عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 08:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في برنامج حواري قديم على قناة العربية يستضيف كتابا: أدباء وفنانين ومفكرين، يديره شخص من عائلة بيضون الشيعية، الذي يفترض أنه (مدني-علماني) بما يتناسب مع خط قناة العربية (غير الطائفية )، كان يستضيف اليوم الكاتب والمفكر اللبناني الصديق الدكتور ( رضوان السيد ) المستشار السابق لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ..
فقد أنهى برنامجه بتعليق عجيب في (قحته الطائفية)، إذعقب على واقعة سردية للدكتور رضوان يتحدث فيها عن أن شيخ قريتهم هو الذي وجهه إلى الدراسة الدنية في الأزهر، ربما لأنه كان يخشى على عدم زوال الأقلية الاسلامية السنية في قريته، ومن ثم (تمسحها ) بسبب وجود الأغلبية المطلقة المسيحية في المنطقة التي تجاور قريته ذات الأقلية الاسلامية ...
فما كان من السيد المحاور (البيضوني) إلا وأن يعلق –مخففا دمه - على موقف الشيخ الناصح، بأنه بنصيحة الشاب (رضوان ) هذه، كان (مغلط ...أي مخطيء )، وذلك بتعليق ساخر ( ثقيل الدم وغليظ وتقليدي رغم وهمه التحرري)....
ربما يكون هذا التعليق مقبولا أو مفهوما في (حانة أو خمارة أو محششة )، يتبادل فيها السكارى والمحششون تعليقاتهم الساخرة بما فيها التي تمس المقدسات الدينية، وخاصة في بلد مثل لبنان، مؤلف من بيوت من زجاجية طائفية ...وليس على قناة تلفزيزنية يسمعها عشرات الملايين الذين يسخر من دينهم، عبر تهكم سطحي غبي وسخيف من قبل مذيع (شيعي بل وحتى لو كان سنيا ) نحو نصيحة (الشيخ المسلم) للشاب المسلم أن يتمسك بهويته الاسلامية ولا ينتقل للمسيحية ..
.
.ومن ثم يقال عن هذه النيصحة بسخرية وضحكة فاقعة بأنها (غلط ) .. نظن أن هذا التعليق فيه مجون وسطحية فارغة ليس فيها من ابداع التهكم والسخرية والتحرر الثقافي سوى سوقية الخمارات والحانات ... التي لا تتناسب مع قناة واسعة الانتشار والصيت والشعبية، كقناة العربية ....
لو أن هذا التعليق أتي مداعبة في إطار الاعجاب المبكر للدكتور الشيخ رضوان بعبد الرحمن بدوي الفيلسوف الوجودي المصري المعروف ...لكانت دعابة مقبولة في سياقها الثقافي عن علاقة حب غريبة بين التلميذ الشيخ (رضوان ) بأستاذه الوجودي الشهير (بدوي) ....!!!
لكن لأخوتنا اللبنانيين أسرارا غريبة لا يعلمها إلا الله أو اللبنانيون وحدهم فقط ...ومثالها الأبرز وجود حزب الله (اللبناني لكنه "الإيراني" وليس العربي، في آن واحد !!! )
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟