أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسين علي غالب - شروط نجاح دور القطاع الخاص في العراق














المزيد.....

شروط نجاح دور القطاع الخاص في العراق


حسين علي غالب

الحوار المتمدن-العدد: 1336 - 2005 / 10 / 3 - 10:37
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


شروط نجاح دور القطاع الخاص في العراق
تتزايد المؤشرات الصادرة في وطننا و التي تفيد بوجود توجهات حكومية
جيدة و مقبولة بعض الشيء لتفعيل دور القطاع الخاص في وطننا
الحبيب و إعطائه دورا أكبر و توسيع دائرة أنشطته للتعويض عن دور
الدولة التي تقلص إلى حد كبير بسبب الأحداث التي مرت
بها وطننا و شعبنا و نقص الموارد و على الرغم من أن
هذه الأنباء قد أصبحت بندا ثابتا تحملها وسائل الإعلام باستمرار
إلا أننا نجد أن تجارب القطاع الخاص العراق معها ضعيف
للغاية و السبب الرئيسي يعود لانعدام الثقة بالدولة لأن القطاع الخاص
ارتسمت لديه صورة معينة بسبب النظام السابق و في الواقع
فأن مثل هذا الأمر ليس بالجديد فلقد بدأت منذ مطلع
الثمانينات و مع اشتداد وطأة الحرب العراقية الإيرانية و ما خلفته من دمار
اقتصادي واسع و هناك اقتناع على نطاق كبير بأن هذه التوجهات
الحكومية لا تظهر إلا خلال الأزمات و هي تعبير عنها أكثر من
كونها تعبيرا عن نظرة لدور هذا القطاع أنني أعتقد أن
هناك بعض الشروط الهامة التي لابد من توفرها إذا ما أريد
حقا للقطاع العراقي الخاص أن يمارس دوره بفعالية و كفاءة و هذه
الشروط يمكن إيجازها كالتالي أولا توفر الاستقرار السياسي فبدون هذا
الاستقرار لا يمكن للنشاط الاقتصادي و التجاري أن يزدهر كما لا يمكن لأصحاب
رؤوس الأموال حتى و لو كانت متواضعة أن يغامروا بالاستثمار فالاستقرار
السياسي هو البيئة التي لابد من توفرها لضمان مشاركة رأس
المال الخاص بصورة فاعلة و دونما إحجام أو تردد الشرط الثاني
هو الاستقرار التشريعي المنفتح ذلك لأن التشريعات و القوانين هي القواعد
المنظمة للنشاط التجاري بمختلف أنواعه و في ظل تذبذب و اهتزاز التشريعات
يرتبك الأداء ولا يستطيع المستثمر تقرير خطواته ولا تقدير نتائج عمله فما
هو مباح اليوم قد يصبح محظورا في الغد أو قد
يحدث العكس و هكذا لا يمكن ضمان بيئة مناسبة للأعمال أن تجارب
الدول المتقدمة و المزدهرة تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الاستقرار
التشريعي فيها من أهم عوامل ازدهاره و نأتي الآن للشرط الثالث
وهو تقلص ظواهر الفساد و المحسوبية و الحزبية و منع تأثيرها حيث هذه
الظواهر موجودة و واضحة للعيان و قد كشفتها مختلف وسائل الإعلام العراقية
و بعض نواب الجمعية الوطنية و مفوضية النزاهة العراقية حيث أن هذه
الظواهر منتشرة بدرجة كبيرة ما بين دول العالم إلا أن
نسبتها تتفاوت بصورة كبيرة ما بين دولة و أخرى ففي حين نجد
تأثيرها السلبي البالغ في أقطار معينة نجد تضاؤلها و انعدام تأثيرها
في دول متقدمة أخرى و أن التجربة العراقية في السنوات الأخيرة
تؤشر إلى اتساع ظواهر الفساد بصورة خطيرة مما يجعل من
الصعب ممارسة أي نشاط تجاري سليم في ظل هذه الأجواء
الشرط الرابع وجود نظرة تفضيلية واضحة و مستقرة لدور القطاع الخاص
و مساهمته من حيث حدود هذا الدور و طبيعته و آفاقه و المجالات التي
يفترض أن يمارس نشاطه فيها و رغم أن مثل هذه النظرة
قد تخضع لبعض التعديل و التحوير طبقا لأوضاع البلد و تطوراته إلا
أن التغيير و التقلب المستمر و حدوث هزات مفاجئة في توجهات الدولة
ينعكس سلبا على النشاط الاقتصادي خاصة وجود المؤسسات و البنى التحتية
و الهياكل التي تتيح لهذا القطاع النجاح في أداء دوره و في
الحقبة الحالية يبرز دور الاتصالات بشكل خاص و يتعاظم دورها إلا
أن دور المؤسسات و الهياكل الأخرى يمكن أن ترفد النشاط التجاري
بدفعة قوية خصوصا في ظل أجواء العولمة و الترابط بين جميع
دول العالم و ازدياد حركة التجارة الدولية و نمو استخدام الوسائط الحديثة
في التجارة أن الناظر في هذه الشروط يرى بوضوح أنها
غير متوفرة في ظل الأوضاع الراهنة بالعراق و لذلك لا نتوقع أن
تحقق جهود الدولة نجاحا يذكر في مجال دفع القطاع الخاص
لزيادة فعالياته و أنشطته و من جانب أخر علينا أن نقر بأن
تجربة القطاع الخاص في مرحلة النظام السابق قد أعطت شهادة
نجاح و تفوق للتاجر العراق رغم كل الظروف الصعبة المحيطة بعمله
و لقد أثبتت هذه السنوات خطأ النظرية التي تزعم بأن العراقيين
ليسوا تجارا و أن صفاتهم الفطرية لا تجعل منهم تجارا ناجحين فقد
استطاع التجار العراقيون و القطاع الخاص بشكل عام في وطننا من
ابتكار وسائل جديدة للعمل في أجواء سياسية و الاقتصادية بالغة الصعوبة و
الخطورة أن صح التعبير و نجحوا في الحصول على أصناف البضائع
من مختلف المنشئ بأرخص الأسعار و لقد كان بمقدور القطاع الخاص
في العراق أن كان تجاريا أو صناعيا أو زراعيا أو
خدميا أن يقلص من معاناة المواطن العراق لو أتيح له
أن يعمل وفق رؤية متكاملة تطلق إبداعاته و توسع نشاطاتها رؤية
ترسي الدولة مقوماتها و توفر كل مستلزمات نجاحها غير أن ذلك
لم يحدث فيما فضل شطر كبير من أصحاب المبادرات التجارية
الهرب بأموالهم إلى خارج وطننا الحبيب و ممارسة أنشطتهم التجارية و اقتنع
عددا أخر بالصمود و البقاء و القبول بما تجود به الدولة من
هامش متواضع لا يتيح لها إلا تحقيق الأرباح الشحيحة و في ظل
نسبة مخاطرة عالية



#حسين_علي_غالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطالة..إحصائيات مغلوطة و سياسات عاجزة
- البندقية - قصة قصيرة
- علبة سجائر - قصة قصيرة
- لا تضيعوا جهدكم و وقتكم مع البعثيين
- الحدود ليست معبرا لدخول الإرهابيين فقط
- الجهات العراقية و معادلة التغيير
- التهديد أسلوب الضعفاء
- أهم شيء لمعالجة المشكلة هو الاعتراف بها
- المرض الخبيث - قصة قصيرة
- القضاء على الإرهاب في العراق مسألة دولية
- الدستور ليس كتابا سماويا
- أفكار يجب أن تمحى
- الخصخصة حل متواضع لسوء الخدمات
- ما هو الوجه الاقتصادي للعراق
- لماذا لا نتعلم من أخطاءنا
- أمرين لا ثالث لهما هما سبب كل مصائبنا
- الطريق إلى الثورة الرقمية
- من قال أن العراق تحرر فهو خاطئ
- الفيدرالية و ارتباطها بالخدمات و إعادة الاعمار
- رفض الإرهاب يجب أن يكون رفض شمولي


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي: وضع اقتصادي -صعب- في حيفا جراء صواريخ حزب ال ...
- مونشنغلادباخ وماينز يتألقان في البوندسليغا ويشعلان المنافسة ...
- وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد ...
- الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال ...
- العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال ...
- تبون يصدّق على أكبر موازنة في تاريخ الجزائر
- لماذا تحقق التجارة بين تركيا والدول العربية أرقاما قياسية؟
- أردوغان: نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا
- قطر للطاقة تستحوذ على حصتي استكشاف جديدتين قبالة سواحل ناميب ...
- انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائ ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسين علي غالب - شروط نجاح دور القطاع الخاص في العراق