عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 21:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعتقد الأرثوذكس أن المعمودية بها ينالون الخلاص والتطهير والتبرير والتجديد والميلادي الثاني والعضوية في جسد يسوع ،
أما الأخوة البروتستانت فلا !! ،
أي أن نول جميع ما ذكر يتأتى بالإيمان وحده ، وليس بالمعمودية ،
بل ويخالفون الأرثوذكس ولا يعتقدون أن المعمودية والتعميد سر !! ، بالقطع لا يؤمن البروتستانت بما يؤمن به الأرثوذكس بما يعرف بالأسرار السبعة للكنيسة ، وهذا مبحث آخر ، وعليه فإن المعمودية عند البروتستانت لايشترطون أن تكون بالغطس وعلى يد كاهن ، فهم لا يؤمنون بالكهنوت البشري أصلا ، لهذا يكفي عندهم الرش بالماء ، وكذلك الأطفال لايؤمن البروتستانت بمعموديتهم ، لأنهم يشترطون إيمان المعمد نفسه ، اللهم إنجيلو مصر مؤخرا وافقوا الأرثوذكس على معمودية الأطفال تبعا لإيمان والديهم ،
واستدل البروتستانت بأدلة كتابية وبأخرى عقلانية منبثقة عنها ، ولهم أيضا إعتراضات عقلانية كثيرة ومقنعة ومنها على سبيل المثال :
1 - واقعة شهادة يسوع للص الذي كان على يمينه وصلب معه بأنه معه في الفردوس والرجل آمن وخلص بدون معمودية !!
2 - أن الماء ليس له مثل هذه القيمة التي تلد وتجدد !! ،
3 - لماذا يلزم وجود كاهن ؟! وماذا لو كان الكاهن الذي يعمد المؤمن هو نفسه سيئ السيرة ؟!! ،
4 - هل الماء في المعمودية يرمز إلى الكلمة كما يقول الرسول بولس عن علاقة يسوع بالكنيسة ؟! أف 5 :"26 : مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة ،
5 - إن كانت المعمودية تجديد ، فلماذا تخطئ بعدها ؟! ،
6 - كيف يرث الطفل خطية والديه اللذين سبق لهما العماد وغفرت خطاياهم ؟!! ،
7 - ما مدى كفاية الإيمان ؟! ، ألا يكفي بدون معمودية ؟! ،
هذه أبرز اعتراضات البروتستانت ،
لكن صديقي القارئ الكريم والعزيز عليك أن تعرف أن تحرر البروتستانت من أي سلطان كهنوت بشري وتسلط ، والاكتفاء بما ورد في الكتاب المقدس هو الذي جعل كثيرا من الاختلافات بينهم وبين الأرثوذكس كبيرة وعميقة ، وبالقطع ليس عندهم تقاليد كنسية ولا يعتقدون بالأيقونات وطقوسها والمذبح وغير ذلك مما يعد ركائز في عقيدة الأرثوذكس ، بل لاحظنا بالأمس اختلافهم في عدد أسفار الكتاب المقدس نفسه ،
وباعتقادي ياسادة أننا في الشرق بحاجة لثورة حقيقية بروتستانتية ، وبحاجة لأبطال مسيحيين على غرار البطل العظيم مارتن لوثر محرر أوروبا ومخلصها من ظلام وتسلط الكنيسة ، وتتواكب مع مطالبنا بمرجعية إسلامية معتدلة تتعايش مع الجميع وتتعاون بإنجسام تام ومرن مع العلمانيين والليبراليين الحقيقيين ،
لكن من الإنصاف أن نبين وبصدق أمرا مهما وهو : أن الكاثوليك في الشرق أبدوا تعاونا منقطع النظير ،
وأن العقبة تكمن في الكنيسة الأرثوذكسية فحسب.
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟