|
بين الوراثية والديمقراطية
سالك مفتاح
الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 08:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل الحديث عن الديمقراطية وابجدياتها من الاهمية بمكان ، معرفة اين موقعنا في العالم العربي او العالم الثالث ، او بادق؟التعريفات فوضى النظام وعالم اللا تنظيم وفقدان ثقافة ترسيم النظم عبر الممارسة الديمقارطية وثقافة التعايش مع الاخر ..!! هل توجد نظم ديمقراطية سواء ذات صفة جمهورية او ملكية .!!!!؟ هل نحن قادرون على هضم ثقافة الديمقراطية ام اننا فقط نريد انظمة جملوكية ، مثل اللقيط نختارها على مقس وهوى ذوات بعينهم !!؟ !! هل هضمنا الدروس من كبواتنا واخطائنا ،خاصة في العراق وسوريا، ومصر ، المغرب ، موريتانيا ومن .. ون ..!!؟ والتي اظهرت اننا نسير على غير هدى ، خاصة في جوانب الاحتكام للشرعية "الشعبية" ولمقتضيات التطلعات الجماهيرية ، وكيف فبركت الديمقراطية وجيرت النتائج وصدرت الارادة تحت وقع مصالح بعينها.. !؟ في المغرب، حيث يسود "الشعب" ويحكم الملك حرم المغاربة بقوة الدستور من حق الاختيار للنظم السياسية وباتت المملكة الوراثية قدرا محتوما..كون الملك ظل الله على الارض : له يسجد الناس ويركع الناس كونهم جمع من الرعاع والاتباع والخدم ..الملك ولية نعمتهم .. مقدس عن النقد بنص قانوني ، صلاحياته غير مقيدة ليست لها حدود تقف عندها : يعين الوزير الاول ويعين الحكومة ، هو وزير الدفاع ... في الصحراء الغربية يحرم شعب بكامله من حق تقرير المصير ، لا شيئ سوى ان ذلك يتناقض واسقرار المملكة وعافيةالاسرة التي جعلت من المقاربة الامنية وسيلة لكبح اي اصلاح يطال النظام ، الذي وضع الصحراء الغربية في خانة المقدسات الثلاثة بجانب الدين والملك . وفي سوريا كانت موت الزعيم حافظ الاسد ، الزلزال الذي فرض ان يكيف في ظله الدستور ويخرج على مقاس الصغار،بدل الكبار بجرة ربع ساعة من البرلمان .. في مصر شاهدنا كيف قاطع الشارع الانتخابات الاخيرة ، وكيف طالب بكفاية من تكرار سيناريوهات اللعبة العقيمة..!!؟ في موريتانيا ، كان الانقلاب هو الكفيل بوضع حد لشرعية جاءت على اكتاف الانقلاب وتحت حراب الجيش، رغم ما فيها من سئيات الا انها تظل تجربة جديدة في بلد يعش هو الاخر مخاض التحول وتهزه رياح التغير ، فقط ان موريتانيا بدات الاستثناء الذي لايقاس عليه ، ظهرت ثمرة يانعة تبشر بالخير . في الجزائر التي كانت ثورة في عالم التغيرات السياسية ..هذا البلد دفع الثمن باهظا في التحرر من الاستعمار ،وفي التحرر من ثقافة الفساد وترسبات السنوات الضائعة ، الا انها قدمت الدرس رغم اختلاف منابع ومناهل الجزائر عن بقية مناطق ومناصر عالمنا العربي الذي كان الفراغ السياسي الذي تركه فقدان ثقافة ديمقراطية موروثة ، هو الذي فتح الباب امام التدخل الذي باتت الادارة الامريكية تقدوده في شكل املاءات ونماذج مثل العراق وافغانستان ، وفشل كذلك الانظمة الشمولية في الاجنبي ودخول النماذج والشخوص الى الفراش العربي جون اذن وبلا استحياء .. الفراغ السياسي اواالتجمد في التفكير واساليب ادارة وتسيير دواليب السياسة، ترك الانفلات وجعله يظل سيد الموقف .. الفراغ السياسي او العقم الذي تولد عن التجمد في والتقوقع ، وانتعاش ثقافة اللا مبالاة ولد خيبة الامل لدى الكفاءات المتطلعة نحو التغيير والمتشبعة بالثقافات بفعل عالم القرية واللقاحات التي حملتها الدماء الجديدة التي نهلت من معين العلم والثقافة،وكانت حرب افغانستان وافول نجم القطبية الثنائية هي القطرة التي افاضت الكاس ، لكن تبلدالضمير في مواجهة انتعاش طبقات اجتماعية بعينها بدأت وصية على حفظ النظام وحتى الدين .. كل ذلك جعل بعض الناس يفضلون الهرب بجلودهم الى الله عبر الانضواء للمنظمات المتشددة ذات التوجهات والايديولوجيات الاسلامية . ..!! الشعور بالظلم ولد الكراهية لرعاة النظم في كل بلدان ومناطق عالمنا المعاصر . الاسئيلة التي نتوقف عندها ونحن نتصفح تاريخ النظم السياسية والحركات الدينية والهبات الاجتماعية في الشرق الاوسط والمغرب العربي ، تبرز اكثر ما تبرز في جوانب تقاطع المصالح وتبدل المعطيات بين جيل واخر ، لكنها تظل مستمرة في البحث عن التجديد ، وفي المؤالفة بين الحداثة والاصالة !! كيف نكيف انفسنا ونطعم ذواتنا مع متطلبات العصر وقضايا الساعة !!؟ كيف نضمن الشفافية ، كيف نوفر الوقت ونقتصد في الجهد بالاستفادة من تجارب الاخرين ،خاصة تلك القريبة علينا جغرافيا وسياسيا وثقافيا ..!!؟ هل نحن مجبرون ام مكرهون على التماهي مع موجة الاصلاح الجديدة ، هل تفيدنا الديمقراطية ام تراها تكون علينا كما قال بعضهم ستقود لبوأدة للعالم الثالث !!؟ كيف نحدث النظم لا كيف نموهها حتى نتلقى شهادات حسن السيرة من اولياء نعمة الشيطان !!؟
هل درسنا التجربة الايرانية ، والماليزية وحتى الجزائرية ..!؟ لابد ان نسلم اننا ذاهبون للتكيف مع ثقافة دخيلة على بعض نظمنا ، مفروضة علينا التعاطي معها ولو من باب مكره اخاك لا بطل
#سالك_مفتاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري
...
-
جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج
...
-
لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن
...
-
قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
-
كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
-
أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن
...
-
شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة -
...
-
-عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|