أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الطائفية غذاء داعش ووقود للعملية السياسية














المزيد.....

الطائفية غذاء داعش ووقود للعملية السياسية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 05:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دولة الخلافة الاسلامية اطفأت وهج انتصارات مليشيات حكومة العبادي في تكريت، بعد سيطرتها على الرمادي ومحاصرتها لمصفى بيجي. وكل ما قيل وطبل وزمر بأن داعش يلفظ انفاسه لم يكن الا جزء من تزيف الحقائق وصنع الاكاذيب والقنابل الاعلامية مثلما كان يصنعه نظام صدام حسين في حروبه الثلاثة. والفارق بين صناعة وتسويق دعاية انتصارات حكومة العبادي وبين صناعة وتسويق دعاية صدام حسين هو ان الاول فشل في تحضير شخصية اعلامية صاحب مقولة "العلوج" وهو محمد سعيد صحاف وزير الاعلام، ولو استطاع في اعداده لما زال داعش في عقر داره في الرقة السورية.
لن تستطيع ميليشيات العبادي ولا الحرس الثوري الايراني من هزيمة داعش واخواته من جبهة النصرة واحرار الشام وجيش الفتح.. كما لم تستطيع ان تهزمه في سورية. وفي المقابل لن تستطيع دولة الخلافة الاسلامية التي يقودها داعش من هزيمة التحالف الشيعي الذي يدير السلطة السياسية في العراق. فكلاهما يستمدان قوتهما وقدرتهما من بعضهما البعض. فهما وحدة لا تنفضم مثل قطبي المغناطيس. فليس هناك قضيب مغناطيسي يوجد له قطب شمال دون قطب جنوب والعكس صحيح ايضا. اي بمعنى اخر انهما يستندان على الفكر والايديلوجية الطائفية. والطائفية هي المياه الاسنة التي يعيشان فيها ويجدان غذائهما منها. لقد ولى زمن صدام حسين، زمن العروبة والوطنية، وادرك حزب البعث القديم ذلك اللغز وفك طلاسمه، لذلك يقود معظم كوادره وقادته العسكريين والمدنيين السابقين دولة الخلافة الاسلامية، وترفع راية محاربة "الصفويين" و"الرافضة" عاليا، وهي تلك الراية التي تلتف حولها السعودية وقطر وتركيا وتمدان تلك المياه الاسنة بالقذارات الطائفية بأموال النفط والغاز كي تصبح مستنقع كبير يغرق الجميع فيه. ويصح هذا ايضا بالنسبة للتحالف الشيعي الذي اعلن ابرز مزايديه على الوطنية وهو مقتدى الصدر في بيان له "لنا أخلاق أهل البيت، ولهم أخلاق معاوية وآل سفيان لعنهم الله" ويستدعي فيه كل ثارات التاريخ. وعلاوة على ذلك فأن كل ممارسات حكومة العبادي تدل على حقيقة واحدة وهي انها حكومة طائفية بدءا من تعاملها مع النازحين من الانبار الذي ساوى بينهم وبين داعش، مرورا بغض الطرف عن جرائم مليشياته وانتهاءا الى الانتهاكات الفاضحة في السجون والمعتقلات. وان "الانبطاحيين" من الطرفين الشيعي والسني كما يسمونهم في القاموس السياسي الجديد في "العراق الجديد"، وهو تصنيف للمتخاذلين من السياسيين السنة مع الشيعة ومن المتخاذلين الشيعة مع السنة، لن يستطيعوا انقاذ ما لا يمكن انقاذه. ولن يتمكنوا من اضفاء صبغة الوطنية مهما تفننوا مثل صاحب مقولة "العلوج" بالكذب والنفاق والديماغوغية على المشهد الطائفي السياسي.
ولن يستطيع التحالف الامريكي من هزيمة داعش، لان في هزيمته يعني هزيمة اذرع السعودية وتركيا وقطر، ويعني تمدد نفوذ الجمهورية الاسلامية في ايران الى ابعد من العراق. ان ظهور داعش هو ورقة يانصيب مثل تفجيرات الحادي عشر من ايلول بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية. فمن الحماقة والوهم التصديق بأن امريكا جادة في القضاء على داعش. لقد نجحت الخطة الامريكية الى الان في استنزاف ايران وحزب الله اللبناني وتقويض الوجود السوري في المنطقة. وها هي ولاول مرة تتجاسر السعودية في شن حملة عسكرية خارج حدود درع الجزيرة وفي اليمن تحديدا وتقود تحالف من حكومات دول تبحث على صدقات امام ابوابها وتلوح بماكنتها الحربية التي يديرها عسكريين من باكستان وامريكا. انها بركات داعش وخيرات دولة الخلافة الاسلامية التي هب نسيمها على حكومات الدول التي لولاها لوضعتها جماهير المنطقة في مزبلة التاريخ.
وهكذا ان العراق يراد لهم التقسيم الطائفي سواء بالفيدرالية او الكونفدرالية او بغيرها، فسيكون الاسلم بالنسبة لامريكا وحلفائها الخليجين زائد تركيا. وان التحالف الشيعي يدرك هذه الحقيقة الا انه يحاول صب الماء في برميل مثقوب.
ان القضاء على داعش لن يكون عبر الجيش العراقي ولا عبر المليشيات ولا عبر التحالف الامريكي ولا بزيارة العبادي الى روسيا، ان القضاء على داعش يبدا من القضاء على الفكر والايديلوجية الطائفية، وعبرالاعلان بأن العراق دولة مساوية لجميع المواطنين على حد السواء، وعبر نسف العملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية، وعبر الاعلان عن هوية علمانية للدولة. ان داعش والتحالف الشيعي وجميع مؤازريهم يديمون وجودهم الاجتماعي والعسكري والسياسي من الطائفية، وبنسفها تنسف الوجود الحياتي لهم.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين الع ...
- العنصرية وحقوق الانسان في كردستان العراق
- نحو عراق علماني موحد
- في الاول من ايار.. حقانية ماركس والشيوعية وحقانية الطبقة الع ...
- بين احضان الجمهورية الاسلامية والمظلة الامريكية
- قدم في القومية واخرى في الاسلام
- وحدة العمال فوق كل شيء
- حقوق العمال والحرب على دولة الخلافة الإسلامية
- تحريرالموصل بين داعش والميليشيات الشيعية
- الكرامة المخدوشة.. انكم لا تصلحوا حتى ان تكونوا قوميين
- القانون الجعفري والقانون الداعشي.. وجهان لعدو واحد
- عمال وزراة الصناعة.. تأريخ المرجعية يعيد نفسه
- التقويم السنوي الجديد.. الرصاصة الاخيرة في نعش حكومة العبادي
- مليشيات الدولة ودولة المليشيات
- الحقوق تنتزع ولا تمنح!
- -العراق الجديد-: لا فرق بين رئيس وزراء ورئيس للميليشيا
- رسالة الى لجنة منتسبي شركة نفط الجنوب
- الطبقة العاملة واسعار النفط
- -الربيع العربي- بين باريس وسوريا وليبيا ومصر...
- الجغرافية واللغة..ما بعد -شارلي إيبدو-


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الطائفية غذاء داعش ووقود للعملية السياسية