أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - السلطة الفلسطينية تحت المجهر














المزيد.....

السلطة الفلسطينية تحت المجهر


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 356 - 2003 / 1 / 2 - 03:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

قبل توجهه إلى العاصمة المصرية القاهرة, حيث يجري الحوار الفلسطيني برعاية السلطات المصرية وإشراف وزير المخابرات والأمن السيد عمر سليمان!؟. قال وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على لسان الناطق باسمها السيد ماهر الطاهر أن من شروط إنجاح أي حوار فلسطيني هو إطلاق سراح الأمين العام للجبهة السيد احمد سعدات المسجون بلا جريمة وبلا ذنب في سجن السلطة الفلسطينية في أريحا, بإشراف الأمن الأمريكي والبريطاني.

 كان قرار سجن احمد سعدات ورفاقه الأربعة من المجموعة الفلسطينية المسلحة التي اغتالت الإرهابي الوزير,الجنرال رحبعام زئيفي في سنة 2001, قد أتخذ من قبل رئيس السلطة الفلسطينية, المسجون أيضا في مقر المقاطعة برام الله بلا سبب سوى أن شارون والقيادة الإسرائيلية يريدون معاقبته وإذلاله, وذلك لإرضاء اليمين الفاشي الاستيطاني في إسرائيل الصهيونية.وذلك عبر استمرار الحصار على مبنى المقاطعة حيث يحتجز الرئيس الفلسطيني منذ اشهر عديدة, وتمارس عليه ضغوطات نفسية وسياسية وحربية,بدون أي موقف عربي أو عالمي يسانده ويمنع إسرائيل من ممارسة تلك البشاعة القذرة, التي تعتبر كأعمال المافيا.

أن السجان شارون يريد إذلال الرئيس الفلسطيني واثبات انه هو الحاكم الفعلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة, وما أفرزته اتفاقيات أوسلو ليس اكثر من ديكور تبدله إسرائيل بمزاجها  وقتما تريد وحسبما تشاء.

هذا المفهوم الصهيوني للأمور وللسلام أصبح معروفا للجميع, لأن إسرائيل تريد من الفلسطينيين أن يعملوا حرسا لأمنها وسلامتها على حساب حياتهم وأمنهم وسلامتهم وحقوقهم. أما الآخر غير المفهوم وغير المبرر وطنيا وأخلاقيا وقانونيا هو أن تقوم سلطة وطنية تدعي أنها مستقلة وذات سيادة وصاحبة قرارها بسجن قائد فلسطيني معارض لأنه قاوم الاحتلال الذي قتل ويقتل أبناء شعبه ومنهم قائد هام من قادة الثورة الفلسطينية المعاصرة, الشهيد أبو علي مصطفى الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, حيث اغتيل بصواريخ طائرات الاباتشي الأمريكية الصنع في مكتبه في رام الله, الواقعة ضمن السيادة الفلسطينية وفق اتفاقيات أوسلو وغيرها.

على أي أساس يستمر حجز السيد احمد سعدات بعدما أقرت المحكمة العليا الفلسطينية بأنه لم يرتكب جريمة ولا يوجد ما يبرر استمرار اعتقاله ويجب إطلاق سراحه. لا يوجد أساس أو مبرر مقنع. لكن السلطة الفلسطينية تواصل اعتقال الأخير بحجة الحفاظ على حياته وخوفا من أن تقوم إسرائيل باغتياله في حال قامت بإطلاق سراحه من سجن أريحا العتيد. وهذا السجن كان في الماضي سجنا للانتداب البريطاني ومن ثم للاحتلال الصهيوني والآن للسلطة الفلسطيني.

 طبعا السلطة تقدم عذر أقبح من ذنب, إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن نفس سعدات طالب بإطلاق سراحه والالتزام بقرار المحكمة العليا التي أكدت براءته. وأكد سعدات رفضه لحجج السلطة وقال انه قادر على حماية نفسه بنفسه, واعتبر  قرار إبقائه السجن من اجل منع اغتياله مرفوض لأنه ابشع من قرار سجنه. وندد بالقانون الذي يجرم مقاومة الاحتلال. وقال سعدات في تعليقه على الصفقة التي أبرمها رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات مع الإسرائيليين والأمريكان حوله ورفاقه الأربعة: " كنا تذكرة أبو عمار لرفع الحظر عن تنقلاته".

تعتبر قضية سجن أمين عام الجبهة الشعبية ورفاقه من المهازل القانونية والسياسية التي ستبقى وصما اسودا ووشما مشؤوما في تاريخ القضاء الفلسطيني. لأن تلك العقوبة كانت سياسية بالدرجة الأولى وتجارية بالمقام الأول, بحيث سلبت حرية المعتقلين من أجل حرية محدودة للرئيس الفلسطيني لم تدم طويلا. وقد مضى على اعتقال سعدات سنة كاملة كانت نتيجة عملية قرصنة قام بها رئيس المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية توفيق الطيراوي بعدما خدع نائب أمين عام الجبهة السيد عبد الرحيم ملوح – معتقل لدى السلطات الصهيونية هذه الأيام- بحيث استدرج الأخير سعدات للقاء معه من دون أن يدري بخطط الأمن الفلسطيني التي كانت معدة على أعلى المستويات لكي يتم ضمان نجاح الصفقة المذكورة.بقي احمد سعدات نزيل"فندق" السلطة الفلسطينية تحت الأرض في مقر المقاطعة في مدينة رام الله حتى تم نقله إلى سجن أريحا بعد إتمام صفقة سجنه المعروفة.

إن المصلحة الوطنية الفلسطينية تقتضي من السلطة الفلسطينية احترام القضاء والقانون وقرار المحكمة العليا الفلسطينية وعدم التلاعب به وتبرير بقاء المناضلين في السجن لأسباب واهية. حرية هؤلاء ليست مرتبطة بحرية أحد حتى لو كان رئيسا أو زعيما. وعلى الزعامة الوطنية أن تكون قدوة في النزاهة والعدل والإنسانية, بحيث لا تقبل المساومة على حرية البشر وبالأخص المناضلين منهم من أجل مصالح ذاتية ضيقة. إذا كانت السلطة جادة في عملية إنجاح الحوار الفلسطيني في القاهرة, عليها إعطاء الشعب الفلسطيني وفصائله ومناضليه دلائل على نيتها السليمة. وهل هناك دليل افضل من إطلاق سراح المعتقلين على خلفية مقاومة الاحتلال.  

 

 
* نشرت في ايلاف يوم 31-12-2002

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقطات من يوميات العنصرية الصهيونية
- إسرائيل تحت المجهر في أوروبا
- هشام البستاني وردة في بستان الحرية
- القاتل ينتحل شكل الضحية
- عن الانتخابات الاسرائيلية تجربة تعكس تقريبا حقيقة الواقع
- النرويج خطوة إلى الوراء
- إسرائيل تلعب بالنار
- تحية لمجلس النواب اللبناني
- الحوار الفلسطيني في القاهرة
- لصوص الأرض والمال
- لبنان وأمريكا والفلسطينيين
- الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بعيد الميلاد
- الفرق ما بين جين فوندا وجون نيغروبونتي
- بليكس يؤشر على الغلط ويطالب بتصحيحه
- حمامة بمخالب وأنياب
- لقاء لم ينته مع الفنان العراقي الكبير رضا الشاطئ.
- عزمي بشارة شوكة في حلق إسرائيل
- بازار الانتخابات الصهيونية
- المستشار القانوني للحكومة ألاسرائيلية الياكيم روبنشطاين يوصي ...
- مؤتمر لندن ومزاد التفريط


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - السلطة الفلسطينية تحت المجهر