أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - قاسم علي فنجان - مناقشة لشؤون عمالية














المزيد.....

مناقشة لشؤون عمالية


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 05:23
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


الكتابة فعل جريء قد تتحول في بعض ألأحيان إلى فعل ثوري يقض مضاجع البعض أذا استطاعت أن تثير ردود فعل تكون بمستوى التهجم والتهديد بالقتل, فالمثير دائما يبحث عن استجابة وقد تنتقل هذه الاستجابة إلى مرحلة إسكات هذا المثير, ورشيد إسماعيل "أبوعلي" كتب -مع أنُا ما عهدنا له بالكتابة- فأثار حفيظة البعض بمقالته التي حملة عنوان (العمال وحصان طروادة), وهؤلاء المثارين -المستفزين- من مقالته بدءوا بالتهديد والوعيد بعد أن هجوا وتهجموا عليه بمقر تواجده في"إتحاد المجالس والنقابات العمالية".
و"أبوعلي", وكبطاقة تعريفية مقتضبة, هو شخص عملي جدا, منتمي إلى أحزاب يسارية منذ منتصف خمسينات القرن الماضي -فلا احد يزايد على شيوعيته- وهو نقابي صميمي دائما ما يطور عمله النقابي, متألم جدا مما آلت أليه الأوضاع في العراق وبخاصة أحوال العمال والكادحين في الفترة الأخيرة, يسعى بجهد ومثابرة إلى جمع شتات العمال وتوحيد صفهم وتقويته لاستعادة حقوقهم المضاعة, عايش بشكل ثوري المظاهرات الأخيرة لعمال وزارة الصناعة المطالبين بدفع جميع رواتبهم المتأخرة, فكان متقدم الصف وأول الحاضرين ويحمل "السبيكر" واللافتة ويعتلي منصة الهتاف وحاضر في الاجتماع والمؤتمر ومهيأ له, لم يغب عن أي ممارسة تخص العمال ولم يترك الساحة لا يعرف الكسل أو الخمول, كان دائما يقول لنا بصيغة أخوية عمالية لا تعالي بها ولا تحمل أي أبوية "الميدان هو العمل الحقيقي لا قراءة الكتب" لكننا كنا دائمي الحضور"للمتنبي" وسيقتلنا رجال الإخشيدي يوما.
كتب "أبوعلي" مقالته التي ارتقت إلى أن تكون وثيقة دونت ما جرى في الفترة الأخيرة لمظاهرات واجتماعات ولقاءات ومؤتمرات نقابيي وقياديي عمال وزارة الصناعة, فكانت ذاكرة حقيقية تَظم إلى السجل المكثف لنضال الطبقة العاملة في العراق, لقد أرخت لحقبة كانت فيها الحركة العمالية حركة صاعدة وضاغطة على السلطة الحاكمة التي ينخرها الفساد والسرقة والذي أنعكس على حياة الملايين من بطالة وانعدام للخدمات وصحة وتعليم إلى الهاوية, تلك الفترة لم تنتهي لأن سياستهم بهيكلة وتسريح الآلاف من العمال وتأخير دفع الرواتب باقية, فأنتقد "أبوعلي" في وثيقته الجناح الانتهازي "التفاوضي" داخل الحركة العمالية, لأنه كان يؤمن كباقي العمال بأن هذه السلطة لن ينفع معها المسار التفاوضي, فالعمال قد جربوا ذلك وباءت محاولاتهم أو من جرهم إليها بالفشل,
لقد آمن "أبوعلي" بمقولة لينين (أن على المرء في موقف يتطلب حركة أن يختار من بين إمكانيات لا نهاية لها حلقة واحدة خاصة في السلسلة, ويجب أن يمسك بها بقوة لكي يحتفظ بسيطرة فعلية على كامل السلسلة)، فتمسك أو كان ينادي بالتمسك بحلقة الوجود في الساحة والمواجهة مع سلطة لا تبالي بحياة العمال لأننا بذلك فقط نستطيع أن نتحكم بالمطالب ونرفع من سقفها.
لكن قد تبدو مفارقة مأساوية أن تبلغ الوقاحة ببعض "النقابيين" من التنسيقية ليهددوا "أبوعلي" بالمليشيات بدعوى أنه تطاول على"المرجعية" وهي تهمة جاهزة لإسكات أي صوت, أنه سلوك عدائي لم يبلغه أي نقابي على مر التاريخ وممارسة إجرامية لم نعرف عنها منذ أول اتحاد لعمال الخياطة في بريطانيا عام 1720, أن يهدد نقابي يكتب مقال عن العمال من قبل أناس يسمون أنفسهم "نقابيين" أخريين, مقال فضح فيه ميل استسلامي داخل الحركة العمالية يريد إخمادها, حركة تصاعدية قوية وفاعلة أرادت أن ترتقي إلى "إسقاط النظام" بيد العمال أنفسهم, وهذا الجناح كان يتفاوض مرة ويطلب من العمال أن يبقون ضمن أطار مطلب "دفع الرواتب المتأخرة" مرة أخرى, عمال تريد الصعود بالحركة وميل نقابي يريد إيقافها وفرض التراجع عليها, حدث ذلك في مظاهرة بالقرب من وزارة الخارجية, فالعمال أمام تجاهل ولا أبالية السلطة المقيتة قرر البعض منهم أن يرددوا شعار "العمال تريد إسقاط النظام", لكن مجموعة من "النقابيين" ذهبت للتفاوض وأخرى تقول "نريد فقط الرواتب".. لقد تذكرت صراخ "فالديك روشي" زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي (أيار 1968) في وجه الملايين من العمال المضربين (تذكروا إنكم قررتم الإضراب لزيادة الأجور لا لأخذ السلطة)، اليوم يتكرر هذا المشهد المأساوي وهذا دأب التاريخ دائما يعيد نفسه لكن بشكل مهزلة..
لكن يا ترى ما الذي أثار هؤلاء "النقابيين" ومن خلفهم بعض القوى السياسية من مقالة "أبوعلي", هل لأنه أراد للعمال أن يطالبوا بإسقاط هذه السلطة الفاشستية, أم لأنه أوضح للعمال ما يحيط بهم من خداع والتفاف على مطالبهم, فهل من العيب أن يقوم بذلك أي نقابي حريص على وحدة العمال, أليست هذه هي المهمات الملقاة على عاتق النقابيين الصادقين, في مجتمع يعيش أسوأ أيامه من جراء سياسات رجعية خانقة تلعب على وتر الأوهام الطائفية والقومية, مجتمع دب التفكك فيه والتجزؤ أصبح سمة رئيسية له, فهل نحارب ونهدد بالقتل إنسان وهب نفسه وصحته لخدمة قضية عمالية, ثم ما الذي لا يفهموه هؤلاء من شي أسمه "حرية التعبير" والكل يعلم أننا العمال أكثر الفئات تضررا من عدم وجودها وندافع بشكل يومي عن هذه الحرية, فهل يعقل أن يكون أول من يقيد هذه الحرية هم مجموعة "نقابيين". أخيرا نشد على يديك يا "أبوعلي" ونعلن عن تضامننا معك ولتحفظك عيون أرجوس (1).

1- عيون أرجوس -عملاق ذو عيون كثيرة في الأساطير اليونانية- ويطلق هذا التعبير بمعنى عين حادة النظر ماهرة واعية..



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤية الآن عن المرأة
- حول التعليم الجامعي
- قانون الأربعين يوما
- ثقب اسود
- إعادة رسم الصورة
- في تجربة النقد
- عمال الصناعة ووهم التفاوض
- العبادي واللبراليين في العراق
- المرحلة الفمية لمجلس النواب
- الفارماكوس نعيم عبوب
- المالكي: الأضحية المقدسة
- بؤس العقل السياسي حول (تجريم الطائفية)
- تفكك الشخصية الوطنية


المزيد.....




- السيد الحوثي: الامريكي منذ اليوم الاول بنى كيانه على الاجرام ...
- السيد الحوثي: السجل الاجرامي الامريكي واسع جدا وليس لغيره مث ...
- Greece: Great Strike Action all Over Greece November 20
- 25 November, International Day for the Elimination of Violen ...
- 25 تشرين الثاني، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
- استلم 200000 دينار في حسابك الان.. هام للموظفين والمتقاعدين ...
- هل تم صرف رواتب موظفي العراق؟.. وزارة المالية تُجيب
- متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع ...
- استعد وجهز محفظتك من دلوقتي “كم يوم باقي على صرف رواتب الموظ ...
- -فولكسفاغن-.. العاملون يتخلون عن جزء من الراتب لتجنب الإغلاق ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - قاسم علي فنجان - مناقشة لشؤون عمالية