جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 16:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا يموت الدين في السياسة
شخصيا اعتقد او انا متأكد ان هذه النظرة ليست الا امنية ان الدين مسألة شخصية و لكل فرد الحرية المطلقة ان يؤمن (بأي شيء) او لا يؤمن و عليه ان لا يتدخل في معتقدات الاخرين و يحترمها و يجب ان يبتعد الدين عن السياسة و الحياة العامة و لكن الديانات لم تتطور الا من تقاليد و عادات المجمتعات البشرية اي ان الدين تحول ايضا الى مسألة هوية جماعية لتدفع بافراد من الذين يميلون الى االايمان العميق بطريقة تختلف قليلا او من الذين يمليون الى التفكير و التأمل و الفلسفة التمرد عليها و اقناع الناس باتباع طريق جديد و هذا يؤكد ديناميكية الاديان و تغيرها بمرور الزمن.
لقد بين التأريخ البشري بان الدين لم يكن ابدا مسألة فردية و الا كيف يمكن اطلاق تسمية الدين عليه (راجع مقالي السابق: الدين و موت المفرد في الجمع). تشترط تسمية الدين اذن وجود مجموعة بشرية تقرر او تجبر على الايمان بدين معين (بهوية دينية معينة) او تنقلها من جيل الى جيل (بالوراثة) و هذا يعني ان الدين مسألة اجتماعية عامة لا يمكن فصله عن المجتمع و السياسة (لا حظ الاعياد الدينية السنوية و الفرائض الدينية الاجتماعية في الصوم و الصلاة وغيرها من الشعائر الدينية).
يقال ان الانظمة الغربية تفصل بين الدين و السياسة و لكن هذا اما حبر على ورق فقط ام ان درجة تدخل الدين في السياسة اخف منها في المجتمعات الاسلامية و لكنك اذا قلت لقد مات الدين في السياسة في الغرب فهذه كذبة كبيرة. عندما انهار الاتحاد السوفيتي فتح وزير الماني فمه على مصراعيه ليقول: لقد ماتت الشيوعية و لكن المسيح بقى على قيد الحياة.
في الحقيقة ليس هناك خوف من تدخل الدين في الامور الاجتماعية و السياسية و الثقافية كما نجده في الدول المسيحية الغربية حينما تتوفر لكل شعب ترجمة لكتابه المقدس بلغته القومية و لكن المشكلة هي التدخل الديني المطلق كما نجده في الانظمة الاسلامية و تدخل اللغة الدينية الاسلامية العربية في لغة الناس اليومية بغض النظر عن انتمائها الى عائلة لغوية اخرى (الحمدلله – انشاءالله – و النبي...) فحتى لو تخلصت من الاسلام كليا فسوف تعيش اثاره اللغوية في حياتنا اليومية لانك لا تستطيع غربلة اللغة بطريقة دكتاتورية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟