تحديات التحرك السياسي للطلبة الكرد

حسين جمو

الحوار المتمدن-العدد: 1336 - 2005 / 10 / 3 - 10:24
المحور: القضية الكردية
    

تتصف الحركة الطلابية الكردية في الجامعات السورية بالنشاط الأكثر ظهوراً و تأثيراً بين مجتمع الطلبة في سوريا , و يعود ذلك بالدرجة الأولى إلى توجه الحركة السياسية الكردية باتجاه تفعيل هذه الساحة رغم حصار الأجهزة الأمنية و الخلايا الطلابية التابعة لها . رغم أن هناك من يجد- في مفارقة واضحة- إلى ربما فشل الحركة السياسية الكردية بدون استثناء في توجيه خطابه السياسي إلى الشارع الكردي بنفس الفاعلية. لكن ما يهم الآن هو قابلية الحركة الطلابية للتفعيل السريع خاصةً في أوقات الأحداث الطارئة , كما حدث عقب أحداث القامشلي و امتداداتها في شمال سوريا و المدن الكبرى , او عقب اغتيال الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي . لكن المشكلة التي تواجهها الحركة السياسية للطلبة الكرد هو تناقض الفاعلية السياسية و اصطدامها ببعضها البعض كانعكاس لتناقضات الحركة السياسية الكردية خارج الجامعات , وهو ما يعمل على ارتداد هذه الفاعلية و النشاط سلباً ,و ذلك بعدم قدرتها على تجاوز الخلافات في الدائرة السياسية العليا و التي لا يخفى على أحد بأن هناك صراع مصالح لأشخاص يتم نقلها إلى ساحة الحركة الطلابية بكل سهولة , في الوقت الذي يثير النشاط الطلابي خوف أعلى الأجهزة الأمنية .
هناك ضرورة كبيرة لمناقشة مثل هذا الموضوع في هذا الوقت من قبل الطلبة أنفسهم , فالتطورات الحاصلة في المنطقة و الحراك الديمقراطي العام يشيران إلى احتمال حدوث تغييرات كبيرة خلال الفترة الزمنية القادمة , و لا يمكن أن نثق تماماً ان التغييرات ستكون إيجابية تماماً لأن ما نحصده في المستقبل يتوقف على ما نفعله الآن . فالنشاط الإيجابي ليست هي القدرة على صنع حدث بل في التفكير ملياً قبل التحرك في كيفية جعلها تنتهي لصالحنا . و ما نحتاج إليه حالياً كطلبة كرد معنيين اكثر من غيرنا في العمل على ضمان التغييرات و التطورات الإيجابية هو ضرورة وضع آليات للعمل بما يعطي للحركة الطلابية صفة موحدة نوعاً ما , و ذلك بالحصول على استقلالية نسبية من القيادات العليا , بالاعتماد على الخيارات المتوفرة في " المجال " او المكان . و بالطبع هذا لن يكون إضعافاً للحركة السياسية الكردية , بل نجده ضرورة لتوجيه ضربة إلى الهرمية الحزبية السلبية , و توسيع ساحة المشاركة السياسية عبر روح المبادرة و المسؤولية , و بالاعتماد على قوة الحركة الطلابية و التي بدونها تخسر الحركة السياسية كوادرها المنتجة, وذلك لن يكون ممكناً بمبادرة من جهة طلابية واحدة .
لكن لماذا طرح مثل هذا الموضوع في هذا الوقت ؟
أولاً لأن الحركة السياسية الطلابية أكثر اتساعاً من الحركة السياسية الكردية من ناحية مشاركة غير المنظمين فيها , حيث أن عدد المستقلين كما يسمى أكبر بكثير من عدد المنظمين . و ثانياً لأن الحركة السياسية الكردية تذهب باتجاه الحفاظ على الوضع الحالي المشتت للطلبة في هذا الوقت الحرج . و ثالثاً لبروز تيار طلابي جديد قابل للتوسع يحمّل الأحزاب الكردية مسؤولية النتائج السلبية للنشاط السياسي الطلابي المحزّب و التي يدفع هؤلاء ثمنها في الكثير من الأحيان . ورابعاً لبقاء ساحة النشاط السياسي للطلبة في الجامعات السورية متمركزة حتى الآن بيد الطلبة الكرد , حتى بسلبياتها التي ذكرناها .
طبعاً , أنه من المؤكد أن ما تم طرحه سيلاقي معارضة و رفضاً من بعض الجهات السياسية الطلابية المنظمة مسبقاً , لكن هذا لا يمنع من مناقشة هذه المشكلة , مشكلة ان الحركة الطلابية الكردية تحصد نتائج اقل بكثير من النشاط الذي تدعي انها تقوم به, أو ما ينتظر أن تقوم به . وربما يفسر الكثيرون أن ذلك سيخلق سوء تفاهم داخل لجان المنظمة السياسية الواحدة ربما , و نقول قد يحدث ذلك , لكن الهدف أو الغاية ليست بالطبع خلق مثل هذا الأمر , و إنما محاولة إعادة ترتيب النشاط السياسي بما يجعل فاعليتها تسير في خط واحد . و لا يتوقف مثل هذا الأمر على المنظمين فقط و إنما يمكن أن يلعب المؤيدون و المستقلون - عن الأحزاب- تاثيراً كبيراً عبر ممارسة الضغط , فيمكن لهؤلاء مثلاً الإحجام عن المشاركة في نشاطات الأحزاب السياسية و الثقافية و الترفيهية كتكتيك ضغط و ليس كموقف ثابت , خاصةً ان بعض الأحزاب تقاوم الانهيار و الجمود عبر الرحلات الترفيهية التي و صلت تكاليف مجموعها في العام الدراسي الفائت إلى 600 ألف ليرة في جامعة دمشق وحدها .
ما نحتاج إليه دائماً هو مناقشة الأخطاء و جوانب القصور في العمل السياسي بعيداً عن سلوكيات المنافسة الحزبية المتركزة على الادعاء في زعامة الشارع الكردي , و عندما تصارح الحركة السياسية الكردية بدون استثناء بسلبياتها و تقوم بمناقشتها لتجاوزها , عندها لا بد أن يقاطعها الآخرون بإيجابياتها .

#حسين_جمو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات