|
البطالة مفهوم تحليل حلول
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 09:05
المحور:
الادارة و الاقتصاد
البطاله مفهوم- تحليل- تكلفة- حلول تمهيد: لقد أصبحت البطالة الآن في مختلف دول العالم هي المشكلة الأولى وهناك مايقارب مليار عاطل عن العمل، موزّعين على مختلف أنحاء المعمورة، ويبدو أن البطالة قد دخلت مرحلة جديدة تختلف تماماً عن بطالة عالم مابعد الحرب العالميّة الثانية. في حالة البلدان الصناعية المتقدّمة كانت البطالة جزءاً من الدورة الاقتصادية، بمعنى أنّها تظهر مع ظهور مرحلة الركود وتختفي مع مرحلة الانعاش. أمّا الآن فقد أصبحت البطالة، ومنذ مايزيد على ربع قرن من الزمان مشكلة هيكلية فبالرغم من تحقّق الانتعاش والنمو الاقتصادي، تتفاقم البطالة سنة بعد أخرى. وفي البلاد التي كانت اشتراكية، والتي لم تعرف البطالة أبداً، تزايد جيوش العاطلين فترة بعد أخرى في غمار عملية التحوّل الرأسمالي. وفي البلاد النامية تتفاقم البطالة بشكل عام مع استمرار فشل جهود التنمية وتفاقم الديون الخارجية وتطبيق برامج صارمة للانضباطالمالي. · وزاد من خطورة الأمر، أن هناك فقراً شديداً في الفكر الاقتصادي الراهن لفهم مشكلة البطالة وسبل الخروج منها. بل وهناك تيار فكري ينتشر بقوّة الآن ينادي بأن البطالة أضحت مشكلة تخصّ ضحايا الذين فشلوا في التكيف مع ظروف المنافسة والعولمة. = معنى البطالة= هناك شرحان أساسيان يجمعان معاً التعريف الكامل: أ- أن تكون قادراً على العمل. ب- أن تبحث عن فرصة عمل. ويمكن تعريف العاطل بأنّه "كلّ من هو قادر على العمل وراغب فيه ويبحث عنه، ويقبله عن مستوى الأجر السائد ولكن دون جدوى". وينطبق هذا التعريف على العاطلين الذين يدخلون سوق العمل لأوّل مرّة وعلى العاطلين الذين سبق لهم العمل واضطرّوا لتركه لأيّ سبب من الأسباب. اجمالي عدد السكّان – (من هم أقلّ من 16 سنة + طلبة ومرضى) = قوّة العمل معدّل البطالة: كنسبة من قوّة العمل = عدد العاطلين / قوّة العمل. أنواع البطالة v البطالة الدورية: وهي ترافق الدورة الاقتصادية ومداها الزمني بين ثلاث وعشر سنين. v البطالة الاحتكاكية: وهي البطالة التي تحدث بسبب التنقلات المستمرة للعاملين بين المناطق والمهن المختلفة. v البطالة الهيكلية: وهي نوع من التعطّل يصيب جانب من قوة العمل بسبب تغيّرات هيكليّة تحدث في الاقتصاد القومي. v البطالة السافرة: وهي حالة تعطّل أكثر قوّة وإيلام وهي قد تكون دورية أو احتكاكيّة أو هيكليّة. v البطالة المقنّعة: وهي الحالة التي يتكدّس فيها عدد كبير من العمّال بشكل يفوق الحالة الفعليّة للعمل مما يعني وجود عمالة زائدة أو فائضة لا تنتج شيئاً تقريباً. ويسود هذا النوع من البطالة في أغلب المؤسسات والشركات السورية بسبب زيادة التوظّف الحكومي والتزام الدولة بتعيين خرّيجي الجامعات "المعاهد الملتزمة". تكلفة البطالة - البطالة تؤدّي الى انتقاد الأمن الاقتصادي حيث يفقد العامل دخله الأساسي وربّما الوحيد، ممّا يعرضّه لآلام الفقر والحرمان هو وأسرته. - تسبب البطالة معاناة اجتماعيّة وعائليّة ونفسيّة بسبب الحرمان والمعاناة. - تدفع البطالة الفرد الى تعاطي الخمور والمخدّرات وتصيبه بالاكتئاب والاغتراب. - تدفع البطالة الفرد الى ممارسة العنف والجريمة والتطرّف. - تؤدّي البطالة الى ممارسة العنف والجريمة والتطرّف. - تؤدّي البطالة الى اهدار في قيمة العمل البشري وخسارة البلد للناتج القومي. - تؤدّي البطالة الى زيادة العجز في الموازنة العامّة بسبب مدفوعات الحكومة للعاطلين. - تؤدّي البطالة الى خفض مستويات الأجور الحقيقيّة. - تؤدّي البطالة الى شلّ الحياة في بعض القطّاعات بسبب لجوء العمّال أحياناً الى الاضرابات والمظاهرات. الحلول العاجلة المطروحة لعلاج أزمة البطالة v في البلاد النامية: - إنّ علاج أزمة البطالة في البلاد النامية ومنها سوريّه هي عملية صعبة ومعقّدة في آن واحد ومع الصعوبة يكمن في الجذور العميقة التي أنبتت هذه الأزمة وهي:- التخلف الاقتصادي- ضعف موقع البلاد النامية الاقتصاد العالمي –فشل جهود التنمية- وآثار أزمة المديونيّة الخارجية من ناحية رابعة. وعلى أيّ حال فإن التصدّي لأزمة البطالة في البلاد النامية يحتاج الى مستويين: 1) الاجراءات العاجلة للأجل القصير: - تشغيل الطاقات العاطلة الموجود في مختلف قطّاعات الاقتصاد القومي. - توفير الحماية الاجتماعية للعاطلين والتوسّع في مشروعات الضمان الاجتماعي. - دعم وتشجيع القطاع الخاص المحلّي. - وضع الحكومة برنامج للنهوض بالخدمات الصحيّة والتعليميّة والمرافق العامّة. - التوسّع في برامج التدريب واعادة التدريب في مجال المهن اليدويّة ونصف الماهرة. 2) اجراءات الأجل الطويل: - خلق فرص عمل منتجة من خلال زيادة حجم الاستثمار يشكل متوازن في مختلف القطّاعات. - الاستفادة من الاستثمارات الأجنبيّة المباشرة. - الارتقاء بمستويات التعليم والصحة والاسكان والرعاية الاجتماعية. - اعادة النظر في مكوّنات سياسات التعليم والتدريب بحيث تلبّي سوق العمل. - اعتماد صيغة الاقتصاد المختلط "عام- خاص- مشترك- تعاوني- انتاج سلعي صغير". - ممارسة الدولة للتخطيط الاستراتيجي ومشاركتها في تحديد معدّلات النموّ والادّخار والاستثمار والقرارات المتعلّقة بالسياسة النقديّة والماليّة والتجاريّة. طرطوس- عبد الرحمن التيشوري 18/9/2002 ***
· عبد الرحمن تيشوري دبلوم علاقات اقتصادية دولية دور الصناعة في تفعيل عمليّة الإصلاح الاقتصادي مدرّس في المعهد الصناعي طرطوس · مفهوم التصنيع: التصنيع عمليّة تنمويّة هادفة الى القضاء على التخلّف وتطوير مختلف فروع الاقتصاد الوطني عبر الاستفادة من أحدث الوسائل التكنولوجيّة واستخدامها في شتّى الميادين الانتاجيّة كما أن للتصنيع أهدافاً اجتماعيّة أهمّها القضاء على البطالة ورفع مستوى الناس المادّي والثقافي. وفي بلدنا الحبيب سورية يصبح المعنى الضيّق للتصنيع، عمليّة تحوّل منتظمة لسوريّا من بلد زراعي الى بلد صناعي بحيث تلعب الصناعة دوراً أساسيّاً في النهضة العامّة للإقتصاد. دور الصناعة في عمليّة الإصلاح الإقتصادي تلعب الصناعة دوراً بارزاً في إحداث التطوير الإقتصادي المنشود الذي أشاعه رئيسنا الشاب الدكتور بشّار الأسد في ثنايا خطاب القسم. وأستطيع أن أبيّن دور الصناعة في عمليّة التطوير والاصلاح على النحو التالي: 1) تحقيق زيادة كبيرة في الدخل القومي: فزيادة الاستثمار في الصناعة يؤدّي الى ارتفاع مستوى انتاجيّة العمل الاجتماعي وارتفاع مستوى الإنتاجيّة يعني ارتفاع مستوى الدخول مما ينعكس بدوره على بقيّة أجزاء الاقتصاد القومي. فارتفاع مستوى الدخل الفردي يعني مايلي: أ- ارتفاع حجم الطلب الفعّال وتوسيع السوق الوطنيّة حيث يزداد الطلب بصورة خاصّة على المنتجات الغذائيّة الأمر الذي يساعد على حدوث توسّع في الانتاج الزراعي الذي يساهم بدوره في رفع مستوى الدخل القومي. ب- يزيد قدرة الأفراد على الادّخار، ومن ثمّ زيادة القدرة على التكوين الرأسمالي وهذا يزيد من قدرة الدولة على الإستمرار في التنمية الاقتصادية. ت- ازدياد الدخل يؤدّي الى تنوّع الاستهلاك الذي يؤدّي بدوره الى تطوّر الصناعة ذاتها لأنّها النشاط الإنتاجي الوحيد القادر على انتاج أنواع مختلفة من المنتجات لإشباع أذواق المستهلكين. 2) الصناعة نشاط متعدّد المحاور يخلق أقطاباً للنموّ ويستقطب مجمل عمليّة التنمية لأنه يحقق تشابك اقتصادي بين الأنشطة المختلفة بما يقدّم من معارف فنيّة وتكنولوجيّة ورفع مستوى المهارات القائمة. ففي الصناعة مثلاً يتم انتاج مدخلات الانتاج الزراعي كما يتم تحويل مخرجاته وكذلك الحال في العلاقة بين الصناعة ومختلف أنشطة الخدمات. 3) تؤدّي التنمية الصناعيّة الى تنويع الاقتصاد القومي إذ يتغيّر التركيب السلعي للدخل القومي على أثر نموّ وتدعيم حركة التصنيع. وهذا يعني انخفاض الأهميّة النسبيّة للمحصول الواحد المكوّن للدخل القومي ومن ثمّ تقليل الآثار الضّارة الناجمة عن تقلّب أسعار المواد الأوليّة على الدخل القومي. وتحقيق قدر كافٍ من الإكتفاء الذاتي. 4) يترتّب على اقامة الصناعات التصديريّة زيادة نصيب المنتجات الصناعيّة من اجمالي الصادرات، ولا شكّ أن هذا يخفّف من المشكلات التي تواجه الصّادرات السوريّة الى الأسواق الصناعيّة المتقدّمة. 5) يؤدّي التصنيع الى زيادة الصادرات بصفة عامّة، وهو يؤدّي الى زيادة العملات الأجنبيّة اللازمة لشراء الواردات الوسيطة والرأسماليّة من أسواق الدول المتقدّمة. ونحن بحاجة ماسّة الى الدولارات حيث بدا في الفترة الأخيرة انخفاض سعر الليرة السورية تجاه الدولار الأمريكي. 6) يترتّب على زيادة الاستثمار في الصناعة، ازدياد طاقة هذا القطّاع على استيعاب القوى العاملة الناجمة عن الزيادة السكّانيّة حيث يدخل سوريا سنوياً 240000 لسوق العمل ويخرج من سوق العمل 100000 أي نحن بحاجة الى 140000 وظيفة سنوياً والتصنيع هو المصدر الرئيسي لاستيعاب هذا العدد الكبير من طالبي العمل. 7) تؤدّي عملية التصنيع الى احداث تغيير جوهري في البنيان الاجتماعي والثقافي للمجتمع وإرساء قيم وعادات جديدة نتيجة للإختلاف الجوهري في طبيعة العمل الصناعي عن العمل الزراعي. خاتمة وبشكل عام أقول أن رئيسنا الشاب الدكتور بشار الأسد ركّز وتحدّث مطوّلاً عن التصدير في خطاب القسم وعلى الحكومة وجميع المعنيين ترجمة ذلك الى وقائع وحقائق فعليّة كي يتحقّق التغيير المنشود. وأقول في خاتمة هذه العجالة السريعة: لكي ننجح في الصناعة ونصدّر الى الأسواق الدولية لا بدّ من اثبات الذّات والنجاح في السوق المحلّي أوّلاً واقناع الزبون والمستهلك بأن هذه السلعة جيّدة ورخيصة وتلبّي حاجة لـه ونستطيع في مقالة لاحقة أن نكتب عن السياسات التي يجب أن تتبع والتي تساهم عند اتّباعها في تطوير وإصلاح اقتصادنا الوطني عبد الرحمن تيشوري طرطوس 19/9/2002 الاصلاح الاداري بين المعلوماتية والعامل البشري · عبد الرحمن تيشوري دبلوم علاقات اقتصادية دولية مدرّس في المعهد الصناعي- طرطوس
مقدّمة: إذا كانت المنهجيّة العامّة لكلّ مؤسّسة وشركة تتلّخص في ثلاثة أطر هي "الإقلال من الهدر وخفض كلفة المنتج، زيادة الإنتاج وجودة المنتج، التوسّع في تسويق هذا المنتج" فإن النجاح في تفعيل هذه المحاور مجتمعة مع بعضها البعض تبيّن بوضوح وبشفافيّة مقدار النجاح الذي تلاقيه هذه المؤسسة أو الشركة في عملها وفيما يتعلّق بالإطار الأوّل على وجه التحديد "الإقلال من الهدر وخفض كلفة المنتج" فإن وضع الخطط الكفيلة بتقيقه هو ما ندعوه بالإصلاح الإداري المنشود. يحتاج تطبيق الإصلاح الإداري إلى صياغة خطط دقيقة جدّاً من قبل إدارة المؤسسة ويجب أن تطبّق هذه الخطط بعد الإنتهاء من صياغتها بصرامة وبحزم ويجب أن يجري تقييم شامل لأداء المؤسسة بعد كل مرحلة زمنية معينة يتمّ تحديدها من قبل الإدارة. ولصياغة هذه الخطط وتطبيقها يجب لحظ عاملين اثنين في غاية الأهميّة: 1) العامل البشري: ذلك أن الانسان هو المعني أوّلاً وأخيراً بالاصلاح الإداري وهو الأمل في تحقيق النجاح المرجو في العمل. 2) المعلوماتيّة: وهي الوسيلة المساعدة بقوة للعامل الأوّل على تحقيق أهدافه في إعادة هيكليّة العمل ومن ثمّ تحقيق الإصلاح الإداري، وما يتبع ذلك من نجاح عام في عمل الشركة أو المؤسسة. سوف أبيّن في هذه المحاضرة دور هذين العاملين، والتفاعل المهمّ بينهما في انجاز الإصلاح الإداري، كما أبيّن في هذه المحاضرة المعوقات الطبيعية لاعتماد المعلوماتية كأسلوب عمل وكنظام جديد تماماً في اسلوب الادارة. مما لا شكّ فيه أن إحدى أهمّ مميزات العصر الحالي هي الزيادة الهائلة في الانتاج اليومي من المعلومات وسرعة تداولها وشمولة تغطيتها، ولأن التحدّي الأعظم ليس في انتاج المعلومة بل في الاستفادة منها واستغلالها في تحقيق أهداف التنمية والتطوير فلذلك نرى بوضوح أهميّة المعلوماتية في مساعدة صانع القرار على اتّخاذ القرارات الصائبة ذات الجدوى في عمله. إن تجارب الدول المتقدّمة تعطي انطباعاً جلياً بأن أنظمة أتمتة إدارات المؤسسات قد وصلت إلى مرحلة ناضجة جدّاً سمحت بالتغلّب على معظم المشكلات الفنيّة التي ظهرت عند بدايات تطبيق المعلوماتية في الادارة وقطّاعات العمل الأخرى والعلاقة الحاكمة في هذا المجال هي كيفيّة تفاعل العامل البشري مع النظام الجديد. ففي حالة كون التفاعل إيجابيّاً: سينطلق النظام الجديد محقّقاً نتائج كبيرة جدّاً تفوق توقّعات واضعي الخطط والمستشارين والخبراء. وفي حال كون التفاعل سلبياً: سيفشل المشروع تماماً وسينعكس الفشل على مجالات أخرى، وسيتحوّل إلى خسارة كبيرة للمؤسسة أكانت هذه الخسارة على الصعيد المالي المتمثّل بكلفة المنظمة المعلوماتية إضافة إلى الصعيد المعنوي الذي يتمثّل في الإحباط الذي سيصيب العاملين على هذه المنظومة وضياعهم لاحقاً بين الأسلوب القديم والاسلوب الجديد في ادارة المؤسّسة. للأسباب المذكورة أعلاه، كان لا بدّ من إلقاء الضوء على الدور الهام والمفصلي الذي يلعبه الإنسان المستثمر يحتلّ موقع صانع القرار في المؤسسة أو الشركة، وبالتالي يمكن القول بشيء من التأكيد أن التفاعل بين العامل البشري مع النظام الجديد سيأخذ المنحى الإيجابي وستتقق الفائدة المرجوّة من أعمال الأتمتة المنتظرة في كافة المستويات الإداريّة الموجودة في المؤسسة وسيقل الهدر إلى حدّه الأدنى إن لم ينعدم، وسينعكس ذلك تدريجياً على تخفيض كلفة المنتج، مما يعني في المحصّلة إنجاز الإصلاح المنشود، هذا الإنجاز الذي يصعب جدّاً تحقيقه لولا التفاعل الكبير والهائل. خاتمة لقد نوّه القائد الخالد حافظ الأسد مراراً على أن الإنسان هو منطلق الحياة، وهو غاية الحياة، ولهذا السبب بالذات كان لا بدّ من التفكير بأهميّة الإنسان ودوره المفصليّ في أعمال التغيير الواجب إحداثها في أسلوب حياته وعمله، إن الإجراءات، المؤديّة بالضرورة إلى إحداث التغييرات المذكورة على منهجيّة عمله هي في حقيقة الأمر أساليب مساعدة لـه على تنظيم أعماله بشكل أفضل للإرتقاء بحياته إلى مستويات أفضل. لا أحد معصوم عن الخطأ، وليس من أحد يمكن لـه بأن الإدعاء بأن كافّة قراراته هي سليمة تماماً ولم يداخلها الخطأ يوماً، بل أن العكس هو الصحيح ذلك أن ممارسة النقد والنقد الذاتي هو أحد أشكال الإصلاح الإداري المنشود والذي يؤدّي في حال تطبيقه إلى تنظيم حياة الإنسان والإرتقاء به كما أسلفنا وليست المعلوماتيّة سوى وسيلة لتحقيق هذا الإصلاح، ولكنّها وسيلة عصريّة جدّاً وفعالة جدّاً ومن الأهميّة بمكان اعتمادها في كافة مؤسساتنا وشركاتنا وسيأتي يوم ليس بالبعيد نشعر فيه بأن هذه الوسيلة أصبحت لا غنى عنها أبداً وأنّ العمل التقليدي في الإدارات سيؤدي إلى تهميش هذه الشركات والمؤسسات وتجريدها تماماً من وسائل المنافسة للبقاء ضمن دارة الضوء. القائد بشار الأسد والادارة · ونظراً لأهميّة الإدارة فقد ترأس قائدنا الشاب الدكتور بشار الأسد اجتماعاً للحكومة خصص لمناقشة موضوع إصلاح الإدارة وتوصيف الوظائف والبحث عن المدير الأكفأ الذي لا يدير قفاه للمؤسسة وإنّما المدير الذي عينه على المؤسسة وليس همّه الكرسي ولقد أعطى قائدنا الإداري الجريء والدكتور بشّار الأسد مهلة ثلاثة أشهر لإنجاز المطلوب وما نأمله أن نجد مدراء وإدارات واعية كفؤة تعمل للوطن وليس لها. · عبد الرحمن تيشوري طرطوس- 22/9/2002 دبلوم علاقات اقتصادية دوليّة مقوّمات الدولة الحديثة ونصيب سورية منها · عبد الرحمن تيشوري دبلوم علاقات اقتصادية دولية مدرّس في المعهد الصناعي- طرطوس مقدمة: · كثيراً ما تردّد لفظة الدولة الحديثة في الكتابات السياسيّة المعاصرة ولكن ما المقصود بهذه اللفظة وما مقوّمات الدولة الحديثة؟ · قد يجيب بعضنا عن هذا السؤال بقوله إن الدولة الحديثة هي الدولة المعصرة التي تعيش في زماننا متمتّعة بسيادتها واستقلالها ولكن هل يكفي أن تكون الدولة قائمة ومستقلّة تامّة السيادة لتكون حديثة؟. · وقد يكون الجواب بأن الدولة الحديثة هي التي بنت لنفسها نظاماً سياسيّاً مستقرّاً في إطار دستوري حرّ وهل يكفي أن يكون نظامها السياسي مستقراً وأن تكون دولة دستوريّة حتّى تكون دولة حديثة. · وقد يكون الجواب بأن الدولة الحديثة هي الدولة الغنيّة ذات الثروات الهائلة والتي تستثمرها لصالح شعبها ولكن هل يكفي أن تكون الدولة غنيّة في ثرواتها ومكتفية بذاتها حتى تكون دولة حديثة. · وقد يكون الجواب بأن الدولة الحديثة هي التي تستخدم التكنولوجيا العصرية في تسيير مرافقها ولكن هل يكفي أن تستخدم الدولة التكنولوجية لتغدو دولة حديثة؟ · وقد يكون الجواب بأن الدولة الحديثة هي التي يبلغ فيها دخل الفرد مستوى عالياً ولكن هل كل دولة يكون فيها دخل الفرد عالياً تكون دولة حديثة؟ مقوّمات الدولة الحديثة بشكل عام يمكن اعتبار الدولة حديثة إذا توافرت لديها الشروط والمقوّمات التالية: 1. الإمكانية التوحيدية القوميّة: أي قدرة الدولة على توحيد شعبها وتحريره من المنازعات والمحليّات ورفعه الى المحور السياسي الكبير. 2. الإمكانيّة الدوليّة: أي قدرة الدولة على المشاركة الفعّالة في اتّخاذ القرارات الدوليّة وأن يكون صوتها مسموعاً في المحافل الدوليّة. 3. إمكانيّة مساهمة الشعب في اتّخاذ القرارات السياسيّة. 4. القدرة على توزيع الخدمات على كافّة أفراد الشعب. 5. إمكانية الفرد في تحقيق تكامله بأقلّ ما يمكن من قيود وشروط. 6. قدرة النظام السياسي على تغيير رموزه ومؤسساته تغييراً سلمياً وديمقراطياً وفق مقتضيات العصر. 7. امكانية جعل التنمية الشاملة والمتوازنة هدفاً حضارياً. في ضوء ذلك هل يمكن اعتبار سورية دولة حديثة - إن مقارنة الوضع في سورية لمقومات الدولة الحديثة يقودنا الى النتائج التالية: أولاً: الإمكانيّة القومية: سورية دولة واحدة قويّة قومية يعيش المواطنون فيها في وحدة وطنية رائعة والنسيج الوطني متين متانة الفولاذ. ثانياً: الإمكانية الدولية: سورية دولة محوريّة وفاعلة على الصعيد الدولي ومؤثّرة وهي أكبر بلد صغير في العالم وقد هزمت كلّ الأسلحة المجرّبة منها وغير المجرّبة هكذا كانت في عهد القائد الخالد الراحل حافظ الأسد وتسعى في عهد القائد الشاب الحكيم بشار حافظ الأسد. ثالثاً: فيما يتعلّق بإمكانيّة إسهام الشعب في اتّخاذ القرارات السياسيّة. سورية بلد متقدّم نسبيّاً في هذا المجال لكن لا بدّ من إعادة النظر بقانون الأحزاب ولا بدّ من تطوير عمل الأحزاب الأخرى في الجبهة الوطنيّة التقدّميّة لتصبح أحزاب معارضة حقيقيّة لا أحزاب تتقاسم كعكة الحكم. رابعاً: فيما يتعلّق بقدرة الدولة على توزيع الخدمات على كافة أفراد الشعب. لقد خطت سوريا خطوات كبيرة على صعيد الخدمات وتطوير أجهزة الدولة إلاّ أن أداء بعد الجهات والإدارات لا يزال متدنّي وخاصّة البلديات فيجب إعادة النظر بقانون الإدارة المحليّة والتجربة بشكل كامل. خامساً: فيما يتعلّق بإمكانيّة الفرد لتحقيق تكامله بأقلّ ما يمكن من قيود وشروط: سوريّة دولة رائدة في ممارسة الحريّات على اختلافها لكن لا بدّ من التأكّد على نزاهة وعلاقة القضاء بحيث يحمي الحريات من التعسّف وسوء الاستعمال ولا بدّ من حسم المنازعات بسرعة ولمصلحة المتضرر. سادساً: فيما يتعلق بقدرة النظام السياسي على تغييراً سلمياً ديمقراطياً وفق مقتضيات العصر إن مثل هذا التغيير لا يمكن أن يحصل إلاّ في دولة ترسّخت فيها جذور الديمقراطيّة واحترمت فيها الإرادة الشعبيّة. وبشكل عام جرت إنتخابات حزبيّة بعد انعقاد المؤتمر القطري التاسع للحزب كتجربة بعد توقّف لفترة طويلة لكن قيادات الشعب التي تمّ تعيينها أفرغت العمليّة الإنتخابيّة من مضمونها حيث تمّ تعيين /5/ من عشرة ناجحين وبذلك تمّ إستبعاد الكوادر والطامحين الذين يشكّلون حظراً على أعضاء قيادات الشعب حسب قناعاتهم وهذا أضرّ بالحزب كثيراً حيث نحن بحاجة إلى تقوية الحزب وليس إلى إخفاقه. حزب البعث هو حزبنا جميعاً ونحن جميعاً ملك للوطن والوطن هو المالك الوحيد لأنّه هو الذي يبقى. نحن مع الحزب بقدر ما هو صادق مع شعاراته وفي مبادئه أمين عليها يترجمها الى واقع وعمل فقد اثبت الحزب بعد وصول القائد بشار الأسد أنه قادر على ذلك ولا بدّ من تعرية الشّاذين على طريق الحزب وهؤلاء موجودين ومن السهل كشفهم. سابعاً: فيما يتعلّق بالتنمية الشاملة والمتوازنة: قامت في سورية مشاريع كبيرة في مختلف المحافظات لكن الآن بعض المحافظات وخاصّة طرطوس تعاني من بطالة كبيرة ونحتاج الى مشاريع محدّدة لامتصاص البطالة التي تقدّر ب /70000/ سبعون ألف عاطل عن العمل يحملون شهادات علميّة متنوّعة. خلاصة القول لا يمكن اعتبار سورية دولة حديثة بالمعنى المتقدم لكن يمكننا القول أن سورية دولة شبه متقدمة بدأت مسيرة تطوير وتحديث مع القائد الشاب بشار الأسد الذي يخط مرحلة جديدة في تاريخ سورية حيث أكد القائد الشاب على الديمقراطية والحوار والرأي الآخر كما دعا الإعلام ليأخذ دوراً أكبر ويدعم استقرار الوطن. ويريد السيد الرئيس بشار الأسد عملية تطوير وتحديث ناضجة وأن تأخذ مراحلها الطبيعية بعيداًً عن المقامرة وكل ما صدر حتى الآن من قوانين مصارف خاصة- إصلاح القطاع العام- دراسات لإصلاح الإدارة- اصلاح الإقتصاد- إصلاح التعليم العالي- زيادات أجور متكررة لخلق التوازن بين الأجور والأسعار- مكافحة البطالة مقدمة حقيقية لبناء دولة عصرية حديثة يشعر فيها المواطن بالعزة والكرامة وتتوفر لديه مقومات العيش الكريم له ولأطفاله. تحية لقائدنا الشاب الذي يتمتع بحكمة الشيوخ وحيوية الشاب وتحية لكل من يعمل بإخلاص من أجل ترجمة خطاب القسم للرئيس بشار الأسد بحيث تصبح سورية دولة مميزة حديثة عصرية. عبد الرحمن تيشوري- طرطوس 22/9/2002
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البطالة مفهوم تكلفة حلول
-
الدردري فيندوة في جامعة تشرين الشراكة خيار استراتيجي
-
انضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية
-
هل تسير التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية في الاتجاه ا
...
-
متى نؤسس لتربية عربية مستقبلية لمواجهة قيم العولمة الوافدة؟
-
الرؤية التربوية التطويرية للسيد وزير التربية
-
دور الاعلام في التطوير والتحديث
-
المدير والمهارات التي يحتاج اليها
-
الادارة المحلية تجربة تحتاج الى اعادة نظر هل ذلك ممكن؟
-
المنظمات الدولية تاريخ واقع مستقبل
-
مشروع التحديث والتطوير والعصرنة يقوي سورية في وجه الضغوط
-
هل يسير العرب نحو دينار موحد كما فعل الاوربيون؟
-
في سورية نحن بحاجة الى تربية مدنية جديدة لتكون اساس مدرسة ال
...
-
؟التربية الشمولية مالها وماعليها
-
اقتصاديات الوقت الف باء الادارة الحديثة
-
الاصلاح الاداري بين المعلوماتية والعامل البشري
-
العلاقة بين الاعلاميين والسياسيين مالها وماعليها؟
-
في القرن الجديد كيف يبدو العالم سنة 2050؟
-
اقتصاد السوق الاجتماعي السوري الى اين يسير؟
-
الادارة تخصص علمي وفن وموهبة
المزيد.....
-
وزير الاقتصاد الايراني يغادر طهران متوجها إلى الرياض
-
مصر تطلب دعما بربع مليار دولار
-
بالأرقام.. السياحة الإسرائيلية تحتضر
-
-بلومبرغ-: أوروبا على حافة أزمة طاقة جديدة
-
رب ضارة نافعة.. صادرات الصين تتجه نحو رقم قياسي بسبب ترامب
-
السفير الروسي يقود شاحنة -أورال- الجبّارة في ليبيا معلنا دخو
...
-
توقعات بتباطؤ وتيرة خفض الفائدة في آسيا بعد فوز ترامب
-
أكبر 10 دول تنتج الجزر بالعالم.. الجزائر والمغرب يتصدران الع
...
-
اقتصادي: العراق يمتلك قاعدة بيانات موثوقة والتعداد لا يصنع ا
...
-
هل تمنع مصر الاستيراد؟
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|