سوزان ئاميدي
الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 22:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد رجوع رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني من زيارته الاخيرة الى واشنطن وبعض الدول الاوربية والتي كانت في 3/5/2015 , اجتمع مع جميع القوى الكوردستانية للتباحث عن اهم المحاور والاحداث التي جرت في سفرته . وكان اهم ما تم تداوله في هذا الاجتماع ,ان البارزاني اعرب عن استعداده لتحمل مسؤوليته الكاملة لكافة التداعيات التي سيحملها اعلان الدولة الكوردية ولكن بشرط ان يحصل على مساندة القوى الكوردستانية الاخرى وان لا تلجئ هذه القوى الى المزايدات في حال ظهور المشاكل , وبذلك فقد وضع البارزاني الكرة في ملعب القوى الكوردستانية لاعلان الدولة .
فاعلان الدولة الكوردستانية كان من اهم المحاور التي بحثها البارزاني مع الرئيس الامريكي اوباما , ولم يكن لاوباما اي اعتراض على ذلك , بل العكس من ذلك فقد أعلن عن استعداده التام للتعامل مع كوردستان كدولة . وكذلك كان الحال نفسه مع باقي الدول الاوربية التي زارها البارزاني , والتي اعلنت عن استعدادها لتزويد اقليم كوردستان بالاسلحة والذخيرة لدعم البيشمركة فضلا عن ابداء استعدادهم وقبولهم باعلان الدولة الكوردستانية.
وفي الواقع فان الجانب الاقتصادي سيتدخل بصورة مباشرة في المساعدة على استقرار الحكومة وتطورها وسيمنحها القدرة على تحقيق الطموح التي تجعلها محط ثقة وقريبة من الشعب وخاصة عندما تقوم الحكومة بمضاعفة الموارد وتوظيفها في المجالات التي توفر الطمأنينة والرفاهية , ومن الواضح جدا ان اقليم كوردستان ابدعت في مواجهتها للتحديات الكبيرة "الارهاب والحصار الاقتصادي " , وان العالم يراقب الاقليم عن كثب كل تلك التحديات ويثمنها , فرغم التحديات الاقتصادية التي يمر بها الاقليم من جراء الحصار الظالم الذي تنتهجه الحكومة المركزية في بغداد , فضلا عن المشاكل الاخرى خاصة موضوع تسليح البيشمركة وهو يحارب تنظيم داعش الارهابي وبكل جدارة . وأن يعتمد الاقليم على إمكانياته الخاصة للحصول على احتياجاته من السلع الاستهلاكية والاستثمارية، بهدف التقليل من مستوى التبعية السياسية والاقتصادية للحكومة المركزية وبالتالي تحقيق الاستقلالية في القرارات والمواقف الدولية والداخلية.
وكذلك اثبت الاقليم نجاحه في التبادل التجاري مع الدول الأخرى ومن ثم إعداد وتأمين الشروط والظروف الداخلية الوطنية لتحقيق ربحية أعلى للتبادل الاقتصادي عبر قنوات اقليمية ودولية للنهوض بالواقع الاقتصادي والنهوض بالتنمية والانتاج .
وعليه فإن كل المعطيات تعزز من اعلان الدولة الكوردستانية , ولنقل بعبارة اخرى ان القوى الكوردستانية الاخرى تقف على مسافة الف ميل تبدا باعلان الدولة فضلا عن مساندة الشعب الكوردستاني لموقف هذه القوى السياسية وسيكون موقفا كبيرا سيكتبه التاريخ لهم .
ان هذه التحولات لم تحدث تلقائيا فقد بذلت جهود مكثفة وحثيثة من جميع الوحدات الاقتصادية، أفرادا ومؤسسات وعلى كافة المستويات، وسيكون الوضع اقوى وأكثر تماسكا وقوة عندما نضمن أجواءا أكثر ديمقراطية وتتسم بالشفافية الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية .
#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟