قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 09:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لكن هذه المرّة لا ننوي الحديثَ عن مملكة ألشرّ الوهابية ، بل عن منشور أصدرتهُ القيادة الدينية لتيار يهودي متزمت في لندن ، العاصمة البريطانية ، ويُبلّغُ المنشور أبناء هذه المجموعة التابعة للتيار الحسيدي (ألصوفي ) من بيلز (منطقة غاليتسيا في اوكرانيا حاليا ،التي نشأ فيها هذا التيار الديني )، يُبلِّغُ المنشور الأهالي بأنه قد صدرَ أمرٌ إداري جديد، يحظر فيه على النساء قيادة السيارة ..
وورد في الرسالة الموجهة لأولياء امور الطلاب والطالبات في مدارس هذا التيار " لن يتمكن الطالب-ة في مؤسساتنا التعليمية من الدراسة في مؤسساتنا ، أو الإستمرار فيها ، إذا كانت أُمُهُ تقود سيارة " ، والجدير بالذكر بأن هذا الأمر الإداري لم يصدر لأن "مهارة " النساء في قيادة السيارة غير كافية ، بل بدواعي الإحتشام ، فالمرأة التي تقود سيارة هي إمرأة غير مُحتشمة .
وهذا التيار المتزمت هو من أكبر التيارات الحسيدية اليهودية المُعاصرة ويبلغ تعداد اعضائها عشرات الآلاف (حوالي 8000عائلة ) .
ورغم أن الاسلام الوهابي واليهودية المتزمتة يبدوان "كعالمين " متناقضين ، إلا أنهُ وفي كثير من الفتاوى والمُعاصرةُ منها تحديدا فإن هناك توافق وتشابهٌ لافت للنظر . وخاصة في فقه المرأة .
فإذا كانت المرأة ، الكلب والحمار تقطع صلاة المسلم ، فالمرور بين إمرأتين ، حمارين ونخلتين يؤدي للإصابة بالسحر في اليهودية .
ولكن المرأة اليهودية المُتزمتة هي التي تُعيل أُسرتها ، وذلك لأن الزوج يجب أن يقضي حياته في الدراسة الدينية (تلميد حخام ) في اليشيبا (المدرسة الدينية ).
ولو ترجمنا "المصطلحات اليهودية " إلى "مُصطلحات إسلامية " ، لكانت الترجمة كالتالي ، الرجل المسلم " طالب العلم " يدرس العلوم الشرعية على مصاطب العلم في المسجد .
لكنه "يضطر " للعمل على عكس طالب العلم اليهودي ، لأن الزوجة المسلمة هي ملكة المطبخ "المتوجة " ، لكن هذا لا يعني بأن المرأة اليهودية لا تدير مطبخها ، بل تحظى بمساعدة من "طالب الحكمة " في اوقات فراغه .
وعمل المرأة اليهودية المتزمتة خارج البيت لا يُحررها من قيود الدونية ، فالمقولة الدينية هي " كرامة بنت الملوك داخل بيتها " ، يعني "أعطوها منصب أميرة فقط " ..!!
ولعلّ من المُشتركات الباقيات والخالدات بين المرأتين ، هو الزواج بواسطة الخطّابة .. فالفتاة اليهودية المتدينة لا تتعرف على خطيبها أو زوجها إلّا وقت الخطبة ، مثلها مثل أختها في بلاد المهلكة ..!! وكذا حال الذكور أيضا .
لكن ، ورغم كل ما قيل ، تبقى بنت الملك اليهودية بوضع أفضل ، فبوصفها المعيلة تحظى بإستقلالية ما ، وإحترام الزوج والمجتمع ايضا .
كما وأنها وبحكم احتكاكها بالناس من كافة المشارب والأفكار ، تتطور شخصيتها ، مداركها ومعارفها ، خصوصا وأن قسما كبيرا من هاته النسوة يعملن بأعمال مكتبية وتربوية ..!! وفي شركات الهايتك أو اللوتك، لا يهم ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟