- حينما يبيع الإرهابيون الفتيات العراقيات لِمَ لا يشتريهن العر ...
- حين إبتلع أطفالنا موسى أبائهم
- لماذا نلعن الناس في العراق .
- سيناريو درامي ... مقاتلون عند الفجر
- لماذا نلطخ وجه الإسلام بالدم
- تضخم الأنا لدى الفرد العراقي .
- مَن سَجَن الطفل البصري في قفص الدجاج
- الطائر المقدس - قصة قصيرة - للكبار فقط
- أنحب أمواتنا أكثر من أحيائنا
- الورود السوداء - قصة قصيرة
- أخاك أخاك أن من لا أخاً له .. كساع إلى الهيجا بغير سلاح
- نحن من يزرع الشوك
- البيت العراقي
- من يُعدِل الميزان .
- من يبقى للعراق الجريح !!
- الإرهاب من أين والى أين .


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الطفولة العراقية والحرمان