أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - إلى عيد الإستقلال المنسف ..مبعث كرامة وليس ملء معدة














المزيد.....

إلى عيد الإستقلال المنسف ..مبعث كرامة وليس ملء معدة


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى عيد الإستقلال

كثيرون هم الذين يظنون أن المنسف ، المكون من الرز واللحم المطبوخ باللبن ، وعليه بعض الصنوبر أو اللوز ، هو عبارة عن وجبة دسمة لها عدة وظائف أولها ، إظهار كرم من يولم ، والثانية هي سد جوع من يقبل الدعوة ، في حال كان المنسف جماعيا كما نشاهد، حيث يأتي البعض وقد إمتنع عن الطعام ربما ليومين ، بحجة أنه سيتناول منسفا غنيا باللحم ، والبعض يحبذ اللحم البلدي .
هذا هو مفهوم الغالبية المغلوط عن المنسف ، الذين رأوا فيه وجاهة وسد رمق ، مع أن المنسف - وإن إشتمل على ذلك كتحصيل حاصل - بعيد عن ذلك تماما ، فهو في وظيفته الرئيسية والأولى التي إخترع من أجلها ، كان مبعث كرامة وعزة وشموخ وسؤدد ، وليس تخمة و"خنفرة " عند تناوله ، كدليل على شهوته .
وبطبيعة الحال فإن لنا ملاحظات على ولائم المنسف الجماعية ، وهي كمية الدسم المهولة فيه ، لطبخه بالسمن البلدي ، وعدم إزالة الشحوم والدهون عن اللحم قبل طبخه ، وكذلك مصير المتبقي منه ، وخاصة عند الولائم الجمعية كالأفراح والأتراح والعزائم المعتادة ، لكن وعي الناس هذه الأيام بمخاطر السمنة ، وظهور ما يطلق عليها بنوك الطعام التي تتولى أمر المتبقي من المناسف ، قد حلا هاتين المشكلتين.
لكن ما هو أهم من كل هذه القضايا مجتمعة ، رغم أهميتها ، هو من أين جاءت كلمة منسف ومن الذي إخترعها ولماذا؟
وجزاه الله عنا كل خير ، فإن البروفيسور العلامة في التاريخ والأدب أ.د.يحيى العبابنة ، كشف لنا السر في روايته "قربان مؤاب " ، وهو أن المنسف مبعث كرامة وعزة وسؤدد وفخر ، وليس ملء معدة .
تقول الرواية أن هذه الأكلة الشعبية العربية المؤابية بمخرجاتها ، مزجت بين القرار السياسي الصائب الحكيم ، وبين الإستجابة الشعبية ، حيث ورد في الإصحاح 17 تحريما قاطعا لطهي اللحم باللبن عند يهود ، كما قال الملك العربي المؤابي ميشع ، بطل أول معركة عربية ضد العبرانيين اليهود في التاريخ ، والذي كان صاحب مملكة مؤاب من نهر الزرقاء حتى الحجاز وغربي النهر وشرقيه ، وكان يديرها من مكان قلعة الكرك حاليا .
الأمر برمت هو أن يهود العبرانيين ، كما هو حال يهود بحر الخزر الحاليين ، تمادوا في الإعتداءات على مملكة مؤاب ونهب ممتلكات مواطنيها ، ولكن كرامة الملك ميشع ملك مؤاب ، لم تسمح له غض الطرف أو السكوت عن إهانة ملكه وإلحاق الأذى بشعبه ، ولكنه وقبل إتخاذ قراره السليم ، عمل على تأمين وتحصين جبهته الداخلية ، لضمان تحقيق النصر على أعدائه في الجبهة الخارجية وهكذا كان .
طلب الملك ميشع من شعبه المؤابي طهي اللحم باللبن في يوم معين ، ليتأكد من عداء شعبه للعبرانيين وولائهم له ، وعندما قدمت له أجهزة إستخباراته المنتشرة في أطراف مملكته ، تقارير تفيد بإلتزام شعبه المؤابي بالتعليمات ، وقيامهم بمخالفة عقيدة العبرانيين وطبخهم اللحم باللبن ، أيقن أن الوقت قد حان لنسف كل عهوده مع العبرانيين الذين لم يحترموها هم انفسهم ، شأنهم شأن يهود "مستعمرة " إسرائيل الخزرية في فلسطين المحتلة ، التي لم تحترم ما وقعت عليه مع م.ت.ف والأردن الرسمي ، وأطلق على هذه الأكلة إسم المنسف .
أما الخطوة الحاسمة الثانية التي أقدم عليها الملك ميشع ، فهي إعلان الحرب على العبرانيين وإلحاق الهزيمة بهم ، وتحقيق النصر المؤزر عليهم ، وقد قضى الكثير من الشباب المؤابي في تلك المعركة ، كان في مقدمتهم نجل الملك ميشع ، الذي قضى على أسوار الكرك "مؤاب آنذاك" ، بعد معركة طاحنة مع العبرانيين ، إنتصروا فيها وفرحوا وأكلوا لحم خرافهم مطهوة باللبن الجميد ، وكانت هذه المعركة هي أول معركة ينتصر فيها العرب على العبرانيين ، فهل نطمح لمعركة ثانية؟؟



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش في العراق ..لعبة القط والفأر
- داعش ..حزب الله وحماس النهايات المحتومة
- سيل من الذكريات ..الراحل الصديق علي علّان
- اللاجئون السوريون ..المكون الرئيسي الثالث في الأردن
- أبعد من الوقاحة
- التلمودي كيسنجر ..يهوه الجديد
- كسر الصمت
- أولاند الساحر
- متلازمة البوط
- الخوارج الجدد داعش ..بديل شركة المرتزقة الأمريكية البلاك ووت ...
- أمريكا تورط السعودية في اليمن ومع إيران
- الإخوان المسلمون في الأردن ..الفرز الإقليمي
- اليمن تدفع ثمن أخطائها وأخطاء الآخرين
- في ندوة للمركز العربي بالدوحة : باحثون يؤكدون أن العمليات ال ...
- العربية لحماية الطبيعة ..الأردن وفلسطين النماء والإنتماء
- عاصفة الحزم..الستارة لما تسدل بعد
- إطمئنوا ..الأمور تسير حسب المخطط المرسوم
- الإعلام الأردني ..لا عزاء للسحيجة
- داعش يكشف صهيونيته في مخيم اليرموك
- ويل للعرب من شر قد إقترب ...الإندثار


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - إلى عيد الإستقلال المنسف ..مبعث كرامة وليس ملء معدة