أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سيدة عشتار بن علي - حول قرار الاقتطاع من اجور الموظفين المضربين (حقّ أريد به باطل )














المزيد.....

حول قرار الاقتطاع من اجور الموظفين المضربين (حقّ أريد به باطل )


سيدة عشتار بن علي

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 11:36
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


بعد أن أشهرت الحكومة التونسية ورقة الاقتطاع من الأجور كحلّ في مواجهة الاضرابات تبيّن أنّ دستورنا الجديد ليس فيه قانون واضح وصريح حول تنظيم الاضراب وهذا مااستغلته الحكومة لتبرير عملية الاقتطاع باللّجوء الى بعض التّبريرات الذّاتية والمبهمة من قبيل الأجر مقابل العمل فهذا المبدأ المحاسباتي الذي لجأت له الحكومة أي مبدأ ” الأجر مقابل العمل ” في محاولة منها لاقناع المؤسسات والرّأي العام بصلاحيته كمسوغ قانوني للاقتطاع من اجور الموظفين ماهو الا حقّ أريد به باطل ليس الهدف منه تطبيق القانون بقدر ماهو معاقبة للنقابة واستهدافها لممارستها الحق الدستوري في الاحتجاج والاضراب وهو نص المفروض أنه واضح وصريح رغم انه لم يتطرق الى التفاصيل او ما يشير الى مسألة الاجور في حالة الاضراب
الفصل 35
ينصّ على ضمان الحق النقابي وحق الإضراب ولا ينطبق هذا الحق على الجيش الوطني.
فكيف يكون الاضراب حقا يكفله الدستور والحكومة تواجهة بالعقاب وسياسة الانتقام ?
صحيح أنه في الفصل 35 ليس هناك تحديد أو شروط محددة لممارسته لكن أعتقد أنه في هذه الحالة المفروض أن تلجأ الحكومة الى المؤسّسة التّشريعية للتوضيح على الأقل لا أن تسارع وبقرار سريع وفردي وتلجأ الى مسطرة الاقتطاع والتعامل مع الاضراب على أنّه تغيّب غير شرعي .... المفروض اننا بلد ديمقراطي ومن المبادئ الأساسية في التقاليد الديمقراطية أن كل ما يتعلق بالحريات العامة وحقوق الإنسان يعتبر مادة تشريعية ويدخل بالتالي في اختصاص البرلمان لا أن تقسم الحكومة بأغلظ الايمان على الاقتطاع من اجور الموظفين المضربين ثم تشرع فيما بعد في البحث عن أسس قانونية له ....وهذه الأسس غير موجودة في فصول الدستور وأعتقد ان الوزارة استعملت مسطرة مقلوبة تسببت في انحرافات خطيرة وأبرز هذه الانحرافات التي لا تخفى على اي عين سليمة النظر هو الطابع الانتقائي السياسي للاقتطاع فالحكومة لم تمارس قرارها بالاقتطاع أو التهديد به على كل القطاعات بل على الاضرابات الاخيرة دون سواها مراعية بذلك قوة النقابة الداعية للاضراب وقوة غطاءها ولن ننسى طبعا أن الحكومة تراجعت عن قرار الاقتطاع في اضرابات سابقة وقامت بارجاع المبالغ المقتطعة فهل نحن حقا في دولة القانون والمؤسّسات ?هل نحن في ظل حكومة تطبق العدالة الاجتماعيّة ?!!!!!!
ان هذا الاجراء هو اجراء ابتزازي وانتقامي باعتبار أن الاقتطاع سوف يتحول إلى فزاعة لابتزاز النقابة وترهيب الموظف والعامل وغيره وإرغامه على الخضوع لإملاءات الحكومة اضافة الى انه بعد هذا الاجراء الغير دستوري والقمعي سوف يوظف كورقة تحكمية لإدارة الحوار الاجتماعي ذاته وإضعاف الموقف التفاوضي للنقابة عبر التلويح بالاقتطاع
إن السيد وزير العدل ، الذي هو عراب الاقتطاع في الحكومة الحالية ، يحلو له أحيانا أن يردد ان الاقتطاع ساري به العمل في الدول الديمقراطية ، لكن ما لا يقوله السيد الوزير هو انه في الدول الديمقراطية يوجد حكومات مسؤولة سهرت على وضع أساس قانوني واضح لمسطرة الاقتطاع ، ويوجد تمويل قار وثابت للنقابات وعبره تستطيع النقابات تعويض منخرطيها عن الاقتطاع ، ويوجد أمام النقابات إمكانية اللجوء إلى الاكتتاب العمومي بشكل قانوني ، ويوجد تحفيزات ضريبية لتمويل النقابات حيث تخصم مبالغ الاشتراكات والمساهمات مع النقابات من وعاء الضريبة على الدخل ن، وتخصم مبالغ الاشتراكات من المنبع…، وفوق هذا وهذاك هناك تطبيق للقوانين على قدم المساواة ودون مزاجية
والسيد عرّاب الاقتطاع في الحكومة الحالية سوف يحلو له أن يردد بأن الاقتطاع معمول به في الحكومات الديمقراطية أحيانا لكن ما لا يمكن ان يقوله هو انه في الحكومات الديمقراطية تسهر الحكومة على وضع أسس قانونية واضحة لمسطرة الاقتطاع لا ان تلجأ الى المغالطة والضبابية والاهم من ذلك هو وجود تمويل قار وثابت للنقابات يخوّل لها تعويض منخرطيها عن الاقتطاع
وفوق هذا وهذاك هناك تطبيق للقوانين على قدم المساواة ودون مزاجية



#سيدة_عشتار_بن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتحذلقون
- ردّدي تراتيلك أيّتها الحياة
- سيمون دي بوفوار والجنس الآخر يا نساء العالم ، أنتن مدينات بك ...
- حديث في حقيقة الصّداقة بين المرأة والرّجل
- عشّاق الحور
- وانتخبنا ......أصوات سرقت ,ومع ذلك تونس انتصرت
- رسالة الى وجدي غنيم
- لقاء وحوار مع الكاتبة والشاعرة سيدة بن علي
- نشيد التّلاشي
- ماذا يجري في العراق ?ثورة أم مؤامرة ?
- سوريا تردّ على الضّباع الغادرة
- ما يجوز ولا يجوز في نكاح البهيمة والعجوز
- القصيدة الّتي لم أقع في حبّها
- الدّيمقراطية هي أن تمنحني الحق في تكفيرك واهدار دمك
- حين شهق الزّهر بالنّدى
- فينوس
- استضعفوك فوصفوك
- عاصفة وحنين
- لن أحبّك
- لنترك حديث الحب ....الى حين


المزيد.....




- السيد الحوثي: الامريكي منذ اليوم الاول بنى كيانه على الاجرام ...
- السيد الحوثي: السجل الاجرامي الامريكي واسع جدا وليس لغيره مث ...
- Greece: Great Strike Action all Over Greece November 20
- 25 November, International Day for the Elimination of Violen ...
- 25 تشرين الثاني، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
- استلم 200000 دينار في حسابك الان.. هام للموظفين والمتقاعدين ...
- هل تم صرف رواتب موظفي العراق؟.. وزارة المالية تُجيب
- متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع ...
- استعد وجهز محفظتك من دلوقتي “كم يوم باقي على صرف رواتب الموظ ...
- -فولكسفاغن-.. العاملون يتخلون عن جزء من الراتب لتجنب الإغلاق ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سيدة عشتار بن علي - حول قرار الاقتطاع من اجور الموظفين المضربين (حقّ أريد به باطل )