|
الغابة السوداء والديانة الإسلاموية
ياسين المصري
الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 03:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما يتوفر لدي المرء قدرٌ كافٍ من الشجاعة والعقل كي يدلف مرة واحدة وبحيادية إلى الإسلامويات ويقرأ منها بعض الشيء، سواء كان في القرآن أو في كتب التراث بشتى ألوانها، وهي كالغابة السوداء (في جنوب غرب ألمانيا) ، فسوف يكتشف على الفور كمًا هائلًا من الهزيانات والهلوسات التي لا طاقة له بها، وقد يعتريه الضجر وربما الاشمئزاز، ويجد نفسه أمام مجموعة من التساؤلات التي تتبادر إلى ذهنه منها على سبيل المثال : لماذ يتمسك المتأسلمون بهذه الهزيانات والهلوسات ويصرون عليها بعنف ويدافعون عنها باستماتة، خاصة أولئك الذين يحظون بمعرفة لغوية ودراية علمية وأيضا مكانة اجتماعية، وربما كذلك بمقدرة على استعمال عقله وفهم الغرض من ورائها ؟ لماذا يوجد أشخاص بل أمم كاملة بمثل هذه البلادة والتلامة والإصرار الغبي على أشياء لا إنسانية، يندى لها جبين الداني والقاصي في كافة بقاع الأرض، بل ويدافعون عنها حتى الموت؟؟!! لماذا لا يعترفون بأن نبيهم كان صعلوكًا قاتلا وزانيًا، تحالف مع عتاة المجرمين من صعاليك يثرِب وتهامة، وجمعهم حوله بهدف قطع الطرق على القوافل التجارية والغزو والقتل والسلب والنهب ونكاح السبايا كملكات يمين ...... إلخ، ومع ذلك يُعَدُّ في نظرهم أفضل الخلق أجمعين !!!. وسوف نعرف فيما بعد أنه - بلا أدنى شك - أفضل الخلق أجمعين، لذلك تظهر من وقت لآخر مجموعات إرهابية تجسد شخصيته تأسِّيًا به وسيرًا على نهجه بكل دقة، فدواعش اليوم ليسوا أول هذه المجموعات ولا آخرها. لماذا لا يقرون صراحة بأن واقع المجتمع البدوي الصحراوي الذي نبعت منه الفكرة الإسلاموية كان وما زال مجتمعًا منحلًا أخلاقيًا ومختلًا سلوكيًا، وأن الفكرة ما كانت لتولد في مجتمع غيره على الإطلاق، ثم تبناه مجموعة من المرتزقة والدجالين في المجتمعات المهزومة (خاصة في بلاد الفرس) ، فعملوا على توافقها وانسجامها مع واقع البدو العربان المنتصرين. لماذا لا يقتنعون بأن كل ما جاء في سيرة نبيهم وتاريخ ديانتهم مجرد هراء ملفَّق، ينم عن عقلية جرداء ونفوس مريضة. مثلا، عندما تقول أمُّهُ آمِنة (المزعومة) بأنها لم تَر في حياتها حمْلًا أخف من حمْلها به، فإن ذلك يعني أنها حملت بغيره من قبل ، فلماذا يصر المتأسلمون على أنه مقطوع من شجرة. وعندما تقول زوجته الأثيرة عائشة لمن حولها - بعد موته - إنه كان أكثركم امتلاكا لإربه (قضيبه)، بمعنى أنه كان أكثرهم تحكما في شهوته الجنسية، فإنها تشير بذلك صراحة إلى أنها شهدت شهوات الآخرين إلى جانب شهوته ، ومن ثم قارنت بينهما؟!!! . وعندما يقول أحد الصحابة الشبان إنه سوف ينكح عائشة بعد موت النبي، فلماذا لا يكون قد نكحها بالفعل ، خاصة وأنه كان على رأس الداعمين لها بقوة في مغامراتها السياسية بعد موت بعلها، ولمدة تزيد على 25 عام ، حتى سقط قتيلا في موقعة الجمل ؟؟ ولماذا لا تكون أمُّ المؤمنين هذه زانية ، بل وأمُّ الزناة والزانيات بالفعل، خاصة وأن بعلها مات وهي في بداية ريعان شبابها )كان عمرها 18 أو 20 عاما(؟؟، وكان كل من يرغب بالدخول عليها من شباب البدو العربان تحيله إلى الرضاعة من أخواتها .... لسبب لابد وأن تضحك من غبائه الأبالسة والكلاب الضالة في شوارع بكة وحواريها، دون أن نعرف لماذا لم ترضعهم هي بنفسها، أليست هي أمهم، أم أنهم لم يكونوا مؤمنين؟؟ ودون أن نعرف أيضا ماذا كانوا يفعلون في الخلوة معها؟؟!! وهل لأن المتأسلمين يعرفون ما كانوا يفعلونه معا، يخافون من اختلاء الرجل بالمرأة كيلا يكون الشيطان ثالثهما ؟؟!! بل وماذا كان يفعل معها ذلك الشاب الذي ضبطه بعلها المهيب في خلوة معها فقالت له إنه أخوها من الرضاعة فاكتفى البعل الصنديد بتعليق ساذج قائلا: إن الرضاعة من المجاعة !!! ولماذا يتم التعتيم على تعمدها (للمرة الثانية)، وأأكد على تعمدها، أن تتخلف عن ركب قافلة لقطع الطريق على بني المصطلق كي تقضي ليلة بألوان الطيف مع الشاب الوسيم صفوان بن المعطل فيما يعرف في الغابة السوداء بـ"حديث أو قصة الإفك" ؟؟؟ ومع أنني - بأمر العقل - لست شيعيّا ولن أكون شيعيّا في يوم ما، فلماذا لا يكون المتأسلمون الشيعة على حق في اتهامهم إياها بالزنا ، وهل هناك دخان من غير نار إلا في عقول البلهاء والسذج والمرتزقة المخادعين ؟؟ أشياء كثيرة وكثيرة جدا تملأ الغابة السوداء .... وهنا يأتي المرء إلى الأهم، وهو لماذا لم يتطرق - حتى الآن - علماء النفس وعلماء الاجتماع وكل من لديهم علم مفيد حقيقةً ويمكن أن يخدم به هذه الأمة المنحوسة بدينها منذ ما يقرب من 1500 عام، للبحث في هذه الأمور وغيرها، ومحاولة تفكيك الغابة السوداء وتنوير العقول الجرداء وهداية النفوس الحمقاء؟!! من ناحيتي، أرى: أن جميع رجال الديانة الإسلاموية المحترفين والهواة، بل جميع المتأسلمين الحقيقيِّين، حيث يتواجدون في أي مكان من العالم، يَرَوْن أنفسهم على أنها هي نفس نبي الأسلمة المدعو " محمد "، ويرون أن على أنفسهم أن تقتدي بسلوكه الإيجابي إن وجد أو تمت فبركته، وبسلوكه السلبي على طول الخط. ليس لأن القرآن يأمرهم بذلك، بل لأن سلوكه، وهذا هو الأهم، يشبع لديهم شيئا ما لا يمكنهم إشباعه في العلن، أو بضمير مستريح في الخفاء. رجل الدين يرى في نفسه أنه محمدٌ بالفعل، يفعل بالضبط ما فعله وعلى الآخرين السمع والطاعة، والمتأسلم يرى في نفسِهِ الشيء نَفْسَهُ مع السمع والطاعة. عملية تذويت للذات المحمدية في ذوات أتباعه. هذا التذويت يعمل على إزالة أية عوائق قد تكون في أنفسهم ويهدم التوبوهات الاجتماعية أمام وجودهم الإنساني، ويريح ضمائرهم من الحياة والحياء معا. إن الذات المحمدية المدعومة بذات إلهية مصطنعة هي الصنم الأكبر في حياة المتأسلمين جميعًا على حد سواء، لذلك لابد أن يستميتوا في الدفاع عن صنمهم لأنهم يجدون فيه ذاتَهم. وهذه خاصية ليس لها مثيل في الوقت الحاضر لدي أتباع الديانات الأخرى، سواء تلك التي تنسب إلى السماء أو تلك التي تلتصق بالأرض. أما المتأسلمون الغير حقيقيين فهم إما أنهم مخدوعون، لا شيئا مما تحتويه الغابة الإسلاموية السواء، ويلتزمون بديانتهم الإسلاموية الخاصة بهم، وإما أنهم يعرفون حقيقة ما يكمن في الغابة السوداء ويرفضون العمل به، خوفا من العقاب القانوني أو لأن طبيعتهم الإنسانية لا تطاوعهم على ذلك، ومن ثم يلتزمون قدر استطاعتهم بمكارم الأخلاق الملفقة لنبيهم، ويكتفون بآداء الفرائض الإسلاموية على أمل دخول جنة العربان، هؤلاء يعتبرون المحتوى الحقيقي للغابة الإسلاموية السوداء رصيدًا جيدًا يلجأون إليه عند الضرورات التي تبيح المحظورات. فهم لا يستنكرون شيئا من السلوك الحقير والمشين لنبيهم، وإن كانوا لا يلتزمون به في حياتهم. فعملية التذويت بين ذواتهم والذات المحمدية لم تكتمل، ومن ثم يقفون على قارعة الطريق يتفرجون ويتندرون ويمطون شفاههم، أو أنهم في مفترقه، ليقرروا في وقت ما الخروج من دين الله أفواجا.
#ياسين_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة والهوس الجنسي عند المتأسلمين
-
العميان الذين لا يَرَوْن من الغربال!
-
المد -الشيزوفرينيي- بين العربان والمتأسلمين
-
الذكاء الشعبي و - ...... !!! -
-
الدواعش والجدار الفولاذي
-
الإنسان بين الخير والشر
-
إذا كان الله موجودا !
-
القتل الإسلاموي بالنيابة
-
ما بعد الهجوم ومصير المتأسلمين في أوروبا
-
الإسلام والإنتقام
-
أديان معلقة بالسماء
-
المقدمة : رسالة إلى القارئ المتأسلم
-
إنفعالات - 6 - ماذا يجري في الشرق االأوسط
-
إنفعالات - 7 - حسني مبارك وبراءته
-
إنفعالات - 6 - ماذا يجري في الشرق الأوسط؟
-
إنفعالات - 6 -
-
إنفعالات - 5 -
-
إنفعالات -4-
-
إنفعالات -3-
-
إنفعالات -2-
المزيد.....
-
خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب
...
-
قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية
...
-
من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس
...
-
الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي
...
-
بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب
...
-
مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
-
التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج
...
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|