أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - عاطفة الموسيقى الأرمنية














المزيد.....

عاطفة الموسيقى الأرمنية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 11:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عاطفة الموسيقى الأرمنية


يقول واحد من المعلمين قي مدرستنا : الموسيقى والخبز من أب واحد.
يقول هذا وهو يحمل هاجس احبه دون ان ينتمي اليه بعرق ودين عندما هام عشقا في الموسيقى الأرمنية وكان من بين اشرطته معزوفات ارمنية رائعة تعزفها عازفة البيانو العراقية باتريس اوهنسيان الذي يقول عنها : أن تجلب اصابع باترييس الى بيت خميس البيت الاقرب لمدرستنا يعني انك تجلب مركبة فضاء من حدائق ناسا الى ليل القصب في أم شعثه . وربما بسبب هذا المعلم تعلقنا بتلك الرقصات المرحة للمكان ، وبتنا نعذره في قوله : أنه يحب كل شيء أرمني . بالرغم من أنه كان بسمرة للها ملامح افريقي بعيد واكتشفنا ذلك عندما عرفنا ان جداً بعيد له تزوج خادمة زنجية في بيتهم وكان هذا المعلم من نسلها ، فكنا نضحك ونتساءل أمامه : من الذي اتى بمقلاة الباذنجان الى صحن القيمر .؟
فيرد بتفاخر : عاطفة الموسيقى الارمنية.
تلك العاطفة سكنته في بحثه عن كل ما يهم الارمن وصار يحتفظ بأرشيف كبير عن وجودهم في العراق وتفاصيل ما تعرضوا له في زمن الدولة العثمانية وحتى عندما خدم في الجيش في معسكر خالد بمدينة كركوك كان جميع الجنود ينزلون في المساء الى سوق القورية في المدينة فيما يذهب هو ليتجول بين شوارع منطقة عرفه حيث اغلب سكانها من المسيح الكاثوليك والارمن ويقول :
يكفي ان اشم رائحة الشبوي والرازقي على اسيجة بيوت اصدقائي الارمن حتى اشعر بصدى الموسيقى الارمنية يملئ صدري.
ذات يوم وكان نسائم الليل تحرك على اطراف القصب شيء من برودة لذيذة تدفعنا لنسمع ونتأمل ومن فاض فيه الحلم يأخذ ورقة بيضاء ويكتب عليها ما تجود به الموسيقى الارمنية من حس يؤسطر لحظات بعيدة هناك في الجبال الارمنية حيث اعتاد ملوك سومر أن يجلبوا ساقيات خمور العنب من تلك الامكنة ، ويقال أن تموز أراد ان يغيض الالهة عشتار فأقترن بفتاة ارمنية ،عندما اقدمت عشتار على الانتحار بتمزيق شرايين يديها بشفرة حلاقة جولييت.
أنها قصة اسطرها ذلك المعلم بمزاجه وقد فاجأنا هذه الليلة بأنه جلب اغاني رومانسية بصوت المطرب شارل ازنافور. الذي كنا نقارن عذوبته بعذوبة صوت المطرب عبد الزهرة مناتي.
قلت له : اليوم مع ازنافور وقد ودعت موسيقاك الارمنية .
ضحك وقال : معلومة جديدة لك يا صديقي المطرب شارل ازنافور ارمنيا.
أصبت بالمفاجأة عندما عرفت أن صوت ليل باريس الساحر ارمينيا . وقلت :إذن علينا أن لا نستغرب أن يكون الروائي التركي يشار كمال من الجبايش.؟
قال :للترك مع الأرمن محنة تأريخ ومذابح.
قلت : وفي العراق لهم مثل هذا التأريخ وربما لأجل هذا أنت تعطف عليهم.
قال :كلا بل لأجل هذا اشعر ان الموسيقى الأرمنية تحكي عن أساطير لأرواحنا في فرح خفي وليس كما موسيقى اساطيرنا مكبوتة بالحزن دائما.
والآن أطل من النافذة على نافذة جاري الارمني الذي يقابل بيتي فأمد خيط وصل من أجفانه الى أجفان صديقي هناك ...
الذي حتما بالرغم من عمره الذي بلغ السبعين الان حين سمع ان السفر الى ارمينا صار للعراقيين بدون فيزا سيكون أول المسافرين اليها.............!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمصان الخريط
- حفاةٌ يعلمون الرواة
- أغاني الغربة
- لا صابئة في دهلران
- جنوب حسين عبد اللطيف
- البعير يستجير بجاموسة
- الجسد المغطى بالقيمر
- دِيكُ المُشرفُ التَربويُ
- ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ
- حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم
- عربة فضاء ( دَكْ ) النجف
- قبر عقيل علي
- مشاتي بلاد شغاتي
- صحون القيمر الطائرة
- حقول الرز وحقول الألغام
- أيوب الرابع
- فاتن وحمامة الألاج
- معدان الحلم الماركسي
- فنتازيات محسن الخفاجي
- الرفش يأكل القش


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - عاطفة الموسيقى الأرمنية