أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حمزة رستناوي - الحيوية الإسلامية و البحث عن إمام















المزيد.....

الحيوية الإسلامية و البحث عن إمام


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 1336 - 2005 / 10 / 3 - 10:45
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يبدأ الدكتور رائق النقري كتابه "فقه المصالح" بعاصفة ذهنية, يفاجئنا بسؤال"تحدي" ما هي الكلمة التي تشمل كل ما عداها؟؟
بعد اقتراح عدد من الإجابات و نفيها ,يتوصل النقري إلى الجواب "اللغز" ألا و هو كلمة "الشكل"
"فكل شيء شكل ,و كل تعبير هو طريقة تشكل"
يسعى النقري بعد ذلك في كتابه هذا "فقه المصالح" بل بقية كتبه الأخرى إلى توظيف مقولة الشكل معرفيا و سياسيا و عمليا و نظريا و تقنيا حيث أن الشكل "يعطي إمكانيات مباشرة لفهم الكون , و التحكم به بوصفه أشكالا و تشكيلات تشمل تنوع الكون و انعدامه أيضا"
-لا يطرح النقري فلسفته القائمة على الشكل كأيقونة نهائية بديلة لما سبق ,بل يسعى لتطوير مقولة الشكل وفق مشروعية الاختلاف و النسبية الحيوية "فلكل كينونة ظروف و أبعاد تشكل كثيرة؟! و لذالك فإن احتمالات تشكلها مختلفة, فإذا هي احتمالية تشكُّل " و بما أنها احتمالية فهي نسبية
عنوان الكتاب "فقه المصالح" جدير بالوقوف ,حيث أن كلمة فقه ذات سمعة سيئة عند المثقف العربي الحديث ,باعتبارها مفردة تنتمي إلى الحقل الديني ,و كل ما يعنيه ذلك من حمولة تاريخية و أفكار مسبقة .
النقري يذكرنا بمفهوم الإمام الشاطبي للفقه في كتابه الموافقات على اعتبار الفقه هو:استجلاء المصلحة من مقاصد الشريعة , وأركز هنا على كلمة مقاصد الشريعة ,وليس استجلاء المصلحة من النصوص الشرعية ,فالنقري لا يسقط النصوص الشرعية بل يستفيد من الإمكانيات الايجابية " المصلحية " لهذه النصوص ,غير أن ذلك يضعه على أرضية مشتركة مع الأصوليين ,ذلك أن النصوص القرآنية و النبوية و الإخبارية مرجعية عليا تتجاوز التاريخ و الشرط و الواقع المعاش من وجهة نظرهم ,و إنَّ مجرد إدخال النصوص المقدسة في نظرية معرفية ,سوف يعرقل بناء هذه المنظومة المعرفية , و يدخلها في صراع عقيم إلغائي مع هذه القوى العنصرية الممسكة بزمام الحقيقة.
إن المنظومة الحيوية التي يقول بها النقري تنتمي إلى الإسلام الحضاري بصفته مكوِّنا أساسيا في هوية الجماعة القارئة الحضارية , ولا تنتمي إلى الإسلام وفق الشرط الإيماني المدشَّن , النهائي
رغم أنَّ النقري يقف على ذات المكان المُسْتملك من قبل الأصوليين ,إلا أنه يسعى للتخلص من هذه "الورطة " عن طريق تقنية منطقية هندسية معرفية مبتكرة يدعوها "مربع المصالح " القائم على " العزلة – التعاون – الصراع – التوحيد "
يطرح النقري فقه المصالح كتجاوز للفقه الموروث عن عهود الانحطاط بكونه فقها يقوم على العنصرية الأقوامية أو الطائفية أو اللغوية , بينما المطلوب بلورة فقه مصالح التوحيد الحيوي لتحيد الأصنام الموروثة عن عهود الانحطاط ,و المصالح وفق النقري " ليست مادية فقط بل متنوعة ,و الإسلام يحرص على الحيوي منها " "و لكن هذه المصالح ,عندما تكون حيوية توحيدية , فإن الزهد فيها تخاذل , و المصالح ليست مادية فقط بل متنوعة " "يجب ألا نسأل عن مصلحة الله...بل عن مصلحة البشر , و إذا كان لله مصلحة , فهي كما وصفتها كل الأديان , تتمثل بالخلق و الحياة و العطاء و ديمومة الوجود الحي "
إن الحيوية الإسلامية و فق النقري " ليست مذهبا جديدا , وليست موضوعا للإيمان , بل هي للمشاركة و الممارسة العملية لأصالة التراث الحضاري الإسلامي بوصفه ممثلا في أهدافه لكل التراث الحيوي الموجود في الأديان و الحضارات الأخرى "
تعليقا على النص السابق :

أولا : لماذا يُلحق النقري القيم الأخلاقية " المصلحية " التي تقوم عليها فلسفته بالإسلام , أليست قيما إنسانية بامتياز عبر دينية و عبر قومية ؟!..أم هي مصلحة ؟!
ثانيا : إذا لم تكن الحيوية الإسلامية مذهبا جديدا ,فماذا تكون ؟!
ألم يقل النبي محمد أن الإسلام ليس دينا جديدا , فالإسلام دين كل الأنبياء السابقين , فالإسلام رسالة الله إلى البشر
ألم يقل ماركس إن النظرية الماركسية هي علم العلوم , وإنها تفسر تاريخ البشرية عبر صيرورة تطورية تمتد من المشاعية و ستستمر حتى انتصار البروليتاريا , و الحيوية الإسلامية تدخل في نفس السياق
ثالثا :في عصر سقوط الإيديولوجيات معرفيا على الأقل ، يقدم النقري " الايدولوجيا الحيوية " و تلك مغامرة ؟!
فالإيديولوجيا الحيوية في مأزق , كونها إيديولوجيا أولاً, و حيوية ثانيا , و إذا كانت الإيديولوجيا الماركسية قد سقطت سياسيا , و الإيديولوجيا الأصولية الإسلامية عادت إلينا من النافذة الخلفية ,باعتبارها إيديولوجيا مقاومة و هروب في مجتمع يعيش جنون العظمة
فأين تكون الإيديولوجيا الحيوية ؟!
و هل المجتمعات العربية الإسلامية بصيغتها الراهنة قادرة على استنبات هذا الجنين.
أشك في ذلك لسببين
أولا: لغياب الحامل السياسي ؟!
و ثانيا :لسيادة العقل الاستهلاكي التكنولوجي التلفزي عالميا
إن الطرح الذي يقدمه النقري يستلزم منه و يفرض عليه التحول إلى معادل سياسي قادر على وضع هذا الطرح في الإطار الوطني , و لإن كان النقري سبَّاقا إلى الدعوة إلى تغير النظام الشمولي في أواخر حكم الرئيس الأسد , دون استبدال رأس الهرم , فإنه و بعد مضي أكثر من خمس سنوات على ذلك , فقد شهدت الحياة السياسية السورية مستجدات يسَّرت الفعل السياسي ضمن هامش ما
المطلوب من الدكتور رائق النقري الواقف على مفترق طرق , إما أن يدخل العراك السياسي , أو يبقى مفكرا منظرا لمشروع تنويري معرفي .


- الامام الحيوي
حسب تعريف النقري للإمام الحيوي " هو إمامة حكم, وقيادة سلطة الأمة أو جزء منها إلى مستوى سياسي و اجتماعي أكثر توحيدا , و أكثر منعة, و أكثر تقدُّما بالمقارنة مع المستوى الذي بدأت به قبل استلامه السلطة "
و يذكُّرنا بثلاثة رجال استحقّوا صفة الإمام الحيوي – من وجهة نظره – هم :جمال عبد الناصر و الخميني و حافظ الأسد .
إن مقياس النقري هو المقارنة بين الوضع السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي قبل و بعد "الإمام "
النقري يقصد المستوى الظاهري للوضع,غير آخذ بالاعتبار الممارسات و الآليات المستخدمة بغية إنتاج هذا الوضع "الأكثر توحيدا و الأكثر منعة و الأكثر تقدما " و يبقى سؤال الأكثر إنسانية غائبا و مسكوتا عنه؟!
لا يمكن تقرير وضع مرحلة تاريخية ما ,إلا من خلال نظرة عمودية تسبر القاع الاجتماعي و الإمكانيات المستقبلية لهذا القاع , إنَّ الوحدة الوطنية ليست هدفا لذاتها , فالوحدة القائمة على الجور و التعسف و الفرز الطبقي والأثني ليست وحدة , و إن ارتدت لباسها و تغنت بشعاراتها , فإمكانيات الحراك السياسي الراهن ذات علاقة وطيدة بمنجزات الإمام الحيوي, ففي ظل غياب الحرية و الديمقراطية و الحد الأدنى من الرفاه الاقتصادي و الكرامة الإنسانية , ماذا يتبقى من الوحدة الوطنية ؟!
الإنجاز الحقيقي هو إنتاج الآليات المجتمعية القائمة على الشرعية العقدية , و تنمية ثقافة التسامح و حقوق المواطنة, بدلاً من ثقافة العنف , و عبادة الفرد و التعصب و المحسوبيات و الفساد المبرمج .
إذا كان باتريك سيل في كتابه " الأسد:الصراع على الشرق الأوسط "يركز على السياسة و يمسرحها لتشمل المسرح السوري بكل تفاصيله , آخذا بالظروف المخففة لعدم إكمال المشروع العصري للدولة , و معلقا على دحر الأخوان المسلمين و الصمود في وجه الهجمات الإسرائيلية و منافسيه العرب , فإن النقري في نموذجه
"للإمام الحيوي" حافظ الأسد يتقاطع مع باتريك سيل .
و أنتقل إلى "إمام حيويٍّ آخر" جمال عبد الناصر ,فهناك سؤال بسيط يفاجؤنا,
ماذا عن هزيمة حزيران ؟!
ألم تخسر جمهورية مصر العربية جزءا عزيزا من الأراضي الوطنية ؟!
و هل قام عبد الناصر و غيره بالعمل على آلية إنتاج المجتمع للسلطة ,بما يضمن استمرارية المشروع الحيوي بعد وفاة الإمام ؟
على كل حال سأترك الإجابة على هذه التساؤلات لتقارير التنمية البشرية و مكاتب الإحصاء و لمن أتُيح له من طوال العمر أن يقارن بين قبل و بعد , ثم لماذا لم يدخل النقري أنور السادات ضمن قائمة الأئمة الحيويين
ألم يحرر سيناء ,و يستعيد أراضي وطنية ؟!
ألم يزيد مساحة الحريات العامة مقارنة مع عبد الناصر ؟!
ألم يوحِّد عبد العزيز آل سعود معظم إمارات و قبائل الجزيرة العربية في دولة موحدة ؟!
ألم يشيِّد زايد أل نهيان أهم تجربة وحدوية عربية ما تزال قائمة من دون رعاية العسكر و أجهزة القمع ,
ألم يجعل الإمارات العربية المتحدة ملتقى للتجارة العالمية ,و قام بنهضة اقتصادية غير مسبوقة مقارنة بدول الجوار ؟!
ثم لماذا لا ندخل علي عبد الله صالح في قائمة الأئمة الحيويين
فالوضع قبل : يمنين متناحرين
و الوضع بعد :جمهورية يمنية موحدة ,
ألم يحقق سبقاً عربيَّاً بإعلانه ,عدم نيته في ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة - إن صدق و لم يفبرك مسرحية التوريث الكوميدية ؟!
صحيح أن سوريا لعبت دورا إقليميا أكبر من إمكانياتها الفعلية طيلة ثلاث عقود , و يسجل ذلك كنجاح و دهاء سياسي بلا ريب "السياسة من منظور محدد و ليس السياسة بصفتها وضع كل الوسائل المتاحة في خدمة الإنسان لحل مشاكل المجتمع و ذلك بأقل قدر ممكن من العنف" , و صحيح أن وقف الحرب الأهلية في لبنان هو نجاح بلا ريب ,و عدم توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل ينسجم مع خط الكرامة الوطنية , و لكن كل هذا لا يكفي , إذا أخذنا نظرية القاع الاجتماعي و الإمكانيات المستقبلية و الرهان الانساني بعين الاعتبار.
فقه المصالح – د. رائق النقري
دار الأمين للنشر- القاهرة
ط1 - 1999



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أنا مواطن على مذهب السلوكيين
- المستوطنون
- نحو لاهوت اسلامي جديد-الخروج من القوقعه-
- .سوريا:بين الديمقراطية و نظرية الفصوص
- بين ثقافة الوعظ و صدمة الواقع
- نظرية الحب والإتحاد في التصوف الاسلامي
- جرائم الشرف أم جرائم قلة الشرف
- غرباء في عقر دارنا
- لماذا أحتفل؟!
- أحاديث الرفاق
- أولاد الحداثة الجديدة في مضارب بني غبار
- أرغون و القراءة التاريخية للنص القرآني
- من سلطة العشيرة الى عشيرة السلطة
- الشيطان وطلب اللجوء السياسي
- تخلف دوت كوم
- الرجل القائد للجماعة و صلاة الجمعة
- خدمة بلا علم
- التيار الفلسفي في وحدة الوجود
- المعري وبيداغوجيا المريدين الفاشلين
- حقوق الانسان بين الفاعل والمفعول به


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حمزة رستناوي - الحيوية الإسلامية و البحث عن إمام