كوسلا ابشن
الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 23:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المغربة امتداد لعمقها الحضاري العربي الاسلامي ) )
الخطاب السلفي - الحداثي يعيد نفسه في شكله الرجعي التحريضي كلما اوشك على الانهيار والانبعاث بكل مساويه الفكرية والمادية المرتبطة بالانظمة الاستعمارية في زمانها ومكانها .
الفئة الاوليغارشية المخزنية وفئة موظفي الادارة الكولونيالية الفرنسية المشكلة للكتلة العروبية العرقية - السلفية اصطدمت بالتطور التقني والعلمي والتدبير المؤسساتي والتنظيم العسكري لنظام الحماية الفرنسي وسعت بوعي بالاندماج في هذه الثقافة المتقدمة دون التخلي عن ثقافتها الدينية الرجعية التقليدية المشرعة لوجودها, هذه الازدواجية بين التخلف والتقدم كان يرمي الى خلق فكر توفيقي بين السلفية والحداثة , من جهة للاستفادة بالنهضة الفكرية و التقنية الغربية ومن جهة اخرى للحفاظ على اداتها الايديولوجية الاستلابية والتنويمية , وحدة الاضداد هذه كانت مرجعية الحركة الخيانية العرقية في التعامل مع الشعب المحلي مثل استعمالها الظهير الكولونيالي الفرنسي ( الظهير المنظم لسير العدالة بالقبائل ذات الاعراف الامازيغية ) الصادر في 16 ماي 1930 او ما سمته الحركة الخيانية العرقية ب ّ الظهير البربري ّ لاذكاء النعرة الدينية في اوساط الشعب الامازيغي لضرب شرعية المقاومة الامازيغية وليس لنبذ التفرقة كما ادعت , ومن جهة ثانية تعاملها مع دولة الحماية , بنهجها الخياني العرقي المعروف عنها منذ بداية استقدامها الحماية الغربية , ومن المفروض والمعروف عند السلفية , فرنسا هي دولة كافرة فكيف يطلب منها حماية جماعة محمد و(دين الحق ) و مطالبتها بالمساعدة التدريبية والتعليمية والادارية والسياسية وكذا ادماج العنصر العروبي في المؤسسات الكولونيالية وهذه كانت لائحة المطالب المقدمة لسلطة الحماية من طرف الحركة الخيانية العرقية التي دخلت القاموس السياسي الكولونيالي بمطالب ((( الحركة الوطنية ))) لربطها بالوطن وربط المقاومة المسلحة الامازيغية بالخيانة لكن خيانة من ؟؟؟؟؟ , الا ان الحداثة لدى الكتلة بقيت على المستوى الشعاروالتجريد دون الممارسة الواقعية الا في بعدها الاستهلاكي وهذا تجلى بشكل واضح في مرحلة ما بعد الحماية و وراثة سلطة الاحتلال , طبعا بعد القضاء على المقاومة المسلحة الامازيغية كما خططت لها وثيقة الحماية وبعملية تغيير الادوار بدأت معانات الشعب الامازيغي مع احتلال جديد اكثر وحشية واضطهاد بمرجعيته السلفية الارهابية وتوجهاتها العرقية بارساء قواعد نظام ابارتهايد بتقسيماته الترابية ( المغرب النافع والمغرب غير النافع ) ومميزاته العرقية بسيطرة العرق العروبي الاستطاني على العرق الامازيغي المحلي بهدف الاضطهاد المنظم الابادة العرقية والاقصاء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والحرمان الحقوقي الجماعي والفردي وبالتالي ابارتهايد يقصي ويبيد كل ما يرتبط بالشعب الامازيغي حتى القليل ما كان سائد في فترة الحماية الفرنسية مثل كوليج ازرو للدراسة الامازيغية اغلقته الحركة الخيانية العرقية وارجاع المجتمع الامازيغي الى فترة العصور الغزوات العروبية وما مورس من اضطهاد عرقي واستبداد وسيادة الايديولوجية العرقية الاستلابية والظلامية .
انهيار المشروع الاشتراكي الذي مثله الاتحاد السوفياتي ودخول النظام الرسمالي الامبريالي عصر السيطرة العالمية ( العولمة ) وهيمنة الثقافة الليبرالية ونيو ليبرالية وكذا سيادة الخطاب الكوني وما انعكس عن هذه السيطرة والهيمنة والانفراج , من ازمات واصطدامات اجتماعية وقومية ادت الى تعميق الصراع بين القوى المتصارعة سواء الطبقية او القومية .
في خضم هذا الصراع العالمي والمحلي كان حتميا لانبعاث للخطاب الامازيغي التحرري والديمقراطي وريث التاريخ المجيد للمقاومة المسلحة الامازيغية ضد دولة الحماية الاستعمارية ومكمل درب النضال التحرري ضد النظام العرقي الاستطاني وايديولوجية العرقية و السلفية .
من المنطقي ان يهاجم ويكفر ويخون الخطاب الامازيغي التحرري وخصوصا من ورثة الحركة الخيانية العرقية وتواجه الامازيغة المناضلة بخطاب القدسي المعصوم او حتى بمقتبسات من خطاب الامازيغي المضاد او بمرجعية مهندسي السوسيولوجية الكولونيالية او كالعادة بخطاب السذاجة و الاختلاق والاوهام .
يعتبر ما سمته الحركة العرقية الخيانية ب ّ الظهير البربري ّ مرجعية للخطاب العرقي العروبي في صراعه لاسكات الصوت الامازيغي الحر , رغم ان الظهير المشار اليه وهو ّ الظهير المنظم لسير العدالة بالقبائل ذات الاعراف الامازيغية ّ ظهير قانوني لا علاقة له بالتقسيم العرقي ولا اللغوي ,اصدرته دولة حماية العروبيين فرنسا وبتوقيع خاتم سلطان العروبيين محمد الخامس وليس للامازيغ فيه جمل ولا ناقة كما يقول المثل العربي , ومع ذلك جعله الخطاب العرقي العروبي سفينة نجاة لتخوين النضال الامازيغي وربطه بالمخطط الفرنسي لتفكيك الهوية المجتمعية . لا شك في ان السياسة الاستعمارية تساهم في اذكاء الصراعات القومية والدينية وهذا بالضبط ما علمته واتقنته فرنسا لتلاميذتها الاوفياء , وهذه هي السياسة المنتهجة لدولة الاستطان حتى اليوم , سياسة التمييز العرقي واللغوي والضحية كان الشعب الامازيغي وليس الاستطان العروبي من تعلم في المدارس الكولونيالية في الرباط وفاس ومراكش وغيرها او المدارس العربية السلفية , فالتمييز استهدف الامازيغية التي لم تنل من مكانة ما نالته العربية في عهد الحماية واقصيت تماما من المشهد اللغوي والتعليمي في عهد السلطة العرقية العروبية مع استمرار الفركوفونية لغة وثقافة الكتلة السلفية- الحداثية العروبية بجانب اللغة العربية الرسمية لغة المؤسسات المفروضة على الشعب الامازيغي واقصاء لغته الام , هذا هو الواقع الذي يخفيه التوجه العرقي السلفي باكاذيبه واوهامه .
من السذاجة ان تطرح قضية الهوية في المجتمع الامازيغي القديم سواء في هزاته الاجتماعية والسياسية او في وحدته الساسية لكون المجتمع كان مازال محافظ على هويته القومية وقيادته المحلية ولم يبرز انذاك ضرورة الصراع العرقي بقدر ما عرف المجتمع صراع مذهبي بين السنة والشيعة .
ازمة الهوية والصراع القومي انعكاس لواقع التمييز العرقي الذي مارسته السلطة العرقية العروبية منذ رحيل دولة الحماية وما زالت متشبثة بمرجعيته الفكرية والميدانية , المتجسد في ممارسة السلطة العرقية في افكار احفاد علال الفاشي السلفي , من معارضة للتعليم الامازيغي او ترسيم اللسان الامازيغي الذي يدرجونه في المؤامرة على اللغة العربية والعروبة وبلقنة الهوية ّالوطنية في المغرب ّ( اللغة والعروبة ) بالاعتراف الدستوري برسمية اللغة الامازيغية و( المكون ) الامازيغية , بهذا الفعل الاجرامي يزعزع في نظرهم وكما يزعمون الاستقرار الهوياتي المغربي ( العربي ) الممتد في عمقه الحضاري العربي الاسلامي , كما زعزع نفس الفعل وعلى حسب قولهم ( دشنت فرنسا تجربة فريدة لتحقيق مشروعها في التطهير العرقي , فقد اسست .... المدارس الفرنسية - البربرية ... كانت التجربة المدرسية و موجهة لاستئصال الجذور الثقافية واللغوية العربية في المغرب ) هكذا نظر الى تدرس الامازيغية الا مشروع مؤامرة استعمارية لاستئصال اللغة والثقافة العربيتين في المنطقة في امتدادها العربي الاسلامي . اذا كان كوليج ازرو لدراسة الامازيغية , مهمته استئصال اللغة والثقافة العربيتين , فما الهدف الاستعماري من مشروع المدارس الفرانكو- العروبية التي تخرج تلاميذتها من الجامعات الفرنسية , هل كانت كذالك للتأمر على اللغة العربية والثقافة العربية ام لترسيخ الوجود الاستطاني العروبي وتكوينه وتدريبه في المعاهيد العليا الفرنسية على اساليب وميكنيزمات السيطرة والنهب والقيادة لاستمرار الوجود الاستعماري - الامبريالي ؟؟؟ , وهذا ما حدث انسحب الاستنعمار الفرنسي واحل محله الاستعمار الاستطاني وطبق نظريات السوسيولوجيين العرقيين على ارض الواقع بفصل التمييز العرقي وتقسيم المروك الى قسمين نافع عربي وغير نافع امازيغي , وطبيعيا غير النافع مسخوه وتم تصفيته واضطهاده واقصائه .
فشل المشروع العرقي العروبي في الشرق الاوسط بسقوط البعثية في بلاد ارض الرافدين , وحتمية سقوطه في سوريا , اثر بشكل كبير على الفكرالعرقي الاستطاني الارتزاقي في شمال افريقيا عامة وبشكل خاص في المروك جعله يتخبط في تحاليله الميتافيزيقية الغير واقعية الغارقة في الوهم والسذاجة , بعد الترويج لوهم الظهير انتقل التركيز على الشراكة والانسجام العربي - الامازيغي المشخص في فرد عربي سواء موسى ابن نصير الغازي العربي او الهارب ادريس العربي او من غير المستبعد انتحل شخصية ادريس العلوي و شعب امازيغي بكل شرائحه الاجتماعية , هذه الشراكة العجيبة انصهر فيها الشعب الامازيغي في الفرد العربي لينتج الهوية الوطنية في امتدادها العربي الاسلامي , لتصل مهزلة التفكير الى اختلاق تحالف غير منطقي ومضحك بفبركة تحالف هجين ( التحالف العرق-فرنكوفوني المشوه , الذي عرقل تجسيد المشروع الوطني في بناء شخصية متوازنة تشكل امتدادا لعمقها الحضاري العربي الاسلامي ... حاملا لمشروع نيو كولونيالي ... مشروع يستهدف زعزعة الانسجام الهوياتي الوطني , على المستوى الثقافي واللغوي والقيمي ( طبعا العربي ) ) , الخطاب المتأزم للجماعة العروبية الفاقد لبوصلة التوجيه والقيادة ,لا ترى الا الى حدود انفها مما سبب لها في العمى لتقرب بين مشروعين متناقضين الواحد ينفي الثاني , مشروع استعماري فرنكوفوني - عروبي تمثله كل كوادر المؤسسات المخزنية العروبية ومنظري العروبة الاستطانية وفي الجهة المقابلة مشروع امازيغي تحرري ولد من معانات الشعب والامه واماله تأثرمن الواقع الامازيغي ولم تأثر عليه المدرسة العروبية التي تخرج من صفوفها وليس خريج الجامعات الفرنسية التي كانت حكرا لابناء العروبيين العرقيين بالاساس ورثة دولة الحماية ورعاة مصالحها الاقتصادية والثقافية في المستعمرة الجديدة .
الحقيقة التاريخية الثابتة الوحيدة ان كل الانظمة الاستعمارية التي احتلت بلاد ايمازيغن لا شرعية لها لا طبيعية ولا تاريخية ولا قانونية سواء كانت من جذور اوروبية اوجذور عروبية , فالمشترك الوحيد بينها , انها اجنبية وتمثل عرق اجنبي وامتداد لعرق اجنبي يمثل فقد وطنه الاصلي , لا شرعية له في شمال افريقيا , وليس لارضنا ولا لشعبنا اي امتداد لا شرقي ولا غربيي ,والمشروع الامازيغي التحرري يستهدف الاستعمار كيفما كان عرقه و دينه ومشروعه الثقافي واللغوي بدون استثناء , وهذا يشمل الاتجاه السلفي - الحداثي العرقي المعاصر المروج لمهزلة الامتداد العربي الاسلامي , اما السياسة اللغوية الحالية اذا كانت تهدد لغة ما فهي بالدرجة الاولى تهدد المكون اللغوي الاصلي الامازيغي المقصي والمهمش وليس من ارادة الاحرار محاربة اللغات لمجرد انها لغات اجنبية .
#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟