أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين نور عبدالله - هل نعرف ذواتنا ؟ ( 2)














المزيد.....

هل نعرف ذواتنا ؟ ( 2)


حسين نور عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 22:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عرف أرسطو الانسان بأنه الحيوان الناطق مستبقا كتاب أصل الأنواع بقرون عدة , لم ينظر أرسطو الى الهياكل كداروين بل نظر الى اهتمامات الانسان أو بالأحرى ماهو الانسان .
هنا أجتمع أرسطو وداروين في ملاحظتهما للانسان من الخارج وتعريفه على هذا الاساس فكان مصيرهم أن يحبسوا في السجن الذي حبس فيه جواتيما قبل أن يستحيل بوذا ...
في قصر بوذا أو سجن المظاهر حرم على جواتيما النظر الى كل ماقد يكدر مزاجه فلم تعتد عيناه الا الرقص ولم تسمع أذناه الا الطرب .
جثة وامرأة مسنة ومريض يتأوه وناسك تائه بحثا عن ذاته في مرحلة السانياسين الهندوسية كانت كفيلة بأن تجعل بوذا يترك أرسطو وداروين وأرستبوس القورينائي صاحب فلسفة اللذة أساس الحياة في ذلك القصر لينضم الى سقراط وأفلاطون وراما كرشنا وكونفوشيوس ومحمد وعيسى وغاندي وموسى ولاوتسيه وابراهيم وزرادشت وابا ذر وصاحب الزنج .
هؤلاء عظام لأنهم عرفوا ذواتهم ومن ثم أناروا العالم بروعتهم , فهل نعرف ذواتنا ؟
لا يمكن أن نعرف ذواتنا حتى نعرف أن الملذات الحسية كالمأكل والمشرب والجنس ليست طريقا الى السعادة حيث أن كثرتها مفسدة والقليل منها مؤذي .
وقد تكون هذه من المسلمات في زماننا اليوم , و لكن مازال الانسان أسير جسده حيث انه يربط السعادة بالملذات الحسية { الشهرة – المال – السلطة } حيث البشر أفرادا وجماعات يسعون الى السعادة عن طريق هذه الملذات حتى يصلوا اليها فيرونها سرابا قد تبخر بل زادتهم الما وتوها .
وهذه الملذات هي نتاج الأنا العليا كما يسميها فرويد حيث أن هذه الانا بعدما تضمن مآكلها ومشربها تبحث عن تحقيق ذاتها عبر هذه المسميات كما يتضح في هرم موسلو الاحتياجي .
ولذلك قال فرويد أن الانسان عبارة عن رغبة أنانية تريد الخير لنفسه لا أكثر , ولكن هل هذه الرغبة خاطئة ؟ وهل هناك من لا يحب الخير لنفسه ؟ .
لا يوجد شخص لا يحب الخير لنفسه فالأمر ليس بذاك السوء الذي قال به فرويد , والكل يبحث عن السعادة ولكن الاشكالية تكون ماهية هذه السعادة وكيف تكون ؟
وضعت الفلسلفات الرواقية والابقورية والقورينائية اجابات لهذا السؤال , فيما كان فلسفات الشرق الاقصى ودياناتها أفضل من أجاب على هذا التساؤل كالبراهمة الجزء المكون للانسان ولكن مغطى بستر عديدة في الهندوسية والعجلة التي خرجت من مسارها فأصبح محورها محورا خاطئا وجب تعديله .
وأيضا في الأديات المرتبطة بالسماء كالمسيحية والاسلام واليهودية حيث قدم أنبيائها فهما عظيما تم تحريفه من قبل الكهنة فما أعظم الانبياء وما أسوء الكهنة ..
ولنتأمل المال ونرى هلل يرتبط بالسعادة , فلكي تحفظ الفا تحتاج الى الف أخرى وان كنت في عالمنا العربي فلا تدري متى سيغيل عليها الحاكم فيذرك صفرا ما يعني أن المال الذي رأيت أنه سيجعلك غير محتاج الى أحد جعلك أكثر احتياجا وكلما زاد مالك زادت حاجتك الى حفظه .
فلو تأملنا قاطع طريق يغيل على جماعة ما سترى أكثر من يخشاهم الغني وأكثر من سيصفر بسعادة كما وصف بويثيوس هو الذي لا يملك شيئا .
الدعوة ليست زهدا كما يقول به كهنة الاديان بقدر ماهي محاولة اخراج مفهوم السعادة من المال وجعل المال مجرد وسيلة وليست غاية .
كذلك الشهرة فلن تأتي اليك حتى تنزع عنك براءة الحياة وتصبح تحت المجهر وتكون علاقاتك مجرد علاقات ظاهرية تفتقد الى العمق .
ومهما بلغت شهرتك فهي مرهونة باللغة والمجال الذي تنتمي اليه مايعني انك غير معروف في اي بيئة تخلوا منهما ! .
الشهرة قد تكون نتيجة عمل جبار كأنشتاين وتوماس أديسون وبيليه وشابلن وبيتهوفن وغيرهم , ولكن كل العظماء لم يجعلوا الشهرة غاية بل أتتهم كنتيجة حتمية لأعمالهم الجليلة .
فان كنت تتوق الى الشهرة فاعمل عملا عظيما تستحق ان تذكر به ولا تتبع الطرق المبتذلة لكي تحوز عليها ! ...
بقي لنا الحكم هل السعادة تنتمي اليه ؟ وماذا عن الصلاة والزكاة وسائر مايقول به المتدينون ؟ هل هم سعداء ؟ هذا ماسنتحدث عنه في مقالنا القادم ...



#حسين_نور_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نعرف ذواتنا ؟ .....
- المثقفين الكذبة....!
- ماقبل الدولة الحديثة
- هذا هو نبيي ,نبي الرحمة
- الشك أساس الفكر , والوجه الثاني للحياة
- الأنسان والأديان
- حب الجمال .. برهان على وجود الاله
- - فمن خلق الله ؟ - ( 1)
- بديانة الاسلام الحق .. غاندي أقرب الى محمد من ابن تيمية
- الوهم( 2 )
- الزواج الشرعي ....زنا باشراف المعبد
- -الا من أتى الله بقلب سليم -


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين نور عبدالله - هل نعرف ذواتنا ؟ ( 2)