أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - أفكارٌ هشة














المزيد.....

أفكارٌ هشة


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 00:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أكن من المتابعين بشكلٍ مستمر لبرنامج الإعلامي إسلام بحيري..لم أكن أملك الوقت لكي أفعل و لهذا كل ما كنت ألتقطه منه هو بعض المشاهد أو المقتطفات السريعة التي تمنحني اطلاعاً عاماً على الفكرة التي يناقشها في هذه الحلقة أو تلك..و إن كان فهمي صحيحاً لما شاهدته فبرنامجه يقوم على نقد و نقض الأحاديث التي يجد أنها -برغم إسنادها القوي أو الضعيف- تتناقض و بشكلٍ سافرٍ و صريح مع التعاليم الإلهية و الموجودة في القرآن الكريم.

الإعلامي و الطبيب باسم يوسف أيضاً كان لديه هو الآخر برنامج يقوم على ذات الفكرة و إن اختلف المضمون..ففي حين كان إسلام ينتقد الفكر الديني كان باسم يقوم بتوجيه النقد السياسي و الفكري و الاجتماعي تجاه الرموز المنتمية لذلك الحزب الديني أو السياسي و المحيطة به..و بالرغم من أن برنامج باسم كان يحتوي على بعض الأمور التي لم أكن أستسيغها شخصياً و ربما كانت تروق للكثيرين -كالتلميحات الجنسية و ثقل ظل بعض مساعديه في البرنامج- إلا أنه كان يمثل هو الآخر مؤشراً على تصاعد الرغبة في نقد الذات بل و جلدها إن استلزم الأمر للوصول إلى مخرج من الأوهام العديدة التي يمجدها المجتمع.

نقد الآخرين هو غريزة فطرية لدى المواطن العربي و لو تحدثت مع أي مواطنٍ عربي ستجد أنه ينتقد مجتمعه بقسوة و لكنك لو فكرت في أن تقوم بذلك الأمر نيابةً عنه سيجن جنونه!!..دعه هو ينتقد غياب العدالة الاجتماعية و الديكتاتورية و الظلم و انعدام الحريات و لكن لا تفعلها أنت لأنك لو فعلت سيتبادر أول ما يتبادر إلى ذهنه بأنك عميل يبتغي تقويض تماسك مجتمعه أو نهضته التي تكاد أن تصل إلى السماء!!.

أيضاً ستجد أن المسلم البسيط الغير متبع لأيدلوجيةٍ دينية بعينها يمقت داعش و ينتقدها بعنف أمامك بل لعله يصرح لك بأنه يجدها تعمل بحماسٍ منقطع النظير لتشويه صورة و حقيقة الدين الإسلامي و القائمة على الرحمة..و لكنك لو تهورت نتيجة لتلك الاعترافات الأريحية من جانبه و انتقدت المصادر التراثية التي اعتمدت عليها داعش في الجرائم العديدة التي قامت بها ستجده ربما سيكون أول من سيقوم بتطبيق تلك المبادئ المتوارية فيه -رغماً عنه- عليك..لأنك بالنسبة إليه لا تنتقد داعش و لكنك تنتقد ديناً لا يمكن فصل غثه من سمينه حسب منطقه الهزيل.

نعم النقد يعتبر أداةٌ مزعجة في العالم العربي و عموماً يتم استخدام هذه الأداة بطريقةٍ فجة يكون الغرض منها على الأغلب هو الهدم..و نظرة سريعة لماضي كل شخصٍ منا ستجعله يدرك أنه في أغلب الأوقات كان يتعرض للنقد الذي يثنيه عن الإقدام على أمورٍ كثيرة فقط لأن مجتمعه لم يكن قد إعتاد بعد على تقبلها أكثر مما كان يواجه بالنقد الذي يكون الغرض منه توجيهه نحو الأفضل بالنسبة إليه..و لكن في ذات الوقت الاستماع إلى النقد الذي يحمل فكرةً ما و محاولة الرد عليه يمنحك أفضلية ما..فهو يمنحك الرغبة في البحث عن ما يؤيد أفكارك من حججٍ عقلانية و هو ما أعتقد أنه سيسبب اتساعاً لمدارك المرء الفكرية بطريقةٍ أو بأخرى.

و لكن التعصب من جهةٍ أخرى لفكرةٍ ما -حتى و إن كانت صحيحة- ومواجهة أي نقدٍ يوجه إليها عن طريق قمعه بشكل عنيفٍ سيضر بتلك الفكرة التي ستظل تواجه بالنقد طالما ظلت تواجه الآخر بالقمع..لأن هذا الأسلوب العنيف في مواجهة النقد هو ما يمنح الآخرين الاعتقاد بأن تلك الأفكار الدينية و السياسية ما هي إلا مجموعةٌ من الأفكار الهشة و الهزيلة جداً لدرجة لا تقوى معها على الصمود أمام أبسط نقدٍ يوجه إليها..فكيف إذا كانت تلك الفكرة التي تتصف بذلك هي دينٌ يؤمن به ما يزيد عن المليار شخص!!.

لهذا لم أستغرب توقف برنامج إسلام كما لن أستغرب حدوث ذات الأمر مع أي برنامج يعمل مستقبلاً على توجيه النقد السياسي أو الديني للمجتمع..فالشعوب العربية بشكلٍ عام و المسلمة بشكلٍ خاص لا تقبل بالنقد أو بالسماح لأي شخص بممارسته..و للمفارقة سنجد أن البرامج التي تتحدث عن القضايا الجنسية تلقى رواجاً فضائياً منقطع النظير و لم يتم إيقاف أي منها حسب ما أتذكر..فتلك البرامج تعمل على منح المواطن العربي "ثقافة" لا يمكنه العيش من دونها و لهذا لا تتم ممارسة أي رقابة عليها..بينما تواجه البرامج التي تحاول منح ذات المواطن القدرة على التفكير سياسياً أو دينياً بشكلٍ مختلف حروباً هيستيرية لا تتوقف حتى لو توقف بث تلك البرامج..فالهجوم هنا لا يكترث بالهجوم على تلك البرامج و القائمين عليها بقدر اكتراثه بسحق ثقافتيَّ نقد الذات و المراجعة الذاتية.

و لكن و بالرغم من القمع المتواصل لم أفهم يوماً ما الفائدة من مقص الرقيب!!..فمهما تم من محاولة للسيطرة على مصادر المعلومات التي تصل إليك ستجد منفذاً يُسهِّل لك العبور إليها..و مهما قامت الدول الإسلامية بحجب و إيقاف تلك البرامج أو المواقع التي تروج لفكرةٍ بعينها سيجد أي مهتمٍ بها نافذة له على الفضاء السيبيري لكي يطلع عليها..و حتى لو اعتبر أن تلك الأفكار التي جهد للوصول إليها هزيلة و ضعيفة بعد اطلاعه عليها و لم تقنعه سيتولد لديه شعورٌ مضاد بأن من حارب تلك الأفكار رغم هشاشتها و بذلك العنف الذي يحمل قدراً لا بأس به من الهستيريا يملك من الأفكار ما يفوقها هشاشة.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ختان..اغتصاب و تحرش
- على جناح ذبابة
- تساؤل
- داعشي حتى يثبُت العكس
- أنامل عاهرة
- لائحة اتهام
- الكتابة بمدادٍ من نار
- رجل الستة ملايين دولار
- أن يكون مُسلماً
- من بدَّل دينكم فاقتلوه
- وُلِدوا من العدم!!
- كل عام و أنتِ قُبلتي
- اللعنة على اليهود
- تفاصيل من الماضي التعس
- إجماع
- نقاب
- إذن بالسفر
- و ثالثهم الله
- أستار الكعبة
- رجل الكهف


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - أفكارٌ هشة