ماذا يقولون عنه لو كان اينشتاين اسلامي ؟!

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 11:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اينشتاين (1879- 1955) عالم فيزيائي الماني له العديد من النظريات العلمية ، اشهر تلك النظريات "النظرية النسبية" . وفي هذه النظرية قد اكمل ما جاء به نيوتن . مما ادى الى وجود افكار جديدة عن الزمان والمكان والحركة والمادة والضوء والجاذبية ، (الموسوعة الفلسفية مجموعة من علماء سوفييت ص 66 ، دار الطليعة بيروت ) . وفي النظرية النسبية وغيرها من نظرياته حاول أينشتاين ان يخلق نظرية موحدة للمجال ، لا يفسر بها طبيعة مجال الجاذبية فحسب ، بل يفسر بها ايضا المجالات الاخرى . وطبيعي ان مثل هذه الافكار لا تروق للكثير وبالخصوص الدينيين حتى اجُبر على مغادرة وطنه ليستقر في اميركا ، (المصدر نفسه) . والرجل كان ينكر وجود الله ، وخالف العديد من الفلاسفة وانتقد نظرياتهم وفلسفتهم حتى وصف (ماخ) بانه (الفيلسوف المسكين) . وله ايضا آراء سياسية منددا باستخدام الطاقة الذرية والتي كثير من الدول اليوم تسعى للحصول عليها واستخدامها للأغراض العسكرية مثل ايران المصرة على تخصيب اليورانيوم ، كي تصبح قوة كبيرة في المنطقة .
وسؤالنا هنا : ماذا يقولون عنه لو كان اينشتاين اسلامي ؟!
واعتقد بانهم سيقولون انه مسدد بروح القدس ! وان الله كان يقذف بقلبه العلم ، وان الملائكة كانت تزقه العلم زقاً . والسبب انه كان مواظبا على الصلوات الخمسة ، وقد حج البيت الحرام عدة مرات ، وان غير منقطع عن الدعاء والمناجاة ، ودائما ما يتصدق على الفقراء والمساكين بالليل والنهار – سرا وعلانية . لكن ، والحمد لله لم يكن اينشتاين رجل دين ولا شيخ من المشايخ ، بل – كما ذكرنا- لم يكن معترفا حتى بوجود رب للكون . ومع ذلك فأن الله اعطاه العقل الفذ ، والتفكير الصحيح ، وبعُد النظر ، والتعمق في العلم والمواظبة عليه ، حتى توصل الى تلك النظريات العلمية التي لاتزال الى يومنا هذا تدّرس في الجامعات والمعاهد في مختلف البلدان .
لماذا نحن العرب والمسلين لا يبزغ عندنا عالما وفيلسوفا كأينشتاين على سبيل المثال . نعم لدينا علماء دين كثيرون ، لكننا لسنا بحاجة لهم لأنهم ضلونا واضلونا . وخطر ببالي حديث منسوب للنبي ، مفاده : ان تفكر ساعة خير بعبادة سبيعين عام . وهذا الحديث يحثنا على طلب التفكر الذي يفضي بنا الى ايجاد نظريات ربما نتوصل بها الى حل كثير من اسرار الكون . العبادة لا تفيد الناس بقدر ما تفيد صاحبها فحب ، وهذه العبارة الاخيرة لي اتحفظ عليها ، الدول تزدهر بكثرة علمائها لا بكثرة عبادها وزهادها . اكثروا من المدارس العلمية ، وقللوا من دور العبادة ، عالم واحد يساوي سبعون الف عابد .
في بلداننا كثير جدا من المشايخ ورجال الدين والعبّاد ، لكنهم افادونا بماذا ؟ . ولماذا الله لم يلهمهم العلم فيبدعون ويتوصلون الى نظرية او نظريات بالطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وعلم التشريح والذرة وغير ذلك ، على اعتبار انهم مقربون من الله (والمقربون اولى بالمعروف) ! . لكن الله جلت قدرته ، الهم واعطى الذين لا يعترفون بوجوده كأينشتاين . لماذا ؟ . اترك الاجابة للقارئ الكريم .
واكتفي بهذا المقدار عن أينشتاين الرجل العبقري .

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات