أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد صلاح الدين - غياب الموجه نحو تقرير المصير














المزيد.....

غياب الموجه نحو تقرير المصير


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4820 - 2015 / 5 / 28 - 15:43
المحور: حقوق الانسان
    


غياب الموجه نحو تقرير المصير
عماد صلاح الدين
هل يكفي الإنسان أو المجتمع أن يعمل ثم يعمل كي تتحقق طموحاته وأماله وأشواقه.؟
للإجابة عن هذا السؤال أرى أن انطلق من السؤال التالي: كيف يحقق/ تحقق الإنسان / المجتمعات رفعتها وتقدمها؟
أرى من واقع التجربة التاريخية قديمها ومعاصرها، أن الأفراد والمجتمعات الإنسانية التي وصلت إلى ذروة القوة والمقدرة الشاملة، في مجالات الحياة المختلفة والمتنوعة، وكان لها حضورها الدولي والإنساني لم تكن تعمل وتجد وتجتهد وحسب بالمعنى الإجرائي والمجرد للكلمة فقط، بل هي فوق هذا كله كان لها رصيد محترم في التجربة القيمية والأخلاقية بمختلف مصادرها الدينية أو العرفية الإنسانية التي راكمتها عبر عقود وسنوات طوال. وهذه التجربة القيمية أو الإطارية الإنسانية كان يقودها في الممارسة والتنفيذ مشروع ثقافي وحضاري، يتم توزيعه وتعميمه في السياسة، والتربية، والتعليم، والصحة، والاقتصاد، وعموم الاجتماع الإنساني، لحالة مجتمعية إنسانية متعينة.
إن أي مشروع حضاري إنساني تكون منطلقاته الأساسية أخلاقية وثقافية، تعمل جاهدة وساعية بين النظرية والدعوية وما بين الممارسة إلى تعزيز حرية الإنسان وإطلاق قدراته الكامنة، في جو من القانون وتحقيق العدالة النسبية للجميع، وفق معايير مجتمعية، جرى التوافق عليها عرفيا أو كتابة من خلال وثيقة عليا أو دستور.
وان الأفراد والمجتمعات الإنسانية التي عانت من الذل والهوان والتراجع والتخلف والأمراض على عمومها مادية أو اجتماعية إنسانية، هي الأخرى كانت تعمل وتجد وتجتهد، وربما فاقت في بعض الحالات الإنسانية المتعينة حجم الجهد المبذول في مجتمعات القوة والنهوض، لكن هذه المجتمعات بأفرادها وجماعاتها وطبقاتها المختلفة كان ينقصها مشروع الإنسان في الحرية والكرامة وتحقيق المساواة الإنسانية والعدل، وسيادة الاستبداد والاستعباد بدل سيادة القانون وتطبيقه على الجميع، من خلال هيئات أو مرجعيات تقضي بينهم وفقا له.
وما أريد قوله أو الوصول إليه أن المجتمعات العربية ودول العالم الثالث أو الأخير، وكذلك الشعوب الواقعة تحت الاحتلال كما هي الحالة الفلسطينية، لا يكفي شعوبها أبدا مجهوداتها وتضحياتها وحتى الثروات الهائلة الموجودة عندها سواء في الخليج أو في عموم المشرق والمغرب العربي، ما لم يكن لها إطار مفعل من مرجعية قيمية حضارية، تطلق ثورة ثقافية عن قيم الحرية والديمقراطية والمساواة وإقامة المجتمع المدني عموما، مقترنا ذلك بالممارسة العملية الأخلاقية لمشروع حضاري، يتطلع إلى إطلاق حرية الإنسان في التفكير العلمي السليم نحو تشييد أبنية إنسانية حقيقية؛ قوامها التربية وصياغة الإنسان، وتقويمه بالصحة والتعليم، والانفتاح الداخلي والخارجي.
إنسان يستطيع أن يفهم حقيقة التنوع في الأديان والأعراق والمذاهب والأفكار والمعتقدات، ضمن مشروع إنساني يؤمن بالتعددية وبالتداول السلمي للسلطة، في مواجهة كل ظلم وطغيان واستبداد.
لا معنى لكل المراكمات والمجهودات إن لم يكن موجهها حرية الإنسان وعقله، في سياقية مشروع حضاري إنساني راق، منذ أكثر من سبعين عاما والشعوب العربية تخدع بأوهام الدولة المستقلة والقومية العربية وإقامة الخلافة أو الدولة الإسلامية، لكن شيئا من هذا القبيل لم يتحقق في الموضوع والمضامين، وظللنا ننتقل من هزيمة إلى هزيمة ومن تراجع إلى آخر، والسبب في ذلك كله أنها كانت مشاريع الاستبداد والشخص الحاكم بأمر الله، في ظل غياب شبه تام لمنظومة الإنسان الفاعل.
دخل العرب وتداخلوا في كثير من الانجازات الحضارية والتقنية العالمية منذ عقود طويلة، لكن هذا الدخول والتداخل لم يؤد إلى التقدم المنشود والاستقلال الحقيقي، لأنه بغياب حرية الإنسان يغيب أي عقل أو منطق قادر على الخوض في الأساس أو في التفصيل.
واليوم، تحاول نظم الاستبداد العربي، خصوصا تلك الأنظمة التي انقلبت من جديد على خيار شعوبها في الثورة والحرية، أن تمني تلك الشعوب بمشاريعها الضخمة والنوعية، إلا أن أي مدقق أو متابع لما يطرح من مشاريع، يجدها مشاريع تائهة عن أولويات الناس وحاجاتهم في النهوض والتطور والعمران. إنها مشاريع مخادعة تأخذنا بعيدا عن مشكلتنا الأساسية التي هي غياب الإنسان أو تغييبه، تماما كما هو خداع الاستبداد وايهامات أهله المضللة.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي: لماذا لا يحسن حكامه حتى خداع شعوبهم؟
- غزة في خطر
- إجرائية في ظلال أوسلو
- الحلولية الجزئية
- هل هي حتمية الصراعات الدموية في المجتمعات المتخلفة؟
- المصالحة الفلسطينية المتعثرة
- كلية الحق الفلسطيني
- في العام ال67 للتطهير العرقي في فلسطين
- الانتخابات والاحتلال
- الإسلاميون والانتخابات
- الاستهلاكية تحت الاحتلال ستؤدي إلى الانفجار
- إلى متى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات
- فلسطين في زمن الانكفاء
- لماذا الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟
- كامب ديفيد وأوسلو والحرب على الشعب الفلسطيني
- حقيقة المواجهة مع المشروع الصهيوني
- الافراط في التركيز على شكل القانون الدولي
- العدل وحق تقرير المصير
- عن السياسة والدين
- أساس القدرة على التحرر و تقرير المصير


المزيد.....




- جريمة جديدة.. إسرائيل تجوع الأسرى الفلسطينيين في سجونها
- نادي الأسير الفلسطيني: الجيش الإسرائيلي شن حملة اعتقالات بال ...
- شاهد.. الأردنيون ينددون بالمجاعة في غزة ويوجهون هذا النداء
- صندوق تقاعد نرويجي ينسحب من كاتربلر بسبب تورطها في الانتهاكا ...
- نتنياهو يناقش احتمال إصدار أوامر اعتقال ضده وجالانت
- الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشا ...
- الهلال الأحمر: الآلاف من سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة
- محنة العابرين.. مأساة المهاجرين بين ضفتي المتوسط
- حملة اقتحامات تخللها اعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة
- أوراق التوت الأخيرة.. المجاعة بغزة تكشف عورات العالم!


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد صلاح الدين - غياب الموجه نحو تقرير المصير