أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - غالي الزبير - رسالة الى المثقف المغربي في ذكرى سارتر














المزيد.....

رسالة الى المثقف المغربي في ذكرى سارتر


غالي الزبير

الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 10:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تحتفل الاوساط الثقافية العالمية هذه الايام بالذكرى المئوية الأولى لميلاد المفكر الوجودي الفرنسي جان بول سارتر(1905 – 1980) ذلك المفكر الذي لقب بأخر الفلاسفة والذي عرف فضلاً عن مذهبه الوجودي ومدرسته الفلسفية المتميزة بمواقفه الشجاعة في فضح الحرب الاستعمارية القذرة التي كانت بلاده فرنسا تخوضها في الجزائر وكانت مجلته " الازمنة الاخيرة" منبراً يكشف صورة الاحتلال ويدعو بصوت مسموع لوقف العنف الممارس ضد الشعب الجزائري الأعزل. هذه الذكرى تصادف أحداث القمع الوحشي الموجه للجماهير الصحراوية في مدن الصحراء الغربية وضد الطلبة الصحراويين في الجامعات المغربية و ما تبع تلك الاحداث من مسلسل المحاكمات الصورية ضد نشطاء المجتمع المدني الصحراوي ممن شاركوا في مظاهرات سلمية عبروا من خلالها عن تشبثهم بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير طبقاً لنصوص الشرعية الدولية التي كان المغرب من اول من وقع عليها. هذه الاحداث المأساوية التي عرفتها الصحراء الغربية والقسوة البالغة التي قابلتها بها أجهزة الامن المغربية التي تفرض حصاراً اعلامياً غير مسبوق على المدن الصحراوية وتحظر وصول المراقبين المستقلين والصحافة الحرة الى موقع الحدث لتمكن من محو اثار الجريمة لاتجد أي صدى في اهتمامات المثقف المغربي للاسف الشديد. ويتسأل الصحراوين بمرارة أين مثقفو المغرب الاحرار؟ وأين من عبروا بصدق وحرارة عن القمع و المعاناة المخيفة في السجون و الموت البطئ في المعتقلات السرية الرهيبة من امثال فاطمة البويه ومحمد الرايس وفاطمة ومليكة اوفقير و ابراهام السرفاتي وغيرهم ؟ خاصة وان ما مررتم به – ايها المثقفون المقمعون- يتكرر اليوم وبصورة مشينة ضد المناضلة مينتو حيدار و ضد محمد الصبار واحمد حماد و وولد الحيرش و عشرات الصحراويين والصحراويات غيرهم، فكيف تلوذون بالصمت وتدفنون رؤوسكم في الرمال؟؟؟؟ فإن كان الصحراوين مواطنون مغاربة كما تزعم السلطة المغربية، فكيف تقبلون بقمع مواطنيكم ورفاقكم اسابقين في الاعتقال والمعاناة بكل هذه الوحشية؟؟ وإن كان الصحراويون غير مغاربة، أفلا نبقي على روابط الجوار والاخوة و العقيدة وقبل هذا وذاك وشائج الانسانية؟؟؟ إن الكثيرين من الصحراويين يحسون مرارة صمت المثقف المغربي مضاعفة لانه يمارس جريمة الصمت والتستر على وأد الحريات وهي جريمة أكبر من جرائم السلطة التي تحمي نفسها كما جرت العادة بقمع الحريات وتكميم الافواه. وحين يمارس المثقف المغربي الذي ذاق مرارة القمع وعرف معنى القهر وسلب الحرية هذا الصمت المشين على قمع الحريات المدنية للمواطنين الصحراويين فإنه يصبح شيطاناً اخرساً وتفقد كتاباته- التي كانت تعبير صريح وصرخة من القلب- حرارتها وتبهت مصداقيتها لانه قبل ان يقف مع الجلاد – نفس الجلاد الذي عرف وحشيته بنفسه، فكيف يقبل مثل هذا المثقف الآن أن يحرق البخور في محراب القمع وان يرضى للصحراويين ماكان يرفضه لنفسه ويحتج عليه بالامس، انه بذلك يخون ذاكرته وذكراه ويصبح - ببساطة لاتصدق- نعجة مستكينة تساق مع القطيع بشعارات هو اعلم من سواه بفجاجتها وديماغوجيتها المفضوحة لانه مر عبر معاناة الاعتقال وسمع نفس الموال المكرر مرات ومرات. أيها المثقف المغربي اعلم ان هذا الاحداث والمواقف التي نعايشها اليوم ستصبح جزءً من التاريخ وسيأتي اليوم الذي ستقيم فيه بموضوعية ومن المؤسف ان تجد نفسك في خانة المتأمرين على حريات وكرامة المدنيين الصحراويين العزل والقمع المريع الموجه ضد النساء والطلاب من خلال صمتك المذل على مايحدث أمام ناظريك ، فهل تقبل ان تدان غداً كما تدين أنت اليوم جلادي الامس القريب؟؟؟؟



#غالي_الزبير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - غالي الزبير - رسالة الى المثقف المغربي في ذكرى سارتر