|
سيقان عارية و إرهابيون .
صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4816 - 2015 / 5 / 24 - 01:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو طلبت منكم وضع هاذين العنوانين الإخباريين في سياق واحد ( الجيش الجزائري يقضي على 27 إرهابيا في ضربة هي الأعنف ضد للإرهاب ) و.. ( طالبة تمنع من اجتياز الامتحان بسبب قصر تنورتها بجامعة الجزائر ) غالبا سيكون الأمر مربك لكم، فكيف لدولة يحارب جيشها الإرهاب، أن يكون فيها جامعات تمنع الطالبات اللائي يرتدين التنانير القصيرة من دخولها !! لكن الحقيقة أن هذا هو الواقع في الجزائر ، ففي الجزائر يمكنك أن تجد الجيش يحارب في الإرهاب في الجبال ، في المقابل يمكنك أن تجد عميد جامعة و وزيرا للتعليم العالي بهوى داعشي يمنع اللباس القصير عن الفتيات، ففي ظل الازدواجية التي حلت بالجزائر منذ عصر المصال ة صار عاديا أن ترى هكذا متناقضات تتموقع جنبا إلى جنب، فالساسة من مدة قد قرروا التسامح مع الإرهابيين و العفو عما سلف ، وعليه فتحت الأبواب و أشرعت الطرق لكل إرهابي ان يسرح وان يمرح كيفما شاء، فالأحزاب متاحه للإرهابيين ، و الجامعات مرتع خصب لهم ، أما المساجد فحدث ولا حرج ، في المقابل ظل الجيش الجزائري على عقيدته العسكرية الوطنية في مكافحة الإرهاب ، خاصة و هو المؤسسة الوحيدة ولحسن الحظ التي نجت من توغل الإرهاب فيها، وهذا لان الجيش يقوم بعمل تحقيقات لمنع وصول الإرهابيين و أصحاب السوابق لها ؛ لهذا فقد تحول المجتمع الجزائري المخترق إرهابيا إلى حاضنة للإرهاب ، في المقابل ظل الجيش هو الوسيلة التي تكافح الإرهاب ، ومن تلك اللحظة و للأسف و الجزائر تعيش حالة عبثية من التدمير الذاتي ، فالجامعات والمساجد و الأحزاب الدينية تفرخ في الإرهابيين ، في المقابل يكافح الجيش للقضاء عليهم( و المؤسف طبعا هنا انه كلما قضى الجيش على إرهابي فرخ له المجتمع "المخترق إرهابيا" عشرات الإرهابيين ) لهذا فالحال الجزائري يبدو حالا عدميا ، فرغم أن المصالحة مثلا مر عليها أكثر من عشر سنوات ( وهي التي روج أنها ستنقد الجزائر من الإرهاب ) فها هو الإرهاب باقي رغما عنها ، ورغم أن الجيش الجزائري العظيم يكافح يوميا في الإرهاب (ولا يكاد يمر يوم إلا و الجيش يقضي على فرد أو أتنين من الإرهابيين ) لكن الإرهاب أبدا لم ينتهي ، وطبعا لا يمكن هنا عدم ملاحظة السبب "ألا وهو المجتمع المفرخ للإرهاب " فالساسة الذين فتحوا المجتمع للاختراق الإسلامي، هم من يحمون القواعد الخلفية للإرهاب الآن ، حيث وفي ظل الإمداد اللامحدود للإرهابيين ، فالإرهاب لا ينتهي، وطبعا كل من لديه إطلاع بالخبرات العسكرية يعرف هذا ، فالحرب ليست هي قوة الجيوش فقط ، فقد تكون قوي وتهزم ، بل الحروب هي خطوط الإمداد بحيث قد تكون ضعيف ، لكنك سوف تبقى تقاوم مادام لديك دعم ، وطبعا الإرهاب الجزائري ولأنه يحضا بالدعم فهو لا ينتهي ، فرغم ضعفه عسكريا مقارنة بالجيش الجزائري ، لكنه في المقابل يحوز على خطوط إمداد لا محدودة من الموارد البشرية و التعبوية، وعليه فبديهي أن يستمر ، فالجامعة تمده بالإرهابيين ، و المسجد يمده بالإرهابيين ، و الساحة السياسية المفتوحة بلا حسيب أو رقيب تمد بالإرهابيين الخ ، في المقابل جيشنا قابع مكبل اليدين أمام ميكروب يغزوه من كل جانب، وهنا نصل إلى النتيجة النهائية وهو أن لا يوجد حقا سياسة للحرب على الإرهاب في الجزائر ، فما يوجد الآن هو مجرد عملية من الإنهاك المنظم للجيش الجزائري في حرب عبثية يقودها مجموعة من الساسة الجهلة، فمن يزعم الحرب على الإرهاب حقا فعليه أن يهاجم أصل المرض وليس أن يحارب الأعراض، و اليوم المرض واضح و مكشوف وكل ما نحتاجه هو بدا الحرب عليه ، فالمرض في الجزائر وبعمل الجميع هو عقلية الإرهاب التي تفرخ في الإرهابيين كالتي يحملها المبجل الذي تم تنصيبه على رأس وزارة التعاليم العالي السيد طاهر حجار ، فأفكار كأفكار السيد طاهر حجار بمنع طالبة من اجتياز الامتحان بسبب تنورتها ، هو ذاته الفكر الذي يغدي اولاءك الإرهابيين في الجبال ، وأنت لو سالت أي إرهابي عن رأيه في دولة الجزائر مثلا فسيقول لك انها دولة كافرة لأنها تسمح بالعري للبنات ، وأنها دول كافرة لأنها لا تحارب العري الخ من الكلام الإسلامي المعروف ، لهذا فمن يريد القضاء على الإرهاب حقا فعليه إما الإطاحة بأمثال الطاهر حجار ومن لف لفه من كل المواقع الحساسة في الجزائر (إعلام -إدارات -مؤسسات ) لتطهير البلاد من الطابور الخامس الذي يغدي الإرهاب في البلاد ، أو هو عليه شرعنة الإرهاب وتحويل الدولة إلى إمارة إسلامية لكي يرضى عليها الإرهابيون كما يفعل بعض المتسلسلين لجسد الدولة أمثال الطاهر حجار وغيره ، لكن المؤكد أن من يحاول مسك العصا من النصف، فهو لن يجني سوى الانفجار على غرار سنوات التسعينات ، فالمجتمعات يجب أن تكون خياراتها واضحة ، إما تقدم وإما تقهقر ، و إذا حاولت أي سلطة أن توازن بين متناقضات حدية على غرار الرجعية الإسلامية و الحداثة ، فهي من المؤكد أنها لن تنال سوى الخراب على رؤوس الجميع كما جرى في الجزائر سابقا ، أو كما يجري حاليا في سوريا وتونس وليبيا و مصر الخ ..من تلك الدول التي حاولت اللعب على الحبال للهروب من إلتزامات العصر الحديث .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد موجة العودة للدين لنجرب الابتعاد عنه .
-
وماذا عن القمع الديني يا صحافة .
-
لا جدوى من الإسلام إلا كديانة إرهابية .
-
مشكل الطلاق ليس قانوني يا سيادة الرئيس .
-
الهمجية كقيمة إسلامية رفيعة ؟ .
-
نحن المسلمون همج وسنبقى همج .
-
الإسلام ضد العالم .
-
الإسلام ساعيا لدمار الغرب بعد أن دمر الشرق .
-
الأدلة على عدم إسلام الحسن باتيلي .
-
إرهابكم يا مسلمين لن يجدي .
-
وماذا عن الكفر-فوبيا و الشرك-فوبيا ؟.
-
إذا شارلي ايبدو مؤامرة فماذا عن ولد مخيطر ؟ .
-
براءة الإسلام المتطرف من مجزرة -شارلي إيبدو- .
-
الخوف على فرنسا أولى من الخوف على المسلمين .
-
المسلمون و الفهم السلبي لله .
-
اللهم أحفظ الكفار و المشركين .
-
اللهم أهلك العرب و المسلمين .
-
حول العنصرية إتجاه المسلمين .
-
تضامنا مع المناهضين للإسلام .
-
في إنتظار المحاكمة الهزلية .
المزيد.....
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
-
شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه
...
-
الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع
...
-
حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق
...
-
بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا
...
-
وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل
...
-
الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا
...
-
وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني
...
-
تأثير الشخير على سلوك المراهقين
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|