|
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ...- 7
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1336 - 2005 / 10 / 3 - 12:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النضال الطبقي والوطني خلال عامي 51 - 25 -------------------------- عرف الريف السوري حركات عصيان وتمرد ضد الإقطاع أبرزها عصيان الفلاحين ضد تسلط الإقطاع فيى منطقتي مصياف ومعرة النعملن وإدلب بقيادة الحزب العربي الإشتراكي . وفي الصقيلبية وريف حمص ومتن عرنوق في منطقة طرطوس بقيادة الشيوعيين وأذكر أن درك النظام الإقطاعي اعتقل عشرات المناضلين الشيوعيين وفي مقدمتهم الفلاح المناضل ضرغام عيسى من صقيلبية والفلاح المناضل حنا الزغريني من متن عرنوق وقادوهم مشيا على الأقدام إلى حمص ثم ضموا إليهم المناضل سميح الجمالي ورفاقه من حمص وقادوهم جميعا إلى دمشق مشيا على الأقدام وهم مطوقون بكتيبة من خيّالة الدرك الذين كانوا لايختلفون عن خيالة القيصر قديماّ وكتائب مخابرات حافظ الأسد حديثا ... والفارق الرئيسي أن المجتمع المدني الموْيد للمناضلين والمصفق لهم كمنقذين للمجتمع والوطن كان سليما وعفويا في نظام القيصر ونظام الإقطاع .. ومخرباّ ومقموعا مضبوعاّ في النظام الأسدي الفاشي .إلى جانب ذلك تمكن الوطنيون رغم قلة عددهم في البرلمان إرغام حكومة حزبي الشعب والوطني قبل استيلاء الشيشكلي على السلطة نهائيا - أن يفرضوا تأميم الشركات الأجنبية التي تنهب مواردنا وأهمها شركات الكهرباء والمياه والخطوط الحديدية وشركة التبغ والتنباك ( الريجي ) التي كانت تابعة للرأسمال الفرنسي واللبناني المشترك كما عقدت عدة موْتمرات سرية للعمال والفلاحين في عدة مناطق سورية . كما عقد الحزب العربي الإشتراكي موْتمراّ علنياّ للفلاحين في مدينة حلب لأنه كان حزبا مرخصا ..كما شكل الكتاب والأدباء رابطة الإدباء السوريين ضمت خيرة الأقلام التقدمية قبل أن تغتصبها أنظمة القمع والديكتاتورية بعشرات السنين وتحولها إلى إتحاد الكتاب العرب التابع للأنظمة في قمع الفكر التقدمي وحقوق الإنسان وخدمة الطغاة .. كما بنيت منظمات تقدمية متحررة من الأنظمة للنساء والطلاب وغيرها من المنظمات الشعبية التي كانت تتصدر العمل الوطني العام وأهمه رفض جميع المشاريع الإستعمارية التي كانت مطروحة اّنذاك _ الإتحاد البريطاني مع العراق - البيان الثلاثي - سورية الكبرى - الهلال الخصيب - فراغ أيزنهاور - الدفاع عن الشرق الأوسط .. وغيرها إلى جانب التظاهرات الشعبية ضد العدوان الصهيوني المتواصل يومها لإغتصاب بحيرة الحولة وتحويل نهر الأردن طيلة أشهر اّذار ونيسان ومايس 1951 وأذكر في 26 - 2 - 1951 زار دمشق ( روبرتسون ) قائد الجيوش البريطانية في الشرق الأوسط للترويج لمشروع الدفاع عن الشرق الأوسط الإستعماري ودعما لحكومة حزب الشعب - يومها نظمنا أضخم تظاهرة عرفتها دمشق ضد هذه الزيارة كان أولها أمام البرلمان واّخرها أمام محطة الحجاز .. يومها اضطر الشيشكلي تهريب روبرتسون الذي كان يزور البرلمان في مصفحة إلى الخارج .. يومها أطل الزعيم الوطني أكرم الحوراني من شرفة مكتبه القريب من البرلمان وقال قولته الشهيرة : هذا يوم شيوعي في دمشق دون إهمال النضال الطبقي اليومي دفاعا عن حياة الطبقات المضطهدة في المجتمع وفي 20 نيسان 51 أضربت دمشق لرفع سعر الخبز قرشا واحدا وأغلقت جميع الأفران حتى عاد السعر القديم أما على الصعيد العسكري فكان حزب الشعب واليمين عموما يضغط لإطلاق سراح الحناوي وضباطه من السجن وتم لهم ذلك شريطة مغادرتهم سورية .. غادر الحناوي إلى لبنان وفي تموز 51 إغتاله إبن عم ( محسن الرازي ) حمشو البرازي - ثأرا لإبن عمه .. وهكذا تبع زعيم الإنقلاب الثاني زعيم الإنقلاب العسكري الأول حسني الزعيم أما الشيشكلى فقد حاول الإنكليز اغتياله بواسطة عصابة شكلتها من المصريين والسوريين والفلسطينيين تحت اسم (كتائب الفداء ) وأطلقوا النار على سيارته على طريق دمر لكنه نجا من المحاولة واعتقلت العصابة التي ضمت كلاّ من : المصريان حسين توفيق وعبد القادر علمر اللذين اتهما بحريق القاهرة مع الإنكليز فيما بعد ومعهما كل من: جهاد ضاحي - هاني الهندي - أنطون عبدة حمصي - زهير يوسف - نجيب كحيل - أحمد الشراباتي - وأمين رويحة ... الذين شكلوا نواة القوميين العرب فيما بعد لينضم لهم جورج حبش فيما بعد في بيروت كانت هذه العملية ترويضا للشيشكلي للإستيلاء على السلطة وتصفية النظام البرلماني وإعلان نفسه ديكتاتوراّ أوحدا بتشجيع من بعض أقطاب اليمين السوري علهم يصلون إلى أحلامهم ومن القوميين السوريين بواسطة شقيقه صلاح الذي كان أحد قادتهم . كما سيأتي بتاريخ 23 - 4 -51 إغتصب الشيشكلي رئاسة الأركان العامة بعد عزله رئيس الأركان الزعيم ( أنور بنود ) الذي كان قريبا لرئيس الوزراء ناظم القدسي كان ذلك بعد تصفيته لرفاقه العقداء شركائه في الإنقلاب الثالث بتشجيع من السيد خالد العظم الذي كان يحلم برئاسة الجمهورية دون أن يعلم أن الشيشكلي وضع الرئاسة في جيبه بعد تنفيذه اتفاقية شركة التابلاين الأمريكية - السعودية التي وقعها حسني الزعيم وأضحى الشيشكلي يتجاوز صلاحياته العسكرية ويمارس السلطة السياسية فعليا في الحقلين الداخلي والخارجي .. وفي أيار إلتقى مع الأمير فيصل السعودي في القاهرة بعد أقل من شهر من استلامه رئاسة الأركان العامة تزامن ذلك مع بدء اسرائيل تجفيف بحيرة الحولة وإرتفاغ أصوات في الخارج للصلح معها كما قام بعض أقطاب حزب الشعب بالأتصال مع ( شاريت ) الصهيوني لنفس الهدف ومنهم حسني البرازي ومنير العجلاني بعد زيارة أمين عام الأمم المتحدة السيد ( تريغفلي ) لدمشق بتاريخ : 22 نيسان - 51 طارحا الصلح مع اسرائيل وتوطين اللاجئين الفلسطينيين كانت الحكومات اليمينية المتواصلة لا تجروْ على التواطوْ العلني خوفا من الشارع الوطني ومن الوطنيين فيها الذين تميزوا في قلب أحزاب اليمين وكانوا حربة ضد التاّمر على مصير البلاد والقضية الفلسطينية وكان منهم على سبيل المثال لاالحصر في حزب الشعب - الشيخ معروف الدواليبي - الدكتور عبد الوهاب حومد - رئيس الوزراء خالد العظم وغيرهم الذين تضامنوا مع كتلة الأستاذ أكرم الحوراني التي مثلت ضمير الشعب على الصعيد الرسمي ومثله الشيوعيون على الصعيد الشعبى دون أن يسعى الطرفان للوحدة الوطنية والحوار الوطني مع الأسف بل العكس كان قائما كما سيأتي - إلى الحلقة القادمة مع كل الحب
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من هوالقاتل الحقيقي للشهيدة : هدى أبو عسلي ...؟؟
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 6 النضال الشع
...
-
الرتيلاء الأسدية .. في اّخر أيامها
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم . -5 ..- الإنقلاب
...
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم .. - 4 - الإنقلاب
...
-
الموْ سسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 3
-
الموْسسة العسكرية بين الأمس واليوم ...2
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم
-
ماذا وراء زيارة ميليس لدمشق...؟
-
هل أينعت روْوس نظام القتلة واللصوص في دمشق ..؟؟؟
-
من غزة المحرّرة .. إلى الجولان المحتل
-
منابع الإرهاب الحديث ...12 - شوري الراشدين
-
منابع الإرهاب الحديث .. 11 - شورى الراشدين
-
شورى الراشدين - عمر بن الخطاب بين خطين متصارعين
-
منابع الإرهاب الحديث ... 8 - شورى الراشدين
-
منابع الإرهاب الحديث ... 8 شورى الراشدين
-
منابع الإرهاب الحديث .. بين الديمقراطية العلمانية والشورى ال
...
-
منابع الإرهاب .. الحديث ... 6
-
منابع الإرهاب الحديث ....5
-
ويلاه من قحط الرجال .. ياوطني ..؟
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|