حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 23:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
علي المتنفذين في جهاز الدولة ان يعرفوا ان الخطر علي الدولة المصرية لايتأتي من الإرهاب الديني فقط ، على الرغم طبعا من محورية مواجهته كخطر عاجل وكبير على صحة وبقاء الدولة المصرية ..
ولكن أيضا يمكن ان يأتي من تداعيات الأساليب والخيارات الخاطئة لإدارة الدولة علي الأصعدة الاقتصادية والإجتماعية
فالخطر علي الدولة قد يأتي أيضا نتيجة لمواصلة السياسات المالية والاقتصادية التي تؤدي الي ضعف القدرة الشرائية لدي المصريين وارتفاع تكلفة الطاقة وسبل المعيشة بشكل عام
وعدم وجود مجالات للتشغيل مع استمرار انخفاض العملات المحلية نتيجة اتباع سياسات هيكلية تعتمد علي مؤشرات رضا المؤسسات الدولية عن الاداء الاقتصادي للحكومة لمجرد الارتفاع في معدلات النمو الذي لايعني اكثر من زيادة الناتج من ارباح اصحاب الاعمال وكذلك تعتمد سياسات خفض تكاليف العمل لرفع مستوي الارباح الرأسمالية كمعيار للنجاح الاقتصادي والاستجابة الدائمة من قبل السلطة لضغوط الرأسماليين المصريين الذين لا يقدمون صناعة او تشغيل او اي توسيع للقاعدة الإنتاجية من رجال التجارة الورقية في البورصة والاعمال المالية والاستيراد السلعي..
هؤلاء المضاربين من افاقي الاعمال - والذين اطلقت عليهم زميلتنا المحامية المناضلة ماجده رشوان Magda Rashwan تعبير ( البورصجية) كتعبير اراه في غاية الابداع والذكاء - هؤلاء الذين اصبحوا هم مصدر تحديد السياسات الاقتصادية والمالية فرضائهم عنها هو مايترجم بصعود البورصة وغضبهم عن البعد - ولو قليلا - عنها هو الذي تعبر البورصة عنه بهبوطها..لترتعد اوصال اعضاء حكومة الولاء لرجال الاعمال
هؤلاء واستمرار السياسات التي تخدم مصالحهم فقط دونما ان تخدم مصالح ضحاياهم من فقراء المدن والريف ومحددي الدخول واصحاب الحرف والمشروعات الصغيرة والفلاحين..
وكذلك اتخاذ بعض القرارات والاجراءات المستفذة والصادمة لاوسع شرائح المجتمع المصري ..
كل هذا قد يكون سببا في انفجار مجتمعي جديد واندلاع شعبي عارم جديد ينقصه من الادوات والمشاريع السياسية والنضج الثوري مانقص اندلاعي 25 يناير، 30 يونيو
وهذا مايمكن ان ينجم عنه احتمالات وقوع الدولة المصرية في قبضة المغامرين بمستقبلها وكيانها سواء كانوا من تيارات الفاشية الدينية او الفاشية المدنية او العسكرية..
وارجعوا الي تجارب التاريخ
لتتعظوا..
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟