إبراهيم ناصيف
الحوار المتمدن-العدد: 4816 - 2015 / 5 / 24 - 11:13
المحور:
الصحافة والاعلام
إعلان حسن نصر الله للتعبئة ليس وليد ليلة البارحة وقد أطلق حملة التعبئة قبيل بدء معركة القلمون منذ مايزيد على إسبوع
أما حديثه أمس عن التعبئة وتصريحاته الشبه مبهمة و المشابهة للتهديد المصوب نحو شركاء له بشكل ضمني فهو يشي بخلاف لابد منه مع نبيه بري الذي بات يستشعر الخطر المحدق والنتيجة المنطقية والحتمية لسياسة نصر الله الرعناء ، والتي قد يكون حصادها متزامن مع حصاد وجودي للمكون الشيعي في لبنان
هذا الغمز واللمز في المقال الذي نشره إعلام حزب الله أمس لاتعدو حقيقته عن استباق ومحاولة لإيقاف الانفجار الداخلي بين أقطاب الطائفة أو تأخيره على الأقل ..
نواة وجذر حزب الله عند تأسيسه في ثمانينيات القرن المنصرم كفصيل منسلخ عن حركة أمل اللبنانية تم دعمه وبناءه كهدية تعهد بها حافظ الأسد بعد أن حصل على اعتراف مضمونه " اعتبار الطائفة العلوية مكون من مكونات الشيعة " ، كان اعتراف سياسي أكثر من كونه ديني وذلك بغية تثبيت حكمه في سورية
بعد تنامي قوة حزب الله وتصاعد شعبيته في فترة التسعينيات حتى مطلع القرن الحالي، ساهم هذا بإضغاف النفوذ السياسي لنبيه بري في الطائفة وخارجها ولو بشكل نسبي رغم استحواذه على رئاسة مجلس النواب على مدار دوراته المتتالية
يبدو أن بري يحظى بفترة مؤرقة أعادت له الشعور بمسؤولية الرجل الأول في الطائفة ، ولابد من تحميل عاتقه التفكير بمستقبل هذا المكون بشكل حكيم بعيد ولو قليلاً عن الحسابات السياسية والتفكير بالخيار الأسوأ على نحو محتمل ، لاسيما أن السعودية بدأت بحملة تسريبات متعمدة تتحدث عن مشروعها القادم في سوريا
إذن نصر الله ذاهب في الحرب مع سبق الإصرار وحرق كل خطوط العودة عنها ، ربما بعض خطوط العودة مازال متاح بقليل من المفاوضات ، لكن ماذا عن حديثه أن لاخيار له سوى المضي بهذه الحرب الهوجاء ! ولماذا يحمل شركاءه كفارة موبقاته في سوريا بطريقة مكارثية حينما يقول أنها حرب وجود ؟
من الذي جعلها حرب وجود !
السياسة لن تكون فن الممكن عندما يكون قرار السياسي التابع مُقدم على مصلحة قاعدته الشعبية
ربما تكون فن السقوط .
#إبراهيم_ناصيف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟