أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العزيز الخاطر - انزعوا رداء الدين عن الاستبداد














المزيد.....

انزعوا رداء الدين عن الاستبداد


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 1336 - 2005 / 10 / 3 - 11:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوعي بأن أي تغيير منشود لا يمكن أن يحدث إلا بعد شل فعالية السلطة الاستبدادية داخل نسق المجتمع التي من صالحها إبقاء الوضع على ما هو عليه نقطة جوهرية في طريق التحول الى النهج الديمقراطي بأي صيغة كان . والسلطة الاستبدادية هي في مجملها فساد سياسي . والفساد السياسي هو في باطنـه فساد تربوي . ففساد السياسة أصلاً من فساد التربية . لذلك عد كثير من الإصلاحيين إن إصلاح التربية هي الطريق الموصلة الى الإصلاح السياسي ورأى بعضهم أن تكوين الرأي العام المستنير هو القاعدة الضرورية لتغيير الأيدلوجيات السياسية . ولعل ذلك يبرر لنا فشل الثورات الحادة رغم شعاراتها الرنانة في أحداث التغيير المنشود وانطوائها على نفسها بحيث تكرس في النهاية الأسباب التي قامت من أجلها أصلاً وهي مجملها تخليص الشعوب من براثن الاستبداد والطغيان فإذا بها تمارسه . يتعرض ( الكواكبي ) الى نقطة بالغة الحساسية في معالجاته للاستبداد وطبائعه وهي ضرورة إصلاح الدين لأنه يعتقد أن الاستبداد يبدأ دينياً ويمتد سياسياً فلابد من إصلاح الدين أولاً لكي تصلح السياسة لأن السياسة الحقه هي تلك التي تقوم على الشورى وهي بالتالي شكل لإجماع الأمة ويلاحظ الكواكبي أن حجة الاستبداد تكمن أساســاً في الشـرع وعن طـريق الدين وسيلـة الاسـتبداد الأولى – يريــــد ( الكواكبي ) أن يهدم الاستبداد ، فيحاربه بسلاحه نفسه الذى يضفي عليه الشرعية الزائفة وهذا ما يدعوه الى إعادة الاجتهاد الديني خاصة وأن الدين يتضمن مبادئ الحرية والعدالة والمساواة والشورى والشرع يحتوي على أنواع التنظيم كدستور عام أو كإطار دستوري شامل . أراد ( الكواكبي ) تأسيس الحقيقة الإسلامية وتقويتها انطلاقاً من نقدها من الداخل وشدد أن الانحراف ليس في الإسلام نفسه وإنما من مسلمي العصر وظل مفرقاً طول حياته بين ما هو عقيدة دينية وبين ما هو تراث تناقلته الأجيال والتصق بالدين وهو ليس من مكوناته وجزئياته . ما أود الإشارة إليه هنا هو ما يراه بعض المثقفين العرب من ضرورة إحداث القطيعة مع الماضي كشرط مسبق لنهوض الأمة وتقدمها متأسين بذلك بالتجربة الأوروبية التي استطاعت الانطلاق بعد إحداث القطيعة مع الماضي الذى كانت تمثله الكنيسة الدينية وسلطانها وجبروتها . فكان لابد من تجاوز هذه الإشكالية بفصل الدين عن السياسة . ولكن العقيـدة الدينيـة لدى المسلمين كما يشـير ( الكواكبي ) تشتمل على المبادئ العامة التي ادعى الغرب تملكها للانطلاق من براثن الكنيسة وهي العدل والمساواة والحرية وحق تقرير المصير والشورى فهل نحن بحاجـة الى قطيعة أم الى علميـة إصـلاح للدين ؟ كما أشار ( الكواكبي ) بحيث تكون مبادئه هي العامة وتتبناها السلطة السياسية ولا تحورها كما تشاء وبما يحقق رغباتها وهو ما يسميه البعض (( التدين السياسي )) ويصبح رأي الأمة ملزم وبالتالي الشعب مصدر السلطات حتى تحقيق المواطنة وهي نقطة ربما تبدو إشكالية حين يقصرها البعض على البعض ضمن نظرة دينية ضيقة يمكن كذلك تجاوزها إذا ما اعتبرت السلطة عقداً إدارياً بين الشعب وأفرادها فليست هناك بالتالي ( ولاية ) لأحد على أحد كل هذا يستوعبه الدين الإسلامي بشمولية فهمه وأتساع أفقه . أعتقد أن هناك كثير من الجوانب التي يجب بحثها وأعمال الفكر فيها في هذا المجال قبل الحكم بضرورة إحداث القطيعة مع الماضي كشرط لابد منه للنهوض . لقد كانت طروحات القرن المنصرم النهضوية في معظمها خاصة تلك التي خرجت من بعض المشايخ تندرج تحت شعار أمكانية تصالح الدين الإسلامي مع النهضة العلمية المعاصرة أو مع العصر بشكل أشمل بشرط أن يسود فهماً جديداً لمحتوى الدين وإمكانية التخلص من التقليد قدر الإمكان ، لكن لحظات الاستبداد السياسي والاجتماعي التي عاشها العالم العربي لم تساعد على تكاثر ونمو العقلانية بشكل طبيعي فأصبح الأفق ضيقاً إلا من لحظات انشطارية ارتدادية تصيب المجتمع في داخله وذلك من طبيعة الأشياء والأفكار عندما لا تجد متنفساً يترجمها عملاً أو وعاءً صالحاً لاختبارها والبرهنة على صدقها من زيفها ، أن الاستبداد هو داء الأمة المتأصل الذى أبكى ماضيها وأدمى حاضرها ولن يعود إليها الرشد والعقلانية إلا حين تنزع رداءه الديني المتدثر به في حين أن الدين منه براء . براءة الذئب من دم أبن يعقوب .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البكاء أمام جثه التراث بين العلمانية وبعبع الديمقراطية
- اسلمة العلوم
- التراث بين ضرورة النقد ورهبة التقديس
- التفسير الانتقائي وفقهاء - الاستيكه -
- أنجاز العقلية العربية الوحيد الاصطفاف خلف صنمية المصطلح
- أنظمة ديموقراطية أم مصالح استراتيجية؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العزيز الخاطر - انزعوا رداء الدين عن الاستبداد