|
الانسان...
مهند احمد الشرعة
الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 22:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كنت عابر طريق لا أعلم كيف أتيت ولا أعلم من أين بدأت. قيل أن مسقط رأسي أرض يشق قلبها نهران من الدموع وقيل نهر واحد نعم لقد اختلفوا بأمري وربما سيعلمونه قريبا وربما لا يعلمونه أبدا الأمر محتاج للبحث وللقليل من الحظ. كنت عابر طريق عندما تهت بصحراء مقحلة جبالها قمم لا شجر فيها ولا نبات آه كم تذكرني هذه الجبال بجبال جنوب الأردن. جلست عند ظل صخرة أريح قدماي من المسير وبدأت أفكر آه كم أتعبني أبنائي وبناتي يصعدون في مكان ويسقطون في مكان اخر يتقاتلون يتشاجرون يقتل بعضهم البعض لقد اكتفيت من هذا التناحر لقد اكتفيت لم أعد أتحمل عليهم أن يصبحوا يدا واحدة يجب أن أضع حدا لهذا الجنون المستشر وفجأة صرخت بكل قوتي: يكفي........ شيخ أبيض الثياب أبيض اللحية حلو الوجه يبرز أمامي فجأة ربما سمع كلامي أقول بيني وبين نفسي يسلم علي ويمضي أناديه: يا شيخ عد أدراجك الي وحدثني من أنت و الى أين أنت ذاهب؟ -أنا سلام بن صادق وأنا ذاهب الى وراء ذلك الجبل لأبلغ رجلا رسالة من ملك الأعالي فقد قرر فقد قرر الملك أن يعم السلام على الأرض على يديه... ابتسمت وقلت: وأخيرا سيحل السلام بين أبنائي اذهب ولا تتأخر عليه... أخذت دربي الى الشمال الشرقي حيث أرض الزيتون حيث نساء كنعان يلعبن أولادهن هناك حيث رائحة البخور والطيب في معبد عشتروت أغاني تنشد ليعم السلام والحب والخصب في تلك الأرض الطيبة.. فتاة جميلة تدخل معبد عشتروت تبكي وتصلي أرى دموعها كالنهر في جريانه تشهق تنوح تصلي وتلعن وتدعو. -ما بالكي أيتها الصبية؟ -البرابرة الهمج الصحراويين هاجمونا واحرقوا الأخضر واليابس يصيحون باسم يهوه قتلوا حبيبي أمام عيني. أردت أن أبكي ومستحيل أن أبكي دموعا انني أبكي دما. تركت أرض الزيتون لمصيرها المحتوم شعب يستباح وأرض تنتهك من يكون يهوه هذا لا أدري؟ ذهبت الى الشرق حيث الصحراء المقحلة أندب حظي أندب عجزي أرى ابنائي يقتلون بعضهم ولا أقدر فعل شئ رحت لواحة في بلاد الشام رأيت السباع والوحوش والحيوانات يتقاتلوا أيعقل أن أبنائي كهذه الوحوش؟ من بعيد يبرز لي طيف شخص يلبس البياض يقترب فأفاجأ به انه لصاحبي الذي لاقاني بصحراء سيناء أناديه فيلبي الى اين يا شيخ وأين وعدك وأين السلام الذي حل على الأرض؟ -لقد أخطأت في أمري وها انا ذاهب لأبشر ابن بنت يهوقايم بأنه هو ابن ملك السماء وملك السماء.. يمضي في سبيله وأفكر من هذا ابن بنت يهوقايم ؟وكيف يكون ابن ملك السماء وملك السماء؟ لا أدري. بعد زمن رحت لارض كنعان دخلت اورشليم اه يا اورشليم فتى في ريعان شبابه يجر في طرقها يضرب وهو ينزف دما وهو يصيح ابنائي ابنائي أسأل صبيا ما قصة هذا الشاب المسكين؟ أجابني وهو يضحك مجنون يدعي أن مخلصنا يقول عن نفسه تارة أنه اله وتارة ابن الاله وسيصلب في مكان يدعى الجلجثة. -وما الاله يا فتى؟ -انه خالقنا أيها الاحمق خالقنا وخالق الكون كله وأعتقد أنك لست أقل جنونا من هذا.. -ولأجل الهكم تقتلوه وتصلبوه؟ -نعم لأجل يهوه نبيد الشعوب. أبتعد عنه أكاد أن أجن من هذا الذي اخترع هذه الفكرة؟ من كذب عليهم؟ لقد كانت مجموعة من الالهة لا تضر ولا تنفع ولكن تشبع جهلهم المعرفي ومع الزمان سيتركوها ويتركوا كل شئ عندما يعرفوا.... آه من كذب عليهم.. عندما كانت الالهة كثيرة لم يفعلوا ذلك من كذب عليهم؟ ألأجل فكرة يتقاتلون؟! في طريقي أرى في كل يوم أناس يقتلون هذا يقتل باسم يهوه وهذا باسم يسوع وهذا باسم الدولة تهت جنوبا وأنا حائر في أمري وصلت لأرض الحجاز وعند جبل بالقرب من قرية قريش القى سلام بن صادق أمامي. -تعال الى هنا أيها الكاذب أين السلام أين ملك السماء؟.. -أتى القرار أخيرا ووجدنا المختار سيعم السلام بفترة لا تتجاوز ربع قرن من الزمان -أرجوك لا تخدعني -لن أخدعك وسأمضي بسرعة اليه الان. أتركه وأرجع الى بلاد الشام واترك نفسي للايام كم صار عمري ألف ألفان مئات الوف ملايين السنين لا أدري صبرت كل هذا العمر وسأصبر حتى أرى السلام. رجال على جبال تركض يصيحون الله أكبر عمائمهم مغبرة يصطفون صفا أمامهم رجال على دروعهم صليب يذكرني بذاك الشاب المجنون أصحاب العمائم ينادون يا الله وذوي الدروع ينادون أبانا الذي بالسموات أنهار من الدماء تنزف لا اعلم من نزف أكثر دموعي أم دمائهم. تركتهم على حالهم وهربت الى جبل يأويني من هذا الأمر أدخل مغارة في هذا الجبل المغارة مظلمة وتهبط للأسفل الفضول يقتلني سلام بن صادق أراه امامي عند نار مشتعلة لباسه سوداء ووجهه قبيح. به أصيح:وجدتك أيها الحقير الكاذب سأقتلك الان. -لن تقتلني فلو قتلتني ما عرفت دواء ابنائك. -أخبرني ما الذي فعلته بالاشخاص الذين ذهبت اليهم. -كذبت عليهم فصدقوا فمرضوا وأمرضوا. -وما الداء؟ -الاله -والدواء؟ -الالحاد. -وما اسمك؟ -حرب بن كذاب.
#مهند_احمد_الشرعة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وطني حبيبي وطني الاكبر
-
هموم الارض
-
ما وجدنا عليه اباءنا
-
لو كان موجودا
-
وما انا الا من غزية
-
أساطير الاولين(2)
-
اساطير الاولين
-
الاعدام والشعب العربي
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|